سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

ختم «النمر» للسعادة

سليمان قناوي

الأحد، 15 نوفمبر 2020 - 08:32 م

ما أحوجنا إلى عودة الضحكة المجلجلة الخارجة من القلب وسط كآبة الكورونا،لذا أقبلت على كتاب الزميل عاطف النمر مدير تحرير الأخبار»نجوم السعادة» كإقبال صائم على تمرات إفطاره فى يوم شديد الحرارة. وضع النمر ختمه لإسعاد القارئ مستدعيا كل مهاراته كناقد ومحقق ومحاور تراكمت خلالها علاقاته الشخصية ببعض من 30 شخصية أسعدت الملايين منذ ام كلثوم ونجيب الريحانى وعلى الكسار وعبد الفتاح القصرى وحسن فايق مرورا بإسماعيل يس حتى علاء ولى الدين وسمير غانم. ظهر دور المحقق ببحثه فى أضابير الوثائق والصحف والمجلات القديمة لسبر اغوار نجوم السعادة فكشف عن جانب لم يركز عليه احد فى شخصية أم كلثوم وهى انها بنت نكتة ففى احدى حفلاتها الغنائية لاحظت ان احد الحاضرين برم شنبه بشكل يمكن صقرين من ان يقفا عليه وكان الرجل كثير التهريج وهى تغنى، فأشارت للفرقة الموسيقية بالتوقف ونادت عليه: على فكرة انا لاحظت ان شنبك متربى اكتر منك. ويحكى مأمون الشناوى للمؤلف ان أم كلثوم شنعت عليه بتسميته «مديون الشناوى» لكثرة ما كان يطلبه من اموال مقابل اغانٍ كتبها لها، فرد عليها بتشنيعة تنم عن شح أم كلثوم فادعى انها دعته لمنزلها وقالت له ستدخل حجرة لم يدخلها احد قبلك فكانت «غرفة الطعام»!
أما دور المحاور فقد برزت موهبة المؤلف فيه منذ ان كان طالبا بكلية الاعلام جامعة القاهرة حين أجرى حوارا لجريدة صوت الجامعة مع حسن فايق صاحب أشهر ضحكة فى السينما وايضا من خلال حواره مع المنولوجيست محمود شكوكو والذى كشف فيه سر حكاية «شكوكو بقزازة». كان باعة الروبابكيا يستبدلون التماثيل المنحوتة لشكوكو بالزجاجات الفارغة ويرفضون ان يحصلوا على فلوس مقابل التمثال. ظل يبحث شكوكو فى الامر إلى ان توصل إلى السر. وكان ذلك إبان الاحتلال الانجليزى لمصر، وكانت قنابل المولوتوف المصنوعة من الزجاجات الفارغة تقض تفجيراتها معسكرات الانجليز فأصدروا مرسوما للبارات والمقاهى بحظر التصرف فى الزجاجات الفارغة وضيقوا الخناق على مصانع التعبئة التى وجب عليها استلام الفوارغ بالعدد ومن ثم لم تجد المقاومة المصرية للاحتلال سوى جمع الزجاجات من المنازل مقابل تمثال لشكوكو. حقا هو كتاب ممتع لا يتسع المقام هنا لاستعراض كل طرائفه وحكاياته الجديدة على القارئ.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة