حكايات| شبح الوظيفة يخطف عيون «خاطرة» ويتركها في الظلام الدامس
حكايات| شبح الوظيفة يخطف عيون «خاطرة» ويتركها في الظلام الدامس


حكايات| شبح الوظيفة يخطف عيون «خاطرة» ويتركها في الظلام الدامس

حسن سليم

الإثنين، 16 نوفمبر 2020 - 07:20 م

فجأة غرق العالم في ظلامه، اغتال السواد كل شيء حتى فرحة تحقيق حلمها بعد نضال، وامتلأت خواطر "خاطرة" ابنة الـ 33 عامًا باليأس والضياع والإحباط.

«خاطرة» هي شابة أفغانية جاهدت للحصول على عمل وظيفي مستقل، ونجحت أن تكون موظفة بالإدارة الجنائية بشرطة غزنة في أفغانستان، إلا أن آمالها في الاستقلال لم تستمر سوى 3 أشهر فقط حتى جن جنون آخرين وخرجوا دراجة نارية وأطلقوا الرصاصات عليها بعد خروجها من مقر عملها.

اقرأ أيضًا: حكايات | أوراق «التاروت».. سر فرعوني تنبأ بظهور النبي محمد

الرصاص وحده لم يكن كافيا للمجرمين فما إن سقطت غارقة في دمائها حتى اكملوا جرمهم الخسيس بفقع عيناها بواسطة سكين لكنها لم تشعر بالطعنات لفقدانها الوعي في الحال.


أفاقت في المستشفى وسألت الأطباء عن سبب عدم رؤيتها فأجابوها أن الضمادات لا تزال على عينها بسبب الجروح، لكن فهمت أنها فقدتهما، واتهمت هي والسلطات المحلية مسلحي طالبان، الذين قالوا  إن المهاجمين يقف ورائهم الأب الذي رفض عمل ابنته، وأنهم لا شأن لهم بذلك.


"لو حدث ذلك بعد فترة لكنت استقبلته بطريقة أفضل، لكنهم سلبوني حلمي بعد ثلاثة أشهر فقط من تحقيقه، الفترة قصيرة جدًا كانت أمنيتي خدمة الشرطة لعام واحد على الأقل" كلمات خاطرة امتزجت بالدموع أثناء حديثها لرويترز.
 

اقرأ أيضًا: حكايات| الأميرة فايزة.. أول طائرة مصرية تعبر أوروبا إلى ألماظة

واعتبر ناشطو حقوق الإنسان إن الحادث يوضح التوجه للرد بعنف على عمل المرأة ولاسيما بالمناصب العامة، وأن عمل خاطرة بجهاز الشرطة تحديدًا ربما يكون أشغل غضب طالبان بشكل متزايد، ولاسيما أن تصعيد الحركة المسلحة مصحوب بتأييد أعراف اجتماعية بالية في المنطقة خاصة مع تزايد نفوذ الحركة بعد اتفاقها مع الولايات المتحدة وانسحاب قوات أمريكا من هناك.


وشددت سميرة حميدي، التي تعمل في منظمة العفو الدولية في أفغانستان، على ضرورة ألا يسلب أي اتفاق سلام مع طالبان المرآة الخطوات التي تحققت للحفاظ على حقوقها على مدار 10 سنوات، مشيرة إلى أنه على الرغم من عمل المرأة كانت خطوة محفوفة بالمخاطر إلا أن التصعيد المستمر خلال الفترة الأخيرة يزيد من الخطر.


وفي الوقت الذي  تجري مفاوضات بطيئة بين الحركة والحكومة في الدوحة، تتعرض شخصيات نسائية بارزة لهجمات متعددة واغتيالات، وذلك على الرغم من أن طالبات عبرت عن إنها ستحترم حقوق المرأة في إطار الشريعة الإسلامية، وهو ما اعتبرته النساء المتعلمات أمر مشكوك فيه.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة