آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

ترامب وتداعيات مابعد الهزيمة

آمال المغربي

السبت، 14 نوفمبر 2020 - 07:18 م

حالة من المخاوف تطغى على صانعى السياسات الامريكية والمحلليين من حالة الانكار التى يعيش فيها الرئيس الامريكى دونالد ترامب وحالة الانتقام التى تسيطر عليه بعد خسارة الانتخابات والتى تشير إلى انه يسعى لترك حالة من الفوضى فى السياسات الامريكية داخليا خارجيا.
هناك شبه اجماع بين المراقبين على ان الرئيس ترامب والذى يفترض أن يغادر البيت الأبيض فى 20 يناير 2021 غير قادر على التعامل بحكمة مع خسارته، ولا يستطيع تقبلها وقد بدا واضحا انه عازم على اتخاذ قرارات قد تورط أو تثقل على خلفه الديمقراطى جو بايدن ويبدو أيضا أنه ترك مسؤولياته اليومية بشكل كبير ليضع عراقيل حكومية ضخمة أمام فريق بايدن الساعى للإعداد لتوليه السلطة.
ويتحرك ترامب الذى توارى تقريبا عن الظهور الإعلامى ولاذ بتويتر سبيلا لنشر أفكاره تارة بالتشكيك فى فوز خصمه وتارة أخرى برسم سياسات خارجية يصعب على بايدن التعاطى معها إلا من خلال مسار طويل من المعارك القانونية كما هو الحال بالنسبة لسياسة الضغوط والعقوبات القصوى على إيران وفنزويلا ومسار التفاوض مع حركة طالبان وملف السلام فى الشرق الأوسط.
داخليا فهناك اجماع على ان خطاب ترامب التحريضى بعد هزيمته ووحرصه على تسميم الأجواء بمزاعم بشأن تزوير نتائج الانتخابات يمكن أن يؤدى إلى حدوث اضطرابات مدنية خطيرة..فخطاب ترامب قبيل الانتخابات عزز إمكانية وقوع احتجاجات وربما أعمال عنف بعد اى انتخابات لاتات لصالحه، وكان يرى أنه كلما ازداد عنف الشوارع ازدادت حظوظه فى الفوز بالانتخابات وهو ما يؤكد الخطر غير المسبوق الذى تواجهه الولايات المتحدة الآن فى ظل حكم رئيس غاضب ومضطرب لا تزال أمامه 70 يوما فى منصبه.ولعل الوضع الذى شهدته مدن أمريكية عدة فى الأشهر الأخيرة، من متظاهرين مسلحين داعمين للرئيس، بالإضافة إلى ظهور جماعات معارضة راديكالية فى الشوارع بعضها مسلح أيضا، يعد بمثابة تذكير بالعنف المحتمل الذى يحمله التوتر السياسى الراهن فى الولايات المتحدة.
خارجيا فترامب ما زال قادرا على إلحاق أضرار كبيرة بالأمن القومى الامريكى بما يملك سلطة من جانب واحد.. ويأت عزل ترامب لوزير دِفاعه مارك إسبر وتعيين حليفه كريستوفر ميلروتغيير عدد من المناصب العسكرية الاخرى فى اطار التغييرات العسكرية والسياسية التى يعتزم القيام بها قبل خروجه من البيت الابيض.
وكان ترامب قد هدد قبل الانتخابات بإلغاء وجود القوات الأميركية فى العراق وأفغانستان. ومن شأن تلك الخطط إذا ما اتبعها ترامب أن تقود إلى نتائج كارثية على مصالح الولايات المتحدة فى افغانستان والشرق الأوسط، كما ان هناك مسؤولون فى البنتاغون يتحدثون هذه الأيام مثلما اشارت «نيويورك تايمز» عن وجود خطة لدى ترامب لشن عمليات عسكرية، ضد إيران فى قبل نِهاية ولايته، حتى لا يستطيع خصمه بايدن ان يعود للاتفاق النووى ويرفع العقوبات بالتالى عن إيران. كنوع من نشر الفوضى فى أمريكا والعالم، وعرقلة مراسم تسلم خصمه جو بايدن للسلطة، والانتِقال إلى البيت الأبيض ومُمارسة سُلطاته كرئيس ولهذا يرى البعض إن الأسابيع المتبقية من رئاسة ترامب ربما تكون الأخطر على أمريكا والعالم!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة