صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


«سائق الشهامة».. طارد 3 لصوص ذبحوا صاحب تاكسي بالسادات

بوابة أخبار اليوم

السبت، 14 نوفمبر 2020 - 11:59 م

كتب: سعد زيدان

كل يوم تضرب نماذج مصرية بسيطة، المثل في الشهامة والبطولة المعروفة عن الشعب المصري على مر التاريخ، رغم الظروف والتغيرات التي حدثت وتأثير التطور التكنولوجي على الحياة الإنسانية وتغير االسلوكيات في العالم، ولكن مازالت القرية المصرية تحافظ على عاداتها وتقاليدها الراسخة مثل الجبال في ثباتها وتعليم الأطفال منذ الصغر على الوقوف مع الحق ومناصرة المظلوم.

هذا ما أكدته قصة سائق الشهامة ابن قرية جزيرة نكلا، التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، خلال المطاردة التي قام بها لـ3 لصوص قاموا بذبح صاحب تاكسي وسرقته، حتى نجح في اللحاق بهم وضبطهم بمساعدة زميله.

"اتربيت على الحق من صغري ومحدش يشوف الغلط ويسكت عليه"، هكذا روى محمد رضا القصباوي، صاحب الـ28 عامًا، والمعروف إعلاميًا بـ"سائق الشهامة"، القصة الكاملة في ملاحقة 3 لصوص حاولوا خطف سائق تاكسي وذلك لسرقة سيارته على طريق مدينة السادات، أثناء عودته من العمل بقيادة إحدى سيارات النقل.

وقال سائق الشهامة: "كنت جاي الساعة واحدة ونصف بالعربية من مدينة السادات بمحافظة المنوفية، وأثناء سيري فوجئت أنا وسائق سيارة أخرى يدعى محمد أنور الطيار، بـ3 راكبين تاكسي وفيه دم، وعقب ذلك قام اللصوص بذبح سائق التاكسي وألقوه من السيارة وهو غرقان في دمه، كانوا معورينه تحت رقبته زي ما يكون مدبوح".

وأشار محمد القصباوي، إلى أنه بمساعدة زميله طاردا اللصوص لمسافة 5 كيلو حتى انقلب التاكسي باللصوص، مضيفًا: "مسكنا اتنين كتفناهم بالحبال حتى جاءت الشرطة وتم اقتيادهم لمركز الشرطة بالسادات".

وأكد "القصباوي"، أن هناك عدد من الأهالي شاهدوا الواقعة وإلقاء سائق التاكسي على الطريق وهو ينزف دم، دون التحرك لإنقاذه أو الإمساك باللصوص"، قائلًا: "ماحدش يشوف الغلط ويسكت والحمد لله أبويا رباني أنا وأخواتي على الصح ولو تكررت الواقعة مرة أخرى سأفعل الصح فقط".

وأوضح "القصباوي"، أن موقف إنقاذ صاحب تاكسي السادات، ليست بطولة، بل هي سلوك طبيعي لوجه الله تعالى، متابعًا: "النخوة والشهامة من أي إنسان يشوف أي حد في موقف زي ده لازم يتحرك ولا يفكر في أي عواقب والحق طريقه معروف ولو تكررت الواقعة مرة أخرى سأكون مع الحق".

ومن جانبه قال رضا القصباوي، والد سائق الشهامة: "محمد ابني كلمني بعد إنقاذ صاحب تاكسي السادات بـ10 دقائق وحكى لي تفاصيل الواقعة، وأن السيارة بها بعض التلفيات، فرديت عليه فداك كل حاجة يا إبني"، مشيرًا إلى أن لديه 3 أولاد هم ثروته الحقيقة وعلمهم الوقوف دائمًا بجانب الحق وكسب قوت يومهم بالحلال.

وأضاف والد سائق الشهامة، أن الأهالي القرية "عملوا عزومة كبيرة" لنجله محمد احتفالًا به بعد تداول قصته على مواقع التواصل الاجتماعي، هذا بالإضافة إلى الاتصالات الكثيرة من داخل مصر ومن أبناء القرية المقيمين بالخارج، الذين أشادوا بموقف محمد.

وفي سياق متصل، أكد محمد خليفة، صديق شائق الشهامة، أن محمد دائمًا ما يتدخل في فض النزاعات، وهو من الشباب المكافح الذي يسعى وراء "أكل العيش"، مشيرًا إلى أنه رغم معاناة أهالي قرية جزيرة نكلا التابعة لمركز شبراخيت، من عدم وجود خدمات ومرافق، إلا أن العادات والتقاليد والوقوف مع الحق هي الثروة الحقيقية لأبناء القرية.

وكانت مباحث مركز السادات بمديرية أمن المنوفية، بالاشتراك مع الأهالي، قد تمكنت من ضبط عاطلين حاولا سرقة صاحب تاكسي تحت تهديد السلاح، وحال سرقتهم السيارة، انقلبت بهم على طريق السادات كفر داوود، وقام الأهالي بتقييدهم بالحبال، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة