جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

لم يبق إلا الاعتراف!

جلال عارف

السبت، 14 نوفمبر 2020 - 07:04 م

بعد عشرة أيام كاملة من إجراء الانتخابات، بدأ الرئيس الأمريكى «ترامب» فى العودة إلى الواقع ومواجهة حقيقة أن غالبية الشعب الأمريكى منحت أصواتها لمنافسه «بايدن»!!
وبعد أن كان «ترامب» متمترساً خلف الإدعاء بأنه الفائز، وبأن المراجعة سوف تكشف عن تزوير كبير لغير صالحه.. فاجأ أنصاره الذين كانوا قد بدأوا الاحتشاد حول البيت الأبيض تمهيداً للتظاهر تأييدا له بالتأكيد على أنه لا يعرف من سيكون فى الحكم فى يناير(!!) وهو تطور فى الخطاب يختلف جذرياً عما كان عليه الأمر فى خطاب الأيام السابقة الذى كان يؤكد على أنه يستعد للولاية الثانية، وما رافقه من تصعيد قانوني، ومن تعبئة للأنصار، ومن إجراءات كان أبرزها إقالة وزير الدفاع والإيعاز لوزير العدل بأن يقطع الطريق على السلطات فى الولايات المختلفة ببدء تحقيقات جديدة حول مخالفات  مزعومة فى الانتخابات قبل إقرار النتائج.
لكن يبدو أن تطورات الموقف جعلت من أول أمس (الجمعة) يوماً فارقاً فى حسابات ترامب.. رفضت المحاكم العليا كل الدعاوى لوقف فرز الأصوات  أو إعلان النتائج وخسر كل القضايا العاجلة التى أقامها محاموه الذين أعلن بعضهم الانسحاب من تمثيله (!!). وبينما كانت النتائج تتوالى بإعلان فوز «بايدن» بمعظم الولايات المتأرجحة، كانت السلطات الفيدرالية تعلن بحسم أن الانتخابات جرت دون تزوير أو تلاعب.
الخيار الذى بقى - بعد ذلك - مطروحاً على الطاولة كان صعباً، وهو أن تقوم الولايات التى تسيطر على مجالسها التشريعية المحلية أغلبية جمهورية باختيار مندوبين موالين لترامب حتى لو كان ذلك يتعارض مع نتيجة الانتخابات والتى تلزم المجالس التشريعية باختيار مندوين من أنصار المرشح الفائز، كما تلزم هؤلاء المندوبين بالتصويت لمن فاز بأصوات الولاية.
كان هذا يعنى هدماً للنظام الانتخابى وانقلاباً على الدستور لا يستطيع الحزب الجمهورى أن يتحمل عواقبه، وأغلب الظن أن قراراً بهذا الشأن قد تم إبلاغه لترامب ليتوقف  عن أى تفكير فى التلاعب بعملية اختيار المندوبين، ولتبدأ خطوات الاعتراف بالنتائج بتصريح ترامب حول انتظار من يتولى الحكم فى يناير.
بالطبع.. مع ترامب تبقى كل الاحتمالات واردة، لكن يبقى النظام قادراً على منع الانجرار الى الفوضى أو الخروج على الدستور. لم تنته الأزمة بعد، الانقسام فى المجتمع الأمريكى سيبقى طويلاً، لكن خطر الانجرار للفوضى يتوارى. انتهت معركة الانتخابات، ولم يبق - أمام ترامب والجمهوريين- إلا الاعتراف بالنتائج، والجلوس فى مقاعد المعارضة باحترام كامل لإرادة الناس وأحكام الدستور.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة