الحاجة سمارة عبده عبد العزيز
الحاجة سمارة عبده عبد العزيز


حكايات| أسطورة «سمارة».. هجرها زوجها وحاربت لأجل نجليها بـ«بيع الخضار»

إبراهيم الشاذلي

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020 - 07:24 م

من بين شوارع أحد أحياء مدينة الغردقة تخرج علينا ملاك الرحمة التي تعيش مع أبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتضرب لنا مثال الأمة القوية فقررت أن لا تستسلم لأوجعاها أو حالها، وأصرت على أن تكون أمًا بكل ما تحمله الكلمة من معاني لأداء رسالتها على أكمل وجه، واستكمال مسيرة العطاء بتربية أبنائها والعمل ليلا نهارا  من أجل راحة فلاذات أكبادها.
فرغم كبر سنها،إلا أنها اتخذت من الأصرار طريقا ومن العزيمة دافعا لتواصل رعاية أبنائها دون ملل أو كلل، لتكون مثال ونموذجا يحتذى به في الرحمة والإنسانية معاً.


تلك كل الكلمات لم تفي بحق ولن تستطيع تعريف الحاجة سمارة عبده عبد العزيز، تلك السيدة الأسطورة فهي في العقد السادس من عمرها، فملامحها تتحدث عن شخصيته فقد كسا الشقاء ملامحها من فرط ما عاشته من معاناة، لكنها تحمل قلبًا من ذهب، وتضم  بين أحضانها نجليها محمد وعبد الرحمن، فقد كانت تتمنى من الله أن يكونا سندًا لها في الحياة عند الكبر، ولكن كان للقدر رأيًا أخر.
في أحد العقارات الكائنة في أحد أحياء الغردقة تعيش مع نجليها اللذان لديهما إعاقة ذهنية منذ ولادتهما، فهما شابان ولكنهما يحملان عقول أطفال رغم أعمارهما المتقدمة. 

اقرأ أيضا: حكايات| «بوابة الجن».. متاهة الكهوف الأعجوبة الثامنة في العالم

فبداية الحكاية بوضع الحاجة سمارة، طفلين ذكور من ذوي الاحتياجات الخاصة ورغم أن ذلك رزق من عند الله قرر  زوجها الهروب من تحمل المسئولية فتركها في بداية الطريق بمفردها تواجه مسؤولية تربيتهما والعمل لتلبية احتياجاتهما اليومية. 
فقررت العمل حتى لا تضطر إلأى مدي يده للغير ومنذ ذلك اللحظة الصعبة تقمصت سمارة دور الأب والأم في نفس الوقت رغم بلوغها سن الستين، لكنها مازالت تقدم لهما كافة الرعاية، وتهتم بهما. 


فأفنت سمارة عمرها في خدمة أبنائها ودائما ما ينتابها الخوف عليهما، ما يجعلها تدعو الله قائلة «ربنا يجعل يومهم مع  يومي فى يوم واحد  علشان ميتبهدلوش وميلاقوش حد يرعاهم ويأكلهم»، داومت الحاجة سمارة على حمد الله على أي مكروه.
فمع فجر كل يوم جديد تستقيظ سمارة لأداء فريضة الصلاة لينطلق يومها في رعاية أبنائها فمنذ أن تستيقظ تسارع لتلبية احتياجاتهما من تغيير ملابس وإطعامهما وترشيدهما كونهم لا يبلغون من العقل سوى عقل الأطفال. 
فاتخذت سمارة من تجارة الخضروات والفاكهة سبيلا لتوفير احتياجاتها من الأموال، فاعتاد الذهاب يوميا إلى سوق الخضروات والفاكهة لجلب كميات منها وعرضها أمام منزله للبيع فتلك التجارة المصدر الوحيد لتوفير نفقات واحتياجات نجليها من ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة وإنهما يستخدمان مستلزمات الأطفال بجانب تكلفة العلاج. 


وتزداد العراقيل أمام سمارة لتعاني من عدم قدرتها على دفع إيجار الشقة التي تؤويها مع أطفالها لمجلس مدينة الغردقة بسبب الديون. 
ويأتي فوق ذلك وذاك حالة سمارة الصحية التي تعاني من ضعف النظر ما اضطرها لارتداء نظارة، وفرض عليها الحاجة إلى زراعة عدسات بقيمة 15 ألف جنيه وفقا لرأي الطبيب ولكنها لم تستطيع توفير ذلك المبلغ. 
وبعد أن ضاق الحال على سمارة وانتهت كل مساعيها بالفشل اضطرت إلى مناشدة محافظ البحر الأحمر للنظر في قيمة إيجار الشقة المتراكمة  ومعالجة عينيها لكى تتمكن من تربية نجليها. 
وتطمح سمارة فأن تلقى من المسئولين استجابة للتعامل معها بعين الرحمة وإعادة النظر لظروفها القاسية نحو نجليها لأنها تتقاضى لكل منهما 420 جنيها كل شهر وهذا لا يكفيهما على الإطلاق.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة