الأربعاء، 18 نوفمبر 2020 - 12:07 ص

- الهرم وأبو النمرس وكرداسة تتصدر قائمة المدارس غير المرخصة

- أغلب المدارس تقام في العمارات السكنية والفيلات والزراعات

- اكتشاف قرابة 50 مدرسة سورية معظمها في أكتوبر

- الشكاوى تفضح المدارس غير المرخصة

- انعدام المتابعة من مسؤولي التعليم السبب وراء إعادة فتحها من جديد

- المدارس تعمل بالباطن مع مدارس في المرج والسلام والمنيل والقليوبية مقابل جزء من المصاريف

«مدارس تحت بير السلم».. أو هكذا سميت تلك المباني غير الشرعية للتعليم والتي تمثلها «مافيا» احترفت الفهلوة والتجارة بعقول أطفالنا من أجل المال.

واقعة مدرسة «بولينج هيلز» الخاصة المشتركة للتعليم الأساسي داخل منطقة أبو النمرس بمحافظة الجيزة، والتي نجحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، في إغلاقها وتشميعها بالشمع الأحمر، بالتعاون مع أجهزة الأمن ورئاسة الحي بمحافظة الجيزة، بعد اكتشاف واقعة فتحها هذا العام بدون ترخيص، وتدريسها مناهج تركية بالمدرسة، ووجود مظاهر للانتماء الإخواني بها، بعد تتبع خيط الشكاوى المجهولة التي تلقاها وزير التربية والتعليم، والمرفق بها صورًا توضح العديد من مخالفات مظاهر الانتماء الإخواني، فتحت ملفًا شائكًا، من أهم الملفات وهو ملف المدارس الخاصة غير المرخصة داخل محافظة الجيزة.

الملاحظ في ملف المدارس الخاصة غير المرخصة داخل محافظة الجيزة، أن أغلبها يعمل منذ سنوات عديدة بعيدا عن أعين مديرية التربية والتعليم بالجيزة والمحافظة أيضًا، إلا إذا تلقت مديرية التربية والتعليم شكاوى حول وجود مخالفات أو وجود مدارس غير تابعة لمدارس المحافظة، فتبدأ التحرك حول تلك الشكاوى، للتأكد من صحتها أو عدمه، وهو الأمر الذي يدعو للتساؤل حول هذا الملف في ظل غياب دور الإدارات التعليمية، ما هو عدد تلك المدارس غير المرخصة؟ وما إجراءات غلقها؟ ولماذا لم يتم اللجوء لتشمعيها للتأكيد على إغلاقها وعدم تمكن أصحابها من إعادة فتحها من جديد؟

مصادر داخل مديرية التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، كشفت لـ«بوابة أخباراليوم»، أن عدد المدارس الخاصة غير المرخصة التي رصدتها إدارة التعليم الخاص بالمديرية، بلغت أكثر من 90 مدرسة خاصة غير مرخصة على مستوى المحافظة.

ولفتت المصادر إلى أن أغلب تلك المدارس الخاصة غير المرخصة، تتمركز في مناطق الهرم، وأبو النمرس وكرداسة داخل محافظة الجيزة، مؤكدة أن هذه المناطق الثلاثة تعد أكثر المناطق التي بها مدارس خاصة غير مرخصة، تليها منطقة أكتوبر.

ذات المصادر أوضحت أن معظم هذه المدارس غير المرخصة التي تم ضبطها مدارس سورية، يقيمها سوريين داخل مصر، لافتا إلى أن إجمالي عددها يتراوح ما بين 40 لـ50 مدرسة سورية، أغلبها في منطقة أكتوبر، وأرجعت السبب في ذلك لانتشار الأشقاء السوريين في هذه المنطقة.

وأشارت المصادر، إلى أن المدارس الخاصة غير المرخصة التي تم اكتشافها داخل المحافظة أغلبها تقام في عمارات سكنية وفيلات أو منطقة زراعية، مضيفة: "هناك من يشغل دور أو دورين داخل أي عمارة سكنية ويقيم بها مدرسة خاصة غير مرخصة، ويعمل فيها معلمون ولكن أغلبهم ليسوا على قوة وزارة التربية والتعليم، ولكنهم حاصلين على مؤهلات عليا ولكنها غير تربوية أو متخصصة".

ولفتت المصادر، إلى أن جميع المدارس الخاصة غير المرخصة تعمل بالباطن مع مدارس خاصة مرخصة قائمة بالفعل، وخاصة في مناطق المرج والسلام والمنيل والقليوبية، حيث يتم تسجيل الطلاب على أسماء مدارس خاصة قائمة فعليا وتتبع إدارات تعليمية داخل أي محافظة بالجمهورية، مقابل تلقيها جزءًا من المصروفات الدراسية، وأشارت المصادر ذاتها، إلى أنه يحق للطالب الالتحاق بأي مدرسة خاصة في أي محافظة دون التقييد، بشرط أن يلتحق بمدرسة داخل نطاق محافظته فقط، كما ينطبق على طلاب المدارس الحكومية.

وأكدت المصادر، أن تلك المدارس الخاصة تقوم بسداد مبالغ بآلاف الجنيهات، مقابل عملها دون ترخيص وبالباطن مع مدارس خاصة قائمة فعليا، داخل أي إدارة تعليمية بالمحافظة.

وأشارت المصادر، إلى أن المدارس الخاصة غير المرخصة بمحافظة الجيزة اكتشفت من قبل إدارة التعليم الخاص بمديرية التربية والتعليم، من خلال شكاوى أرسلت لإدارة التعليم الخاص، وتم فحصها والتأكد من مخالفتها، وتم إغلاقها، إلا أن أغلب تلك المدارس غير المرخصة لم تلتزم بإجراءات الغلق التي تتم من قبل إدارة التعليم الخاص بالمديرية والإدارة التعليمية، حيث يقوم أصحابها بإعادة فتحها من جديد بعد أيام من عملية إغلاقها.

وأرجعت المصادر السبب وراء إعادة أصحاب المدارس غير المرخصة فتحها بعد عملية الإغلاق، إلى عدم وجود متابعة حقيقية من قبل الإدارات والمديرية التعليمية داخل محافظة الجيزة، وذلك لعدم منح لجان المديرية التعليمية صفة الضبطية القضائية، وبالتالي لا يحق لها اتخاذ قرار إغلاق وتشميع إلا من قبل رئاسة الحي والمحافظة.

ولفتت المصادر، إلى أن هناك إهمال شديد من قبل المحافظة لهذا الملف رغم أهميته، ومتابعته باستمرار ومتابعة عمليات الإغلاق التي تتم.

وكشفت المصادر، أن المديرية التعليمية بالجيزة تلقت شكاوى منذ فترة قريبة، عن وجود مدرسة خاصة غير مرخصة تحمل اسم «براديس» داخل منطقة أبو النمرس، تعمل منذ سنوات عديدة دون علم المسؤلين بالإدارة التعليمية أو المديرية، وعلى الفور تم التحرك من قبل إدارة التعليم الخاص بالمديرية فور علمها وتم التوجه للمدرسة، حيث اتخذت لجنة التعليم الخاص بالمديرية قرارًا بإغلاق المدرسة، وتم نزع يافطة المدرسة من أعلاها من قبل لجنة المديرية، وعلى الفور قام مدير التربية والتعليم بالجيزة خالد حجازي، برفع مذكرة للمحافظ ولوزارة التربية والتعليم بشأن هذه المدرسة وإغلاقها.

إلا أن المصادر أوضحت أن أصحاب المدرسة تحدوا المديرية التعليمية، بإعادة فتح المدرسة من جديد، وانتظام العملية التعليمية بها، واستقبال الطلاب رغم عدم ترخيصها، ووفقا للمصادر فإن المدرسة ملتزمة بتدريس المناهج التعليمية المصرية دون تحريف.

اقرأ أيضا| رسميا .. «خالد عبد الحكم» رئيسا للإدارة المركزية للتعليم الثانوي