علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى


كثير من الأدب

كرم القاسمى وبخل مسئولينا !

علاء عبدالهادي

الأحد، 15 نوفمبر 2020 - 04:09 م

قررالشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، حاكم الشارقة، إعفاء جميع دور النشر المشاركة فى معرض الشارقة الدولى للكتاب من رسوم إيجارات الأجنحة، وجاء فى مسببات المكرمة الأميرية أنها تهدف الى دعم الدور فى ظل مايشهده العالم من تداعيات جائحة كورونا.

تبلغ الإعفاءات ماقيمته 6 ملايين درهم، أى ما يقرب من 27 مليون جنيه مصرى ، هذا القرار سوف تستفيد منه أكثر من 200 دار نشر مصرية مشاركة فى المعرض، حيث تأتى مصر كعادتها فى الصدارة من حيث أعداد دور النشر المشاركة، متقدمة حتى على دولة الإمارات التى يقام المعرض على أرض إحدى إماراتها، حاكم الشارقة لا ينتظر ثناء من أحد، ولم يقدم على هذه الخطوة، وما سبقها من خطوات مشابهة كثيرة، انتظاراً لشكر أو بحثا عن دور أو بحثا عن شهرة، ولكنها عن اقتناع تام وكامل لا يدانيه شك بأهمية الكتاب، القراءة التى أخلص لها طوال عمره منذ تولى الإمارة مطلع السبعينيات وإلى يومنا هذا، ولما كان وباء كورونا قد أوشك أن يصيب صناعة النشر فى مقتل، رأى الرجل أن الملايين التى سيضخها فى هذا المعرض لا تساوى شيئا فى سبيل إنقاذ الصناعة والعاملين فيها لكى تستمر فى أداء دورها بتقديم الجديد من نتاج الفكر والإبداع الإنسانى.

هذا ما فعله القاسمى للناشرين مصريين وعربا وحتى أجانب، حيث لا وطن للإبداع، فماذا قدمنا نحن لإنقاذ هذه الصناعة فى مصر؟ وهل نحمد الله ونشكره على ان منّ علينا بقبلة الحياة هذه، والتى أتت من الشارقة؟ وإذا كان قد كتب لبعض الدور المصرية، على كثرتها النسبية، المشاركة والمجازفة، وجاءها الغيث، فماذا عن مئات الدور التى لم تشارك ولم يكن لديها فائض تسدد به رسوم الاشتراك ، قبل إلغائها، أو تكلفة سفر وإقامة موظفين وشحن الكتب؟ ، وماذا عن دور لا يجد أصحابها ما يقدمونه لموظفين معلقين فى رقابهم وينتظرون أجورهم الزهيدة آخر كل شهر؟ بل وماذا يفعل بعض أصحاب دور النشر الذين لا يجدون أصلا ما ينفقون به على بيوتهم؟

كتبت قبل أسبوعين عن المخاطر التى تهدد صناعة النشر، وفى حديثين منفصلين لرئيس اتحاد الناشرين المصريين ورئيس تحرير الناشرين العرب، وعلى صفحات نفس العدد وضعنا كل الهموم أمام صانع القرار فى مصر، وكنت أظن وبعض الظن إثم، أن الدنيا سوف تنقلب رأسا على عقب، وأن الجهات المعنية ستتحرك ، ولكن  لا حياة لمن تنادى، وكأننا نحدث أنفسنا، كل الوزرارت المعنية – ثقافة وصناعة وتربية وتعليم – تعاملت مع الأمر بأذن من طين وأخرى من عجين.

عندما تحدثت مع ممثلى الناشرين المصريين والعرب لإجراء حوار مع «أخبار الأدب» عن صعوبات واقع صناعة النشر فى ظل كورونا، لم أجد لديهما الحماس لإجراء الحديث بعد أن فقدا الأمل، رغم أنهما لم يتركا بابا إلا وطرقاه بحثا عن أدوات وحلول لإنقاذ صناعة مصرية أصيلة، وأداة رئيسية من أدوات القوة الثقافية الناعمة التى مللنا من ترديدها ربما دون وعى لحقيقة ومكمن  القوة، ولكن وبعد محاولات منى رضخا، وأجريا الحوار مع الزميلة الكاتبة الصحفية منى نور، منزوع المرارة، ونقحا الشكوى وانتقيا الكلام حتى لا يثيرا حفيظة المسئولين بأنين ودموع الناشرين، كل ذلك أملا فى أية استجابة.

السادة الوزراء المعنيون: صناعة النشر فى رقابكم، ومصر أولى بالتصدى لحمايتها وإقالتها من عثرتها، والبداية تكون بالاعتراف بها أصلا صناعة، وتقديم حوافز لإنقاذها لتستمر، لأن من يخرج اليوم من سوق النشر سيدخل مكانه الآلاف من أصحاب العقول المفخخة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة