الأميرة فايزة.. اسم أول طائرة مصري واستقبال أسطوري لها
الأميرة فايزة.. اسم أول طائرة مصري واستقبال أسطوري لها


حكايات| الأميرة فايزة.. أول طائرة مصرية تعبر أوروبا إلى ألماظة

إنجي خليفة

السبت، 14 نوفمبر 2020 - 07:14 م

في 12 يناير 1930، كان مطار برلين في ألمانيا على موعد مع رحلة استثنائية قام بها الطيار محمد صدقي؛ حيث حلق في طريقه إلى مصر بطائرته الخاصة ألمانية لصنع ليكون أول مصري يصل بها إلى القاهرة.

 

وصل أول طيار مصري يطير بطائرته إلى مطار ألماظة بعد 13 يوما من التحليق وتحديدا في 26 يناير من عام 1930 وهو اليوم الذي اعتمد من قبل سلطات الطيران المصرية ليكون عيد الطيران المدني المصري.

ولد الطيار محمد صدقي في 1899 وبعد أن أكمل تعلميه الثانوي وحصل على البكالوريا- ما يعادل الثانوية العامة حاليا-  أرسله والده إلى ألمانيا والتحق هناك بكلية الاقتصاد، ولولعه بالطيران فقد قرر تعلم الطيران في ألمانيا.

 

الأميرة فايزة 

 

قضى صدقي في ألمانيا 3 سنوات تعلم خلالها الطيران على نفقته الخاصة وحصل على إجازاة بالطيران ثم اشترى من ماله الخاص طائرة صغيرة ألمانية الصنع أطلق عليها اسم «الأميرة فايزة» نسبة الي الأميرة فايزة بنت الملك فؤاد الأول وطار بها منفردا ًمن برلين.

 

الأميرة فايزة هي طائرة بمحرك واحد ذات مقعدين ومكشوفة بدون غطاء زجاجي وزنها 250 كيلو جراما وقوة محركها 40 حصانا ولا تتجاوز سرعتها 120 كم/في الساعة.

 

كواليس الرحلة 

 

في 12 يناير 1930 وفي ظل طقس سيئ أقلعت الأميرة فايزة بقيادة الطيار محمد صدقي من برلين في رحلة متجهة إلى القاهرة، وكان خط سير رحلته هو المرور على تشيكوسلوفاكيا ثم إلى يوغسلافيا ثم الطيران فوق البحر الأبيض المتوسط إلى أن وصل السلوم.

ثم واصل صدقي طيرانه إلى الإسكندرية فوصل مطار أبو قير في 25 يناير 1930 ومنه إلى القاهرة فوصل إلى مطار هليوبوليس (ألماظة فيما بعد) فى 26 يناير 1930 وعندما وصل وجد الجماهير محتشدة بالمطار، كما كان في استقباله محمود فهمي النقراشى وزير المواصلات ونجيب الغرابلي وزير الحقانية وعدد من كبراء الأمة في مقدمتهم الاقتصادي الوطني طلعت حرب.

 

احتفلت مصر بمغامرة أول طيار مصري فأقيمت حفلات استقبال رسمية وشعبية فقلده الملك فؤاد نوط الجدارة الذهبي وأهدته الحكومة مبلغ 1000 جنيه وأهدته صفية زغلول مصحفا في صندوق ذهبي كتب عليه "صدقى في حفظ الله" .

 

في 29 يناير  1930 أقيم لصدقي حفل تكريم من لجنة نادي التجارة العليا في أحد صالونات مسرح حديقة الأزبكية حضره صادق يحيى باشا كبير الياوران مندوبا عن الملك فؤاد مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء حينها ومحمود فهمي النقراشي وزير المواصلات في ذلك الوقت وطلعت حرب مدير بنك مصر والجنرال محيي الدين باشا والبارون فون شتوهرر وزير ألمانيا المفوض.

 

ليس هذا فحسب ؛ بل أن أمير الشعراء أحمد شوقي قام بتنظيم قصيدة قصيرة احتفالا بنجاح صدقي مطلعها:


أَعُقابٌ في عَنانِ الجَوِّ لاح 
أَم سَحابٌ فَرَّ مِن هَوجِ الرِياح

أَم بِساطُ الريحِ رَدَّتهُ النَوى 
بَعدَ ما طَوَّفَ في الدَهرِ وَساح
إلى أن ختمها قائلا:
يا أَبا الفاروقِ مَن تَرعى فَفي

كَنَفِ الفَضلِ وَفي ظِلِّ السِماح
أَنتَ مِن آباؤُكِ السُحبُ وَما 
في بِناءِ السُحُبِ الأَيدي الشِحاح
يَدُكَ السَمحَةُ في الخَيرِ وَفي
هِمَّةِ الغَرسِ وَفي أُسوِ الجِراح
نَحنُ أَفلَحنا عَلى الأَرضِ بِكُم
وَرَجَونا في السَماواتِ الفَلاح

وصول الأميرة فايزة كان سببا أن يصدر محمود فهمي النقراشي وزير المواصلات في فبراير 1930 أوامره باستئناف العمل في مطار ألماظة وتم إعداده للطيران المدني في فبراير 1931، وافتتح رسمياً في 2 يونيو 1932.

 

 

أول طيار مصري

 

مع نجاح وصول محمد صدقي، كأول طيار مصري يصل بطائرته «الأميرة فايزة» من برلين إلى القاهرة في 26 يناير 1930، جاءت أول خطوة حقيقة في طريق تأسيس الشركة الوطنية مصر للطيران؛ حيث تعاون كمال علوي، ومحمد صدقي، وطلعت حرب، لتحقيق الحلم من خلال بنك مصر الذي أسسه طلعت حرب.

 

أثمرت الجهود عن صدور المرسوم الملكي في يوم 7 مايو 1932 بإنشاء مصر للطيران أي بعد عامين من وصول الأميرة فايزة، وسميت الشركة باسمين أحدهما باللغة العربية وهي "شركة الخطوط الهوائية المصرية" والآخر باللغة الإنجليزية وهو "مصر آيروورك"، ونص عقد التأسيس أن يمتلك المصريون 60% على الأقل من هذه الأسهم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة