جون ماهر - رئيس منظمة «الأوفيد - الفرنسية المصرية لحقوق الإنسان»
جون ماهر - رئيس منظمة «الأوفيد - الفرنسية المصرية لحقوق الإنسان»


حوار| «رئيس الأوفيد»: أوروبا تركت «السيسي» يحارب الإرهاب وحده

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 16 نوفمبر 2020 - 09:05 م

 

كتب من  باريس:  محمد زيان

 

- أوروبا تركت «السيسي» يحارب الإرهاب وحده.. والآن تكتوي بناره
- مرسي جلب الإرهابيين ووطنّهم في سيناء.. والإخوان يحكمون مساجد فرنسا
- نتمنى من الأزهر أن يقوم بدوره في تنقية الخطاب الديني
- جماعة البنا تحرض على الذبح والقتل.. وتتغلغل في الأجهزة الرسمية والمنظمات الحقوقية
- العمليات الإرهابية بفرنسا تهدد بحرب أهلية.. والمتطرفون يريدون نشر الفوضى


«على الدول الغربية وفرنسا أن تستفيد من وجود الرئيس السيسي في الحكم للتنسيق ومكافحة الإرهاب».. هذه الكلمات وضعها أمامنا  جون ماهر رئيس منظمة «الأوفيد - الفرنسية المصرية لحقوق الإنسان»، معلقاً على اتصالات الرئيس «ماكرون»، والمستشارة الألمانية أنجليلا ميركل وزيارة رئيس المجلس الأوروبي لمصر، بعد حادث مقتل مدرس التاريخ الفرنسي والحوادث الإرهابية التي أعقبته، شارحًا حقيقة ما يجري في فرنسا في ظل أحداث الإرهاب التي تضربها، وكيف يكون التعاون بينها وبين مصر في هذا المجال، ومكانة مصر في مواجهة الإرهاب، كاشفاً دور المنظمات الحقوقية الفرنسية المعادية لمصر وكيفية مواجهتها، فإلى تفاصيل الحوار:

- بعد حادث مقتل «صاموئيل باتي» على خلفية الرسوم المسيئة للرسول بدأت أصوات تطالب بتحرك فرنسي لتدريب الأئمة، كيف تقرأ هذا الموضوع على أرضية حقوقية؟ وهل تسلل الإخوان إلى هذا المربع؟ وهل تطالب الأزهر بتحرك معين؟

في فرنسا 2500 مسجد للمسلمين منها 400 وقع تحت التأثير والسياسة التركية ، و 150 تحت تأثير جماعة التبليغ التي تأسست عام 2000 في فرنسا، بخلاف المدارس التي تأسست تحت تأثير اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا منها 200 مدرسة تحت تأثير شيوخ يدرسون للطلاب التطرف والكراهية . وفي 2017 سافرت 6 عائلات فرنسية للجهاد في سوريا من مدينة ليونيل التي يقع مسجدها تحت تأثير جماعة التبليغ.

ومن الناحية الحقوقية القانونية، فإن فرنسا بلد علماني وهو تخصيص جاء من الثورة الفرنسية بفصل الدين عن السياسة ، ولو قلنا نؤيد تدريب القسس وكهنة اليهود لا يمكن أن يمشي هذا في فرنسا لهذا السبب ، لكن الآن وصلت فرنسا إلى حالة لا يمكنها ترك الأمور على ماهي عليه ، الواقع يقول إن أناساً لم يدرسوا في جامعات أو معاهد دينية يعلمون المسلمين الدين هنا ، وهذا تسلل لغرض معين ، لذا تحاول الجمهورية الفرنسية تنظيم هذا الأمر بأن يكون  أئمة المساجد خريجي جامعة أو معهد معين، لأن أولئك يدرسون الكراهية، ضروري جدا أن يعمل المجتمع الفرنسي بتعديل القانون أو شيء آخر لوضع حد للتسلل الإخواني والسلفي، ومعظم المساجد يحكمها التفكير التكفيري الإخواني، وهنا اتحاد مسلمي فرنسا المعروف بـ Uoif له التأثير الأكبر في الخطاب الذي يدعو للذبح والكراهية والكتب والتفسيرات الخاطئة التي تخرج .وأطالب الأزهر بأن يتحرك ليقوم بدوره في تصحيح المفاهيم.

- فرنسا طالبت هذا من الأزهر ؟ فماذا ترى؟

في فرنسا طالبوا الأزهر بأن يقوم بتدريب الائمة، لأنه مهما يكن هناك أئمة وشيوخ أزهريون متنورون ، فلو جاءوا ودرسوا مناهج تدعوا للمحبة والاحترام وعدم قتل الآخر والكفار سيحل الأزمة في فرنسا ، لذا على الأزهر أن يأخذ دوره في بلد يخطو خطوات جديدة.

«الحريات» 

- قالت أصوات إن الأزهر يتجه لرفع دعوى ضد «شارلي إبدو» لإساءتها للرسول، صلى الله عليه وسلم كحقوقي هل تؤيد هذا التحرك؟

بالعكس، أنا أطالب بإلغاء قانون ازدراء الأديان في مصر ، هناك دراسة تقول إن هناك 10 آلاف دين منذ نشأة الأرض ، ليس الحل في وضع  قانون لكن في التفتح وألا نستغل القانون للتقليل من أي حرية. في مصر مثلاً كل واحد يعرف حدوده أين تقف، ولكن 99 من الشعوب الغربية تعرف أن الحريات التي وصلوا إليها بثورات وبعناء مئات السنين لا يمكن التخلي عنها وطبعا مفهوم أن الأزهر يثبت أمام العالم الإسلامي . أنه يقوم بدوره ،ولكن لا بد أن يأخذ في الاعتبار أثار وعواقب الصورة التي سيتركها عن الأزهر في العالم الغربي ولا تنسي أن في عام 2015 عندما ضربت شارلي ابدو تظاهر حوالي  5 ملايين فرنسي وقالوا«أنا شارلي»، وعندما ذبحوا المدرس يوم 16 أكتوبر الماضي المجتمع الفرنسي قام بما فيهم المسلمون الفرنسيون.

أنا شخصياً أفضل أن يرد الأزهر على مطالب الرئيس السيسي بتنقية الخطاب الديني بدلاً من رفع دعوى على «شارلي ابدو »، وأن يقوم بتنقية المناهج التعليمية حتى يأخذ دوره الحقيقي وألايظل منغلقاً على مناهج الكراهية والتكفير.
 
- كحقوقي فرنسي مصري، كيف ترى تحركات الدولة المصرية ضد الإرهاب من خلال ما يجري في سيناء بين الجيش والشرطة من ناحية، والإرهابيين من ناحية أخرى؟

الإرهاب يضرب مصر داخلياً أيضاً، ومصر مهددة جداً، والمصريون عليهم أن يحمدوا الله أن جاء رجل مثل «السيسي» ليحمي بلده، و«مرسي» جاء بالجهاديين والإرهابيين، جلبهم بالمئات ووضعهم في سيناء، وضرب الإرهابيين عسكريا هو دور الجيش والشرطة، ولكن لابد من الضرب في الإيدولوجية المتطرفة، والذين يقتلون ويذبحون هم ضحايا الإرهابيين بالفكر الذين يزرعونه في عقولهم بأنهم سيدخلون الجنة، ومصر تبذل جهداً كبيراً وعظيماً جداً.

أقول في التليفزيون إن أوروبا تترك «السيسي» يحارب الإرهاب وحده، ولابد أن يساعدوه لأنهم لو لم يساعدوه، فإن الإرهابيين الذين يحاربهم سيأتون إلى هنا ويحاربونهم وهذا ما يحدث الآن بالفعل، هم يغمضون أعينهم ولكن بدأوا يفيقوا على الأحداث ويعرفون أهمية الحرب التي خاضها «السيسي» منذ 2013 و2014 ومازال يقوم بدوره.

- وكيف ترى اتصالات قادة الاتحاد الأوروبي من بينهم الرئيس «ماكرون» والمستشارة الألمانية أنجليلا ميركل وشاول ميشيل رئيس المجلس الأوروبي، بالرئيس السيسي؟

عبروا عن احترامهم للإسلام والمسلمين الذين يعيشون في أوروبا، وماكرون صمم أن يشرح في حواره على قناة الجزيرة أنه تم تحريف كلامه. لم يقل كلمة واحدة تجرح شعور المسلمين في فرنسا وتكلم عن الوحدة الوطنية، قال لا نريد الخلط بين الإسلاميين الجهاديين المجرمين والمسلمين الذين يريدون أن يعيشوا في سلام بفرنسا، وما حدث هو تحريف من الإخوان وأردوغان بغرض خداع الشعب العربي، الشعب الفرنسي بما فيهم مسلمو فرنسا يؤيد تأييداً كاملاً للرئيس «ماكرون»، ويعرف أنه حدث تحريف، قال لا يمكن أن نتخلي عن حرية التعبير وقال إنه لا يحب الكاريكاتير، الأزمة الحقيقية ليست سببها خطاب ماكرون، هناك مخطط تركي أردوغاني قطري سلفي وهابي لخداع الشارع العربي والإسلامي، والاتصالات التي قام بها قادة أوروبا للرئيس «السيسي» تهدف لشرح الموقف الفرنسي والأوربي لمحورية دور مصر ومكانة الرئيس «السيسي» عندهم.

- أوروبا استقبلت جماعة الإخوان وأعضاءها وفتحت لهم ذراعيها من حقوق الإنسان، والآن تسن قوانين لمواجهتهم، كيف ترى المعادلة؟ وهل لعبوا على وتر إرباك الدول العربية بهذا التنظيم وفاقوا الآن؟

منذ سنوات تركوهم يدخلون بلادهم لأنهم لم يكونوا يفرقون بين المسلم والإخواني وامتلأت أوروبا بهم فمثلا اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا هو منظمة إخوانية معروفة وهي التي تنظم المؤتمر السنوي للإخوان في مطار لوبورجيه ويحضر معهم طارق رمضان والقرضاوي ويعرضون كتباً تشتم في غير المسلمين ، ولكن بعد ذبح «باتي» وحادث الكنيسة وصل الفرنسيون لحالة أنهم لا يمكن أن يحتملوا، ورد فعل الحكومة أكبر من جميع الحالات الإرهابىة الماضية ، لابد من حلول جذرية.

- كيف سيخرجون من خطر الإرهاب؟

نحن نطالب بتدابير استثنائية، فلقد تغلغل الإخوان في الأجهزة الرسمية مثل البلديات والبرلمان والمحاكم ، لهم مخطط يجب علي الأجهزة الأمنية أن تدبر كيف توقفهم.

«تعاون»
 
- ما رؤيتك للتعاون المصري الفرنسي في القضاء على التطرف والإرهاب؟

مهم جداً لأن فرنسا هي الدولة الأوروبية التي بها أكبر جالية مسلمة في أوروبا، وتتعرض لأكبر عمليات إرهابية وهي بلد النور، مهم أن تتخلص فرنسا من الإرهاب، والتعاون الرسمي بين البلدين ضروري ليكون هناك مجلس تعاون فرنسي مصري ضد الإرهاب بين الأجهزة الأمنية ، مصر بها الخبرة ولا بد أن تكون هي الدولة المفضلة للتعاون معها بقيادة «السيسي» وبحكومته التى تحارب الإرهاب فيجب على الدول الغربية وفرنسا أن تستغل وجود «السيسي» في الحكم بمصر للتنسيق ومكافحة الإرهاب، فضلاً عن وجود أكبر عدد مسيحيين في مصر وأكبر مؤسسة إسلامية وهي الأزهر وهذا يعزز مكانة مصر لدى أوروبا.

«رد فعل»

- كيف ترى رد فعل الرأي العام الفرنسي بعد مقتل المدرس «صامويل باتي»؟

رد فعل الفرنسيين هو التأييد الكامل للرئيس ماكرون، ويعتبرون أن التدابير التي اتخذت غير كافية وغير حازمة لأن تراكم العمليات الإرهابية سيزيد الغضب، وقعت أحداث في مدرسة ثم كنيسة و قبلها قسم بوليس وثكنات جيش ومصنع وشارلي واستاذ دو فرانس وكان يحضر فيه الرئيس السابق هولاند كانوا يريدون ضرب القنبلة، وحادث قاعة باتاكلان وقبلها المطاعم التي بجواره، وهايبر كاشير،وفي الشانزليزيه والباركينج والمعرض السنوي في ستراسبورج وطريق الكورنيش في نيس، كل هذا جعل غضب الشعب الفرنسي قد وصل ذروته ، خاصة أن الإرهابي حينما يقتل يقول الله أكبر ، وبدأنا نسمع كلمة حرب أهلية على الألسنة - كنا نسمع عنها قليلا جداً من عامين - لكن الآن يتداولها كل المحللين، والفرنسيون غاضبون ، نتمنى ألا يصل الغضب لحرب أهلية في فرنسا لأن بها 5-6 ملايين مسلم.

- ما هدف الضربات؟

الهدف غير المباشر معروف وهو تكوين الدولة الإسلامية العالمية التي تحكمها الأفكار الإخوانية الوهابية وهو هدف معلن، الضربات الإرهابية واحدة من الوسائل الكثيرة التي يستخدمونها لبناء الدولة التي تحكمها شريعة الإخوان والضربات ممكن أن تكون مخططة أو عمليات فردية وسبب استخدام هذه الوسيلة هو أنه ليس عندهم الامكانيات لخوض حرب مباشرة ضد العالم الغربي، أما الهدف من استخدام هذه الوسيلة فهو نشر الخوف والفوضى حتى يفقد الشعب الثقة في الحكومات ويتصور أنها لا يمكنها أن تحميه والإسلاميون يعتبرون أن نشر الفوضى والخوف سوف توفر لهم الفرصة لتحقيق هدفهم. 

- هناك منظمات حقوقية فرنسية تهاجم مصر، ما تحركاتكم لمواجهتها، خاصة أنها تتبنى الدفاع عن الإخوان والجماعات المتطرفة؟

من ضمن أعمالنا كمنظمة فرنسية مصرية هو أن نشرح أن مصر في حالة حرب ضد الإرهاب وأمام عدو متخف. وأن الحرب على الإرهاب لا تتوقف أمام حقوق الإنسان. فدورنا هو توضيح حقيقة ما يجري في مصر.

وعلى سبيل المثال تجد رداً للمنظمة على راديو مونتكارلو رداً على السؤال في فترة زيارة ماكرون لمصر - يناير 2019 - كان في ذروة السترات الصفراء وقلنا إن تعامل الشرطة الفرنسية العنيف مع هؤلاء المتظاهرين يمثل تعدياً علي حقوق الإنسان فما بالك بدولة تحارب ضد إرهابيين يقتلون الناس، ولكن توجد منظمات مثل هيومان رايتس والليج فرانسيس وامنيستي انتارناشونال يأتون بوجهة نظر واحدة متأثرة بلوبي الإخوان المتغلغل في هذه المنظمات، ولكن علينا في مصر أن نتعامل مع هذه المنظمات بطريقة متفتحة ونعزمهم ونوضح لهم، لأن هذه المنظمات العالمية تتكلم عن مصر بطريقة غير حيادية لأنها تأخذ وجهة  نظر الإخوان فقط، نحترم ونحب وطننا وندافع عنه لكن لابد على مصر أن تستمع لهذه المنظمات.

اقرأ أيضا: تونس: إيقاف 1020 مشتبهًا في انتمائهم لتنظيمات إرهابية

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة