التنمر المدرسي
التنمر المدرسي


التنمر المدرسي قنبلة موقوتة تهدد تنشئة الأطفال

منى إمام

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020 - 09:45 م

التنمر خطر تضخم بفعل انتشاره سواء عبر وسائل التكنولوجيا أو في الحياة اليومية ووصل إلى المدارس ليهدد إنشاء جيل سوي.
ويعتبر التنمر من الظواهر الخطيرة التي تهدد أمن وسلامة الطلاب في المدارس، وتؤثر بالتالي على قدراتهم الأكاديمية بشكل واضح.
قال د.عاصم عبد المجيد حجازي مدرس علم النفس التربوي كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة لـ«بوابة أخبار اليوم» إنه تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور التنمر المدرسي في سلوك الطالب وممارسته لكافة أشكال العدوان والسلوك الاستقوائي بأنواعه المختلفة «الجسدي واللفظي والانفعالي الإلكتروني».
 وأوضحت د.عاصم عبد المجيد حجازي أن تعد التنشئة الاجتماعية غير السوية هي السبب الرئيسي لمثل هذا السلوك حيث تتحمل الأسرة الجزء الأكبر من المسؤولية والتي تتمثل في التدليل الزائد، واللجوء الدائم إلى القسوة والعقاب العنيف واللوم الدائم للطفل وعدم الاستماع لرغباته ومشكلاته والإهمال والإساءة الجسدية أو النفسية أو الجنسية التي يتعرض لها الطفل في صغره وعدم الاكتراث بهواياته وميوله ورغباته.
وأشار حجازي إلى أن إهمال الأسرة في متابعة جماعة الأصدقاء التي ينتمي إليها الطالب من العوامل المؤثرة في ظهور مثل هذا السلوك العدواني، كما أن متابعة الطفل لسلوك وأنشطة تتسم بالعدوانية من خلال مشاهدته لبعض الأعمال الفنية التي تتسم بالعنف وممارسة بعض الألعاب الإلكترونية ذات الطابع العنيف والعدواني تعمل على تهيئة الطفل نفسيا لقبول وتبني السلوك العدواني في علاقته بالآخرين، كما تعمل على تكوين معتقدات خاطئة عن طبيعة العلاقات الاجتماعية وأساليب النجاح في الحياة، وهو ما يدعوه في النهاية إلى الاعتقاد بأن العنف والبلطجة هي السبيل الأفضل للحصول على حقوقه والتفوق على أقرانه والحصول على مكانة مميزة بينهم.
اقرأ أيضا| القومي للمرأة ويونيسيف يحاربان التنمر بالـ«سوشيال ميديا»

وبناء على ما سبق، نصح د.عاصم عبد المجيد حجازي أنه يحب على الأسرة أن تعمل على تغيير هذه المفاهيم لدى الطفل، وأن تعمل على فتح حوار دائم وهادئ مع الطفل وتستمع إلى وجهات نظره حول الموضوعات المختلفة برحابة صدر وتشركه في القرارات التي تخصه وتخص الأسرة أيضا وأن تشجعه على الحوار وتعمل على تعزيز روح التسامح والاحترام للآخر والتعاطف مع الآخرين والتعاون معهم والمنافسة الشريفة.
كما نصح حجازي بأنه يجب على الأسرة أن تحرص على تغيير معتقدات الطفل حول الحقوق الاجتماعية والعلاقات الناجحة بحيث يشعر الطفل أن الاحترام المتبادل والتعاون هو السبيل للنجاح في الحياة والحصول على تقدير واحترام المجتمع، كما ينبغي الحرص على الحد من تعرض الطفل لكافة أشكال العدوان وكافة صوره قدر الإمكان وتقديم النقد لأي سلوك عدواني يصدر عن الطفل أو من أي شخص في محيط الطفل حتى يتعلم أن العدوان سلوك منبوذ من المجتمع ويستقر هذا الأمر في ذهنه.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة