الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020 - 02:21 م

أي نفس بشرية تقوى على فعل ذلك سوى نفس أصابتها اللعنة، حيث الزوجة الجاحدة التي لم تتذكر لزوجها، صنيعا طيبا، أو معروفا، معتقدة بأن زوجها جرح كبرياءها، وأهان جلالها، بعدما علمت بعلاقته بزميلة له في العمل، ويعتزم الزواج منها، فما كان منها إلا أن أشعلت فيه النيران وهو نائم داخل غرفة نومهما، وعلى فراش الزوجية.

اقرأ أيضا|ضبط 1254 قضية تموينية متنوعة خلال 24 ساعة

لم يغمض لها جفن، وانتابتها حالة من الغيرة الطاغية، ونجحت في الحصول على هاتف الزوج، وما إن وقعت عيناها على رسائل الحب، والغرام، جرى الدم في عروقها ساخنة، وانطلقت شرارات الغضب من عينيها، وقررت مواجهته بما شاهدت، وتردد على سمعها، وبهدوء شديد حاول الزوج، أن يستقطب غيرتها، وأنه سيتزوج زميلته على سنة الله ورسوله، ولا يريد الاستغناء عنها، فهي أم طفليه، وجمعته بها عشرة طويلة، وطالبها بالهدوء، وتربية طفليهما، وأنه لم يتركهم، إلا أن الزوجة كانت قد اتخذت القرار، وأحكمت خطتها بعقل هائم ومداد قاتم.

توجه الزوج إلى غرفة نومه، بينما جلست الزوجة، يجول بخاطرها، المرأة التي ستشاركها في الزوج، انتظرت حتى انصرف طفليها إلى المدرسة، وتوجهت إلى المطبخ، وأمسكت "جركن" الكيروسين، ولم تراودها نفسها ولو لبرهة، وقامت بسكب الكيروسين ببطء شديد فوق فراش الزوجية، وعلى أرض الغرفة، وبسرعة الغزال، ومكر الثعلب، أشعلت النيران، وأحكمت غلق باب الغرفة، وهرولت مسرعة إلى السوق، في محاولة للهرب من جريمتها البشعة.

انطلقت صرخات الزوج، وسط ألسنة النار الملتهبة، وزفيرها، وأصيب باختناق، ولقي مصرعه متأثرا بجراحه، وأثناء عودتها انذرفت على وجهها دموع التماسيح، تنعي زوجها وأبو طفليها، معتقدة الهرب من عدالة السماء، انتقل رجال المباحث لمعاينة مكان الواقعة، وعند سؤالها بدت عليها علامات الريبة، والقلق، وبتضييق الخناق عليها اعترفت بجريمتها، وأحيلت إلى النيابة، وذكرت في أقوالها بأنها أرادت الانتقام من زوجها، لإصراره على الزواج من زميلة له بالعمل، وإذا لم ترتض بذلك فسوف يقوم بتطليقها.

صرحت النيابة بدفن جثة الزوج بعد العرض على الطب الشرعي، وأحيلت الزوجة إلى محكمة جنايات الجيزة التي أصدرت حكمها على الزوجة بالسجن المؤبد.