جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

أمـريكا فى مرحــلة «بايدن.. فيما يبدو»!!

جلال عارف

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020 - 06:28 م

 

بينما يواصل الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته «ترامب» بهلوانياته التى تثير الجدل، يحاول الرئيس المنتخب «بايدن» التمسك بمنطق التهدئة أملاً فى عبور هذه الفترة الصعبة بأقل الخسائر، ويعلن أنه رغم التأثير السىئ لعدم البدء فى التعاون بين الإدارة الحالية وطاقم معاونيه، فإنه سيمضى فى إعداد خططه وتكوين فريقه المعاون لكى يكون جاهزاً  للتحرك فوراً فى العشرين من يناير موعد استلامه قيادة البلاد.
لكن مخاطر الوضع تجعل من المستحيل ترك الأوضاع على هذا الحال لما يقرب من شهرين(!!) لم يعد كافياً انتقال ترامب من مرحلة «أنا الفائز بالانتخابات» إلى مرحلة «بايدن فاز.. ولكن الانتخابات مزورة»!!.. القضايا الداخلية والخارجية الخطيرة تحاصر أمريكا ولا تترك مجالاً لهذا الوضع العبثى أن يستمر طويلاً.
فى الداخل تضرب «كورونا» بقسوة وتصيب مليون أمريكى فى الأسبوع الأخير. والخطوات الهامة نحو إنتاج اللقاح لابد من استكمالها بعمل كبير واستعدادات ضخمة لإنتاج اللقاح وتوزيعه. و»بايدن» يحمل ترامب وإدارته المسئولية عن المخاطر التى تتزايد والخسائر التى تتفاقم والاقتصاد الذى يعانى.
وفى الخارج يتوارى الدور الأمريكي، وتترك الأزمة الطاحنة التى تمر بها أمريكا آثارها على عالم يمر بتطورات هائلة. حالة «عدم اليقين» تضر بمكانة أمريكا بصورة غير مسبوقة. وزير خارجية أمريكا يذهب إلى باريس فتحرص فرنسا على توضيح أن الزيارة تمت بطلب منه، وأنها نسقت مع فريق «بايدن» بشأنها (!!) ويبدو الأمر وكأن هناك ما تخشى فرنسا من أن تقدم عليه إدارة ترامب فى الأسابيع الأخيرة الحاسمة من تحركات عسكرية أو غير عسكرية تزيد الأوضاع الدولية تعقيداً.
هل يمكن أن تتحمل أمريكا هذه الأوضاع لشهرين أو حتى لشهر واحد حين يتم اعتماد الولايات لنتائج الانتخابات فى منتصف ديسمبر؟! السؤال مطروح بشدة خاصة بعد الكشف بالأمس عن طرح «ترامب» لفكرة ضرب المفاعل النووى الايرانى على مساعديه قبل بضعة أيام، ثم تراجعه عن ذلك!! ومع الوضع فى المؤسسة العسكرية بعد إقالة وزير الدفاع وعدد من كبار مساعديه. ولعل ذلك كان باعثاً لتصريح رئيس الأركان الأمريكى الذى أكد أن ولاء القوات المسلحة ليس لشخص أو هيئة أو رئيس وإنما للدستور وحده!! ثم تأكيد مستشارة «ترامب» للأمن القومى عن الاستعداد لنقل السلطة للرئيس القادم مشيراً إلى أن الأوضاع تقول إنه سيكون «بايدن فيما يبدو»!!
هل سيدرك الرئيس ترامب - فى الوقت المناسب - كيف ينهى هذه الجولة محتفظاً ببعض أوراقه لجولات أخرى محتملة.. أم سيمضى فى المغامرة حتى النهاية التى ستكلف أمريكا الكثير؟.. لا أحد يملك الإجابة حين يكون الأمر متعلقا بـ«ترامب»!!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة