خالد رزق
خالد رزق


مشوار

أمريكا وديكتاتور «ترامبوليا» العظمى

خالد رزق

السبت، 14 نوفمبر 2020 - 07:27 م

هى ليست أمريكا التى طالما ظننا بأننا نعرفها تلك التى نراها ونسمع عنها منذ إعلان سقوط الرئيس الجمهورى دونالد ترامب بعد فترة ولاية واحدة ـ أمام ـ منافسه جو بايدن.
أمريكا التى عرفناها دوماً كعنوان لدولة المؤسسات والديمقراطية، صارت فجأة بلدا يتلاعب به رئيس ساقط لم يتبق أمامه بالموقع رسمياً سوى أقل من الشهرين، ولكنه على ذلك رفض الاعتراف بنتائج الانتخابات الأعلى مشاركةً عبر التاريخ الأمريكى كله، وراح ليتحدى ويهدم مبادئ حكم المؤسسات الضامنة لسلامة المجتمع ولحقوقه السياسية، فأوقف كل الإجراءات الانتقالية الممهدة لتسليم السلطة، بما فيها استخدام سلطته الرئاسية التى اكتشف العالم أنها تكاد تكون بلا حدود فى منع فريق الإدارة الانتقالى من الولوج إلى البيت الأبيض، وأكثر من ذلك منع عن الرئيس المنتخب تلقى تقارير الاستخبارات اليومية وحتى الرسائل التى يبعث بها قادة ورؤساء البلاد الأجنبية للرئيس الجديد.
تقف أمريكا مجمدة تحت رحمة ديكتاتور عمد بعد أن فقد شرعية الحكم إلى هدم النموذج الأبرز للديمقراطية بين بلاد العالم، وراح يكذب زاعماً فوزه ومدعياً تزوير الانتخابات وهو يحشد أنصاره وكثير منهم من الغوغائيين حملة السلاح والعنصريين المعروفين بأصحاب الأعناق الحمراء سعياً لتحريك اضطرابات واسعة، يأمل هو كعادة الطغاة التاريخيين فى أن تقود إلى احتفاظه بموقع الرئاسة مهما كان.
رغم أنى لست ولم أكن يوماً من المعجبين بالسياسات الأمريكية، سيما عداوتها للأمم الحرة التى تسعى وتصر على استقلال القرار، غير مساندتها اللامحدودة لأعدائنا فى الشرق وحمايتهم من كل مساءلة على ما يقترفونه من جرائم بحق الإنسانية، أجدنى لست سعيداً بما يقترفه هذا الحاكم المخبول فى حق النموذج الأمريكى للديمقراطية ولا بما يفعله للدفع بالموقف نحو اشتعال يهدم استقرار هذا البلد الذى أحب فيه الإيمان الحقيقى بالحريات والإبداع الفنى الذى لا يمكن وأن ينتج ويبقى ويستمر إلا فى وسط شعبى متحضر.
ترامب بمواقفه التى تناسب من كان طاغية يقود إمبراطورية «ترامبوليا» العظمى، هو التهديد الأكبر لأمريكا والعالم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة