«مُسطاح» للتمور.. فن تجفيف البلح ينهي آلام التسوس
«مُسطاح» للتمور.. فن تجفيف البلح ينهي آلام التسوس


حكايات| «مُسطاح» للتمور.. فن تجفيف البلح ينهي آلام التسوس

أبو المعارف الحفناوي

السبت، 14 نوفمبر 2020 - 03:49 م

قرية يسيطر عليها الهدوء، مساحات شاسعة في الرحمانية بنجع حمادي، وغيرها من القرى في قنا، لا تكاد تستطيع التفرقة بين أسطح المنازل، بعد أن تحولت إلى مواقع لتجهيز البلح للتصدير وبيعه في مختلف المراكز والمدن.

 

المُسطاح كلمة معروفة بين أبناء محافظة قنا، وهو المكان المخصص لجمع البلح وتجفيفه وتجهيزه للبيع بمختلف القرى، فالصغار يجمعون البلح من أسفل النخيل بعد تساقطه وجنيه، ويقومون بوضعه أعلى سطح المنزل أو في مساحات شاسعة على الأرض، لتجفيفه في الشمس، وبيعه بعد جمع كميات منه، قاصدين بذلك تحقيق دخل مادي لهم، صحيح أنه ليس بالمبالغ الطائلة لكنه يظل مرضيًا لكثير منهم.

 

أما المزارعون والتجار، فيجمعون البلح بعد تسويته وقطعه من النخيل، ويقومون بتجهيز أماكن معدة لوضع البلح فيها، قبل أن يتولون عملية فرش الثمار وتعريضها للشمس لمدة 60 يومًا من أجل جفاف المحصول وفرزه وتجهيزه للبيع والتصدير.

 


 

وعن هذه المهمة، يقول صبري محمد، مهندي زراعي، إن هناك أهمية في تعريض ثمار البلح لأشعة الشمس، وفردها في مساحات مكشوفة لتجفيف البلح، كمنعه من التسوس، والحفاظ عليه، حتى يتم بيعه وتصديره إلى الأماكن المختلفة.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| جبّانة «هِو» بالصعيد.. فدان من الجنة أبهر الفرنسيين

 

عملية المُسطاح تأتي بعد حملة فحص شاملة أجرتها الإدارة العامة لمكافحة الآفات بمديرية الزراعة بقنا، للآلاف من النخيل بهدف مكافحة آفة "سوسة النخيل الحمراء" بمختلف نواحي مدن وقرى المحافظة، وذلك في إطار الخطة التي تتبناها المديرية للارتقاء بقطاع التمور وتحجيم الإصابات التي قد تسببها سوسة النخيل.

 

وتنتشر زراعة النخيل بمصر في مناطق مطروح والوادي الجديد وشمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر والنوبارية وتوشكى والعوينات والأراضي المستصلحة حديثا.

 

 

أما الأصناف التي يتم تجفيفها لتخزن لتسوق في المناسبات وأهمها شهر رمضان وتزرع بالأماكن شديدة الحرارة وخاصة محافظة أسوان، فهي: (السكوتي ومتوسط إنتاج النخلة 60 كيلو، والبرتمودا ومتوسط إنتاج النخلة من 30 حتى 50 كيلو، والجنديلة ومتوسط محصول النخلة 30 كيلو وقد يزيد عن ذلك).

 

اقرأ للمحرر أيضًا| سر العصير والمصاص.. طباخ العسل الأسود «إيده تتلف في حرير»

 

ويعد النخيل من المحاصيل المؤهلة للقيام بهذا الدور لقدرتها علي التكيف مع مناخ تلك المناطق وظروفها, فهي تنمو جيداً في الأراضي الرملية وتتحمل الظروف الجوية القاسية لدرجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة علي حد سواء, بالاضافة إلى الاستفادة من منتجاتها في إقامة العديد من الصناعات التي يمكن أن تساعد في فتح فرص عمل جديدة للشباب.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة