صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

أحكى لمين

صالح الصالحي

الأربعاء، 18 نوفمبر 2020 - 06:23 م

مع التطور التكنولوجى المتسارع.. والذى تعكسه الهواتف الذكية تتسع رقعة الايجابى والسلبى لاستخدام هذه الهواتف.
ونحن فى المجتمع المصرى دائما ما ننحاز للجانب السلبي.. ولا أعلم سببا لذلك، سوى انها عقد نفسية.. يجب ان تتدخل المدارس والمؤسسات الدينية والقانون أحيانا لعلاجها، قبل ان تتطور وتصبح مرضا نفسيا مزمنا يصعب علاجه.. ويصيبنا جميعا بحالة من الغربة المجتمعية.
فى الآونة الأخيرة انتشر ما يعرف بالتسريبات لمكالمات تليفونية بين شخصين.. هذه التسريبات جاءت نتيجة لقيام احد أطراف المكالمة بالتسجيل للطرف الآخر.
هذا بالإضافة إلى انتشار ظاهرة التسجيل لاجتماعات أو لقاءات أو حتى احاديث ثنائية او ثلاثية.. هذه الظاهرة تحدث بين الموظفين فى اماكن عملهم وبين الاشخاص على المقاهى وفى أماكن عديدة، ويتم استخدامها وقت اللزوم سواء بتسريبها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. أو بإعادة استخدامها ليسمعها شخص آخر للوقيعة بينه وبين أحد أطراف المكالمة أو الحضور فى التسجيل.
الامر أصبح سهلا وميسرا.. فأجهزة المحمول أصبحت تسهل ذلك دون أن يشعر أحد بأن من يحادثه على الطرف الثانى يسجل له، أو دون ان يلمح الجالسون ان أحدهم يستخدم الموبايل فى تسجيل الجلسة.. والتشيير أمر متاح دون محاذير.
هذه الظواهر الغريبة على مجتمعنا لا تفرق بين صديق أو غريب فالتسجيلات طالت كل شيء.. بل ان هناك من يحادثك فى أمر ما ويدفعك للانفعال متعمداً ذلك حتى تخطىء فى حق شخص أو جهة ما.
البعض يستخدم هذه التسجيلات للانتقام أو النيل من الآخرين أو إحداث وقيعة بين الأشخاص أو ابتزازهم.
وكلها أمور تخالف الدين والقيم والتقاليد التى تربينا عليها.. وتحدث فجوة فى المجتمع ومع اتساعها يصعب علاجها.
فنجد الشخص منا يتحسس فى كلامه مع أقرب الناس إليه.. ويختار الكلمات بدقة وعناية حتى لا يقع فى المحظور.. بل يتحفظ فى حديثه مع الآخرين.
وهذا أمر خطير.. خاصة وان جميعنا لديه العديد من المشاكل والهموم التى يزيحها عن صدره بالحديث عنها مع المقربين اليه ليأخذ رأيهم فى حلها.
هذه الظاهرة تجعل كل منا منغلقا على نفسه يأخذ احتياطه من كل شخص يتحدث معه حتى لا يتحول كلامه الى سلاح يمكن ان يستخدم ضده.. بل تجعل كلاً  منا يرتاب فى الآخر ويتشكك فيه.. ويصبح الشك هو أسلوب التعامل بيننا. فتحدث الغربة فى المجتمع وينغلق كل منا على نفسه.
فالثقة تنعدم فى كل شخص مهما كان مقربا منك.. ولا تجد فى النهاية من تحكى معه.. وتسأل نفسك أحكى لمين؟!

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة