أمطار
أمطار


هل ينتقل فيروس كورونا عبر سقوط الأمطار؟

منى إمام

الإثنين، 16 نوفمبر 2020 - 11:28 م

يسأل الكثيرون عن كيف تحمل مياه الأمطار الفيروسات في حين أن أثبتت الدراسات العلمية أنه يمكن للفيروسات عموما أن تنتشر عن طريق السوائل، ولا يختلف العلماء في القول بأن الفيروسات يمكن أن تعيش في الماء أو في السوائل، ويمكن لها أن تنقل الأمراض مثلها مثل مثيلاتها من الأمراض الشائعة الأخرى التي تسببها البكتيريا، لكن يبقي السؤال هل ينتقل فيروس كورونا عبر تساقط قطرات المطر؟
أكد أحد مسؤلى منظمة الصحة العالمية وعدد من الأطباء وعلماء مختصين ومراجع علمية أنه لا ينتقل فيروس كورونا عن طريق الأمطار حيث أن دورة المياه من التبخر حتى التجمع كغيوم ثم السقوط كأمطار تستغرق حوالي 9 أيام، والفيروس لا يستطيع البقاء لهذه الفترة.
وفي عام 2018 تم نشر دراسة علمية في دورية علم البيئة الميكروبية حول أن طبقة التروبوسفير في الغلاف الجوي هي السر وراء إمكانية احتفاظ قطرات المطر بالفيروسات، وهذه الطبقة الجوية تقع أسفل المكان الذي تطير فيه الطائرات حيث أنها تعتبر المخزن الرئيسي للفيروسات والوبائيات، وهي التي تقف وراء انتشار الأمراض.
وأوضحت الدراسة أن على أماكن فوق جبال سييرا نيفادا في إسبانيا أن تلك الطبقة من الغلاف الجوي تودع في أجوائها مليارات الفيروسات وعشرات الملايين من الأنواع البكتيرية في كل متر يوميا، وجاءت نتائج الدراسة إلى أن أكثر من 800 مليون فيروس يوجد في كل 11 قدما مربعا فوق طبقة التروبوسفير.
وقد صرح معهد العلوم في جامعة كولومبيا البريطانية، أن الفيروسات تنتقل عن طريق جزيئات الهواء التي تتكثف من المياه وغبار التربة وأنه يمكن للفيروسات أن تنتقل في الهواء بشكل رئيسي من خلال رذاذ البحر وغبار التربة، عبر التصاقها بجزيئات عضوية أصغر وأخف وزنا تكون معلقة في الهواء والغازات الناقلة، مما يعني أن تلك الفيروسات يمكن أن تبقى لفترة أطول عائمة في الهواء.
وأظهرت الدراسة أن مرور تلك الفيروسات للحدود الجوية من خلال طبقة التروبوسفير، على ارتفاعات تبلغ تتراوح بين 8 إلى 10 آلاف قدم، يمكن لتلك الفيروسات الانتقال بحرية إلى مسافات واسعة.
كما أعلن أحد خبراء علم الفيروسات وعضو الفريق العلمي أن الدراسة أظهرت إنه من المحتمل جدا أن تصبح تلك الفيروسات عابرة للقارات تتنقل من قارة لأخرى.
وأظهرت الدراسة حقيقة كيفية بقاء بعض الفيروسات حية في العديد من النظم البيئية والبيئات المختلفة، وهذا نتج عنه أن الاتصال عبر الماء يمكن أن تنتشر الفيروسات في جميع أرجاء العالم بسبب تلوث بحيرة واحدة أو بركة واحدة في أي بقعة من العالم.

كما توصلت معظم الدراسات أن الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي لا يمكنها الانتقال فقط عبر الهواء دون وسيط أي عبر المنظومة البيئية، وبالتالي لا يمكنها إصابة البشر بشكل مباشر.
جدير بالذكر أن سلوك فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" هو أشبه بفيروس سارس وميرس، وبالتالي فإن الدراسات لا تشير إلى إمكانية انتقال المرض عبر سقوط الأمطار بالنظر إلى العمر الافتراضي للفيروس واستبعاد طريقة انتقاله عبر الهواء.
قد أكد خبراء في منظمة الصحة العالمية طبقا ما أظهرته بعض الدراسات العلمي إن أمراض الجهاز التنفسي في العموم تنتشر عن طريق الاتصال من شخص إلى آخر، عبر الرذاذ المتطاير من خلال العطس والسعال أو من خلال الأسطح التي تعيش عليها الفيروسات لفترة من الزمن، كما يمكن لفيروس كورونا أن ينتقل في الهواء، ويبقى معلقا في الهواء وفقا لعوامل مثل درجة الحرارة والرطوبة.

بالرغم من تعدد الدراسات العلمية حول سلوك الفيروسات ومن بينها فيروس كورونا المستجد، لا يمكن الجزم المطلق بأن العوامل الجوية كالحرارة والرطوبة والأمطار يمكنها القضاء على الفيروسات ومن بينها ذلك الفيروس الغامض.
وأيضا جدير بالذكر أن هناك دراسة وجدت أن مؤشر الأشعة فوق البنفسجية المرتفع يساعد في إبطاء معدل نمو الحالات المصابة بالفيروس، ولكن التأثير الكلي متواضع.
وتبين أن معدلات انتقال بعض الفيروسات التنفسية، بما في ذلك الإنفلونزا، تميل إلى الانخفاض خلال أشهر الصيف، كما أكدت دراسة أجريت من قبل باحثون بجامعة هارفارد الأمريكية، حول تأثير درجة الحرارة وسقوط الأمطار ومؤشر الأشعة فوق البنفسجية للشمس على معدلات انتشار حالات (كوفيد – 19) في الولايات المتحدة خلال أشهر الربيع من عام 2020.
وكشفت الدراسة أن انخفاض معدل الإصابة بـ (كوفيد– 19) مع ارتفاع درجات الحرارة حتى 52 درجة فهرنهايت ( 11درجة مئوية)، فإن درجات الحرارة الأكثر دفئًا لا تقلل من انتقال المرض بشكل كبير، وهذا حسب ما نشرته مجلة "الأمراض المعدية السريرية"
ونتج عن الدراسة أن مؤشر الأشعة فوق البنفسجية المرتفع أيضًا يساعد في إبطاء معدل نمو الحالات الجديدة، ولكن التأثير الكلي لا يزال متواضعًا، ولا يبدو أن أنماط سقوط الأمطار لها أي تأثير على انتقال الفيروس.
كما قام الفريق البحثي بتحليل الحالات المبلغ عنها يوميًا لعدوى (كوفيد – 19) في جميع أنحاء الولايات المتحدة من 22 يناير 2020 حتى 3 أبريل 2020.
كما تم تتبع الحالات من خلال إحصائيات جامعة جون هوبكنز ، من حيث حالات كورونا الجديدة، وعلاقتها بدرجة الحرارة، وهطول الأمطار، ومؤشر الأشعة فوق البنفسجية، بالاستناد لبيانات المراكز الوطنية للمعلومات البيئية في الولايات المتحدة.
وقال باحث رئيسي «شيف شيرا» إن تقرير بالدراسة فيأن معدل انتقال الفيروس قد يتباطأ مع ارتفاع درجة الحرارة اليومية القصوى إلى حوالي 50 درجة فهرنهايت (10 درجات مئوية) ، فإن تأثيرات ارتفاع درجة الحرارة بعد ذلك لا تبدو كبيرة، وهذا حسب ما نشره الموقع الإلكتروني لجامعة هارفارد.
وأكتشف الباحثون أنه تم تسجيل أدنى معدل للحالات الجديدة في الأيام التي كانت فيها درجة الحرارة أعلى من 50 درجة فهرنهايت، وتم الكشف عن أعلى زيادة في معدلات الإصابة في الأيام التي كانت فيها درجة الحرارة القصوى أقل من 30 درجة فهرنهايت، في حين هناك دراسات أظهرت أن الفيروس يعيش لفترة أقصر في درجات الحرارة المرتفعة ويتم تعطيله بواسطة ضوء الأشعة فوق البنفسجية، لكن لم تتطرق الأبحاث إلى آثار درجة الحرارة أو هطول الأمطار أو ضوء الأشعة فوق البنفسجية على معدلات انتقال الفيروس في المجتمع.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة