محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

يقين المعتز والمحاسبة المطلوبة

محمد البهنساوي

الإثنين، 16 نوفمبر 2020 - 07:28 م

صدمة أصابتنى وأنا أتابع تعليق استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة المعتز بالله عبد الفتاح على الانتخابات الأمريكية الأخيرة ونتائجها خلال برنامجه بقناة المحور..التعليق يثير علامات استفهام حول حقيقة الأوضاع بمصر ويقين المعتز بالله تجاهها..وللتذكرة أنقل أجزاء حرفية مما قاله المعتز مقارنا بين ترامب وبايدن:- « واحد هايديك على قفاك وهو غضبان وواحد هايديك على قفاك وهو مبتسم..وفيه حاجة هايعملها بايدن.. إنه هايلعب فى ودانا ومناخيرنا وهيسألنا انتوا مصر بتعملوا ايه ؟..عندكوا أحزاب ولا تحالف من أجل مصر والحاجات دى بس.. يعنى انتوا مستنسخين كده من بعض ولا فيه تنوع.. وهنلاقى حاجات مزعجة كدة.. كمان هايسأل إنتوا عندكوا مجتمع مدنى.. ولا معندكوش؟
هايسألك إنت بتاخد منى معونة فعايز أشوف إيه اللى بيحصل عندك.. عندك رأى عام وقادة رأى ولا أشخاص محدودة بتتكلم والباقى بيسقف؟! «.. ثم يواصل افتكاساته بنبرة استظراف وخفة دم مصطنعة لتخفيف ضبابية موقفه :- ترامب غير بايدن !..ترامب سايبك! فلو فيه مشكلة فى أول فيصل هيقول ياعم أنا مالى بأول فيصل ما يضربوا بعض..لكن بايدن هيقولك أول فيصل تبعى تمامها عندى، وهيسألك..وهيبقى متدخل شوية فى حاجات مزعجة..وهاتلاقى وفود وناس جاية وناس رايحة وناس تسألك إيه ظروف السجن بتاعكم ومين مسجون ومين مش مسجون !
تلك نماذج من كلام معلم العلوم السياسية وممتهن الإعلام «حرفة وسبوبة لا علم وهدف «.. دلالات هذا الكلام تثير علامات استفهام حول موقف المعتز بالله ورأيه الحقيقى مما يجرى بمصر.. فرغم أنه حاول الاستذكاء بإضفاء نبرة سخرية وسط كلامه لخداع المتابعين جمهور أودولة حول قناعته بما قاله.. فلو فهم البعض « وأنا منهم «..أن جزءًا من التساؤلات التى وضعها المعتز على لسان بايدن هى يقينه هو بما يجرى بمصر أقسم مستشهدا بنبرة السخرية أنه لم يقصد!!
نصل لنقطة مهمة لا يخفى قناعته بها ستار السخرية أو ضبابية خفة الدم المصطنعة.. فقد قال صراحة أن أيا من الرئيسين « هيدينا على قفانا «..هكذا وبجرة قلم يمحو رجل الإعلام والسياسة سنوات وعقودا نزرع فى أبنائنا أن الاستقلالية والندية أساس علاقاتنا ببلاد العم سام حتى فى عصر مبارك الذى حاول البعض تصويره أنه أقصى تبعية للأمريكان..فالرئيس الراحل كان له مواقف مشرفة لمواجهة ووقف مخططاتهم بالمنطقة.. وأيضا بكل بساطة واستخفاف يمحو المعتز « اسما وليس صفة أو نخوة مصرية « ما فعلته 30 يونيو من ترسيخ للاستقلالية المصرية فى مواجهة الأمريكان بل وهدم خططهم الشريرة للمنطقة بأسرها..كما يمحو ثمنا باهظا دفعته مصر والمصريون بشموخ وكبرياء منذ 30 يونيو وحتى الآن لوقفتها الشامخة تلك فى وجه الأمريكان وأذنابهم.. رغم كل ذلك يرى الأستاذ غير المعتز أننا « بناخد على قفانا «..والله عيب ولا يجب أن يمر هذا الكلام دون محاسبة.
الخطورة أن المعتز بالله عبد الفتاح مربى أجيال بكلية من كليات القمة المسئولة عن إعداد جيل من قادة الرأى وموجهى السياسة المصرية.. وربما ما أوحى به ضمنا فى برنامجه يقوله ويلقنه صراحة لتلاميذه فى محاضراته الجامعية فيخرج من تحت يديه جيل يدمن سياسيا تلقى الضربات على « القفا «.
يا دكتور لو كنت مؤمنا سرا ويقينيا بما قلته فتلك مصيبة.. وإن كنت لا تؤمن به وقلته بهذا الشكل فالمصيبة أكبر.. وفى الحالتين أنت على أقل تقدير مدين بعدة اعتذارات أهمها الاعتذار الفورى عن تقديم هذا البرنامج لترحمنا من افتكاساتك..وثانيا اعتذار للكلية والجامعة العريقة التى تمثلها وأسأت لها بكلامك.. أما نحن فلسنا مجبرين على قبول الاعتذار بل ومطالبون بالوقفة والحساب !!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة