الأربعاء، 18 نوفمبر 2020 - 05:01 م

قال السلطان العُماني هيثم بن طارق إن العالم يمر في هذه الفترة بأوضاع غير مسبوقة، تزامنت فيها الأزمة المالية العالمية والانخفاض الكبير في أسعار النفط الذي وصل لمستويات قياسية، وانتشار جائحة كورونا.

جاء ذلك خلال خطابه الذي ألقاه، بمناسبة احتفال سلطنة عُمان بالذكرى الخمسين للعيد الوطني المجيد للنهضة الذي يوافق 18 نوفمبر من كل عام.

وقال السلطان هيثم: "ولأننا جزء حيوي من هذا العالم المترابط نتشارك معه المصالح والمصير، نسر لما يسره ونأسى لما يضره، فقد أولينا الأمر اهتمامًا خاصًا، متابعين تطوراته، على المستوى الوطني وعلى المستويات الإقليمية والدولية، مسخرين جميع الأسباب التي تسهل استيعاب تأثيرات هذه الأوضاع وتخفيف حدة آثارها على قطاعات الدولة كافة، وتأتي القطاعات الصحية والاجتماعية والاقتصاديـة على رأس أولوياتنا واهتماماتنا، مؤكدين استمرار دعمنا لهذه القطاعات لتقديم الخدمات الصحية والتعليم بشتى أنواعه بأفضل كفاءة ممكنة لجميع أبناء الوطن العزيز".

وأردف قائلًا: "وفي هذا الإطار فإن ما قمتم به أفرادًا ومؤسسات من مبادرات وأعمال، لدعم جهود الحكومة ومساندتها للحفاظ على صحة وسلامة الجميع لهو محل تقدير واعتزاز منا مثمنين كل ما بذلتموه من مساع نبيلة وجهود جليلة، فقد أكدتم -أبناء عمان المخـلصين- ما أثبته التاريخ، ورسختم ما أبانته التجارب عن هذا الوطن العظيم وأبنائه الكرام".

وشدد سلطان عُمان على أن الأزمات والتحديات والصعوبات تمثل سانحة لأن تختبر الأمم جاهزيتها وتعزز قدراتها، قائلًا: "قد فتحت الأزمة الراهنة المجال للطاقات الوطنية لتسهم بدورها في تقديم الحلول القائمة على الإبداع والابتكار، وسرعت من وتيرة التحول إلى العمل الرقمي وتوظيف التقنية في مجالات العمل الحكومي والخاص، على نحو لم يكن ليجد الاستعداد اللازم والاستجابة المناسبة، التي وجدها في هذه الظروف".

وأضاف: "التجاوب الذي أبديتموه مع ما تم اتخاذه من إجراءات حكومية في ظل الظروف المالية والاقتصادية التي تمر بها السلطنة لترشيد الإنفاق وتقليل العجز المالي والمديونية العامة للدولة، كان وما زال مـحل تقدير منا، مؤكدين أن الغاية من هذه الإجراءات وما ترتبط به من خطط وطنية إنما هي لتحقيق الاستدامة المالية للدولة والتهيئة لتنفيذ العديد من الخطط التنموية المشاريع الإستراتيجية في ربوع السلطنة كافة".

وتابع قائلًا: "وبالرغم من التحديات التي تواجه اقتصادنا إلا أننا على يقين بأن خطة التوازن المالي والإجراءات المرتبطة بها، والتي تم اعتمادها من قبل الحكومة مؤخرًا ستكون بلا شك كافية للوصول باقتصادنا الوطني إلى بر الأمان وسوف يشهد الاقتصاد خلال الأعوام الخمسة المقبلة معدلات نمو تلبي تطلعاتكم جميعا أبناء الوطن العزيز".

كما قال السلطان هيثم بن طارق: "وتأكيدًا على اهتمامنا بتوفير الحماية والرعاية اللازمة لأبنائنا المواطنين، فقد وجهنا بالإسراع في إرساء نظام الحماية الاجتماعية، لضمان قيام الدولة بواجباتها الأساسية، وتوفير الحياة الكريمة لهم وتجنيبهم التأثيرات التي قد تنجم عن بعض التدابير والسياسات المـالية، كما سنحرص على توجيه جزء من عوائد هذه السياسات المالية إلى نظام الحماية الاجتماعية، ليصبح مظلة وطنية شاملة لمختلف جهود وأعمال الحماية والرعاية الاجتماعية".

اقرأ أيضًا: السلطان هيثم بن طارق: نجاح رؤية «عُمان 2040» مسؤولية جميع أبناء الوطن