دونالد ترامب
دونالد ترامب


إصابة 20 شخصا في مسيرات تأييد ترامب في واشنطن

منال بركات

الأحد، 15 نوفمبر 2020 - 06:10 م

عندما ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه لن يترك البيت الأبيض، لم يكن يهذي بكلمات فارغة، بل كان يفكر بصوت عال، وجاد في مزاعمه. وزاد على الأمر، بعض الساخرين من مقولته، ورددوا أن ترامب، سيسعى لتغير الدستور ليواصل بقائه بالبيت الأبيض، بعد مضي مدة ولايته المعروفة بفترتين.

 

ولم يدر في خلد الرئيس الأمريكي أنه لن يفوز في انتخابات 2020، بل كان واثقا من النتيجة، رغم كل الاستطلاعات التي كانت تشير إلى انخفاض شعبيته يوما بعد يوم، ومن ثم كانت المفاجأة التي لم يستوعبها بعد، رغم مضي أسبوعين على فوز منافسة جو بايدين، ونائبته كاميلا هاريس.

 

لكن الرئيس دونالد ترامب اعتاد أن يفكر برأس صاحب المال والشركات وليس صاحب الفكر السياسي، يأمر فيطاع، بغض النظر إن كانت آرائه سديدة أم لا، ينظر للأمور من زاوية المكسب والخسارة، بأسلوب ميكافيللي بحت، المصلحة العامة والقوانين يطوعها وفقا لهواه، ويطبق قانون النفعية فقط.

 

فنجده يقيل بريان وير، مساعد مدير الأمن الإلكتروني، بعد أن طلب منه البيت الأبيض الاستقالة من وظيفته. وشرع عدد من المسؤولين في ذات الجهاز التابع للداخلية في ترك مناصبهم بالأمن القومي في أعقاب خسارة ترامب الانتخابات لجو بايدن. 

 

كل ذلك فقط لأنهم أكدوا على أن انتخابات 2020 الأكثر أمانا في تاريخ الولايات المتحدة، وقبلهم قام ترامب بإقالة وزير الدفاع مارك أسبر، الذي رفض أثناء أحداث جورج فلويد، في مايو الماضي، أن ينزل بالجيش لقمع المحتجين.

 

 كما أخبر كريستوفر كريبس، رئيس الأمن الإلكتروني، زملائه أنه يتوقع طرده قريبا. وكريبس، هو الشخص الرئيسي في الحكومة فيما يتعلق بتأمين تكنولوجيا التصويت. ويحظى باحترام واسع بين مسؤولي الانتخابات المحليين. كما كانت الوكالة تتصدى بقوة للشائعات التي تفيد بحدوث خطأ ما في انتخابات 2020.

 

فتلك هي سياساته التي يتبعها في رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة في العالم، يديرها بفكر صاحب الشركة، من لا يطبق سياساته يقال، من لا ينفذ أفكاره ويحقق أحلامه يعاقب؛ بلا هوادة. 

 

وصاحب الشركة عادة ما يروج لأفعاله بكل السبل الشرعية وغيرها بصرف النظر عن توابع تلك الأفعال وآثارها.  

 

فنري حول البيت الأبيض في واشنطن أنصاره اليمينيين المتطرفين والقوميين البيض وجماعات الميليشيات، قد يكون هذا الحدث أكبر تجمع للجماعات القومية المتطرفة والبيض منذ ما يسمى بالتجمع اليميني في عام 2017. وفقا لمركز قانون الفقر الجنوبي. وهم يأخذون إشاراتهم مباشرة من الرئيس عبر تويتر.

 

ووصفت "مسيرة لترامب" أو "مسيرة المليون ماجا" على أنها حدث تحت شعار"أوقفوا السرقة"،  وهو العنوان الذي صاغه روجر ستون، حليف ترامب، للدفاع عن ترشيحه عام 2016.

 

نظم المسيرة مجموعات اليمين المتطرف والمؤيدة لترامب سلسلة من تجمعات "أوقفوا السرقة" وقافلة من باتون روج، لوس أنجلوس إلى تالاهاسي، فلوريدا إلى واشنطن العاصمة في محاولة للالتفاف ومساندة الرئيس.

 

 

 

 

وكتب مستشار حملة ترامب جيسون ميلر، على تويتر أنه يحب "تدفق الدعم" للرئيس. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كايلي ماكناني، لشبكة فوكس نيوز إنها تتوقع أن يكون الإقبال على الحدث "كبيرًا جدًا".


وفي نفس الوقت لم يتنصل أبدًا الرئيس ترامب، من تصاعد التنظيم القومي الأبيض منذ أن تولى منصبه حتى أنه رفض إدانة مجموعات الكراهية مثل جماعة "براود بويز" وغيرها. 

 

فالرئيس يحظى بدعم كامل من جماعات الكراهية اليمينية المتطرفة التي نظمت المسيرة. وكتب على تويتر يوم الجمعة: "من دواعي سرورنا أن نرى كل الدعم الهائل هناك، وخاصة التجمعات العضوية التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك التجمعات الكبيرة يوم السبت في العاصمة". "قد أحاول حتى أن أتوقف وألقي التحية." أليس هذا تشجيعا للعنصرية وصب للبنزين على النار، بدلا من رأب صدع التفرقة بين أباء الوطن الواحد.

 

ومن اللذين حضروا المسيرة الزعيم القوي للبيض نيك فوينتيس، مع أليكس جونز، إلى جانب جماعات "براود بويز"و "بلوجو بويز" مع الميليشيات اليمينية المتطرفة. من جماعة "حراس القسم" وغيرهم، وفقا لموقع مناهض للفاشية. 

 

وعلى جانب آخر، سيتصدى المناهضون للفاشية والعنصرية وهم جماعة "الجميع خارج واشنطن"، لليمين المتطرف، وشجعت الناس عبر تويتر على الخروج والدفاع عن المدينة "من القومية البيضاء. والمعروف أن واشنطن مدينة ديمقراطية.

 

 وانتهت ليلة المسيرة باندلاع اشتباكات العاصمة واعتقال ما لا يقل عن 20 شخصًا، من بينهم أربعة بتهمة استخدام السلاح. وأصيب ضابطا شرطة، ورجل في العشرينات من عمره في حالة حرجة بعد أن طعن في ظهره. وأفاد شهود عيان أن جماعة براود بويز، وهي مجموعة متطرفة عنيفة، اشتبكت في أوقات مختلفة مع المتظاهرين.

 

وغرد الرئيس دونالد ترامب الذي أمضي يومه في ملاعب الجولف بقوله: إن "حثالة أنتيفا ركضوا نحو التلال في وقت سابق من اليوم لأن الناس في تجمع ترامب.. قاوموا بقوة.. لكنهم عادوا إلى مهاجمة أفراد ميجا الأبرياء." وحث: "شرطة العاصمة، انطلق قم بعملك ولا تتراجع".

 

 

في الوقت الذي غرد فيه أيضا عدد من الشباب العقلاء يحثون الرئيس على عدم شق الصف من أجل الوطن. فقال أحدهم: "لا تنزل ببلادنا إلى العنف والحرب الأهلية، ترامب، توقف عن هذا الآن". وقال أخر: "تصرف مثل الرئيس الذي نتمني أن تكونه، من فضلك لا تحرض على العنف".

 


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة