د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


يوميات الأخبار

دماء الشهداء تكتب التاريخ

محمد حسن البنا

الأربعاء، 18 نوفمبر 2020 - 06:32 م

بين الحين والآخر ، أسعد باللقاء مع الأصدقاء بنادى الزهور. نتبادل أطراف الحديث فى شتى الموضوعات. من بين هذه الذكريات اللقاء مع أحبابى فى أسرة النهضة التى أسسناها فى تسعينيات القرن الماضى ، لتناقش مشكلات النادى ، وتطرح على إدارته مقترحات تطوير الخدمات التى تقدم للأعضاء وأسرهم. هذه الأسرة تضم لفيفا من الأساتذة والخبراء والكثير من أبطال قواتنا المسلحة ، ويقودها باقتدار الصديق العزيز اللواء محمود السيد وكيل أول وزارة الإنتاج الحربى سابقا. ومن بين الجلسات التى أحرص عليها ، الاستماع إلى خبرات الصديق المستشار المحترم محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة السابق ، والذى يعتبر موسوعة قانونية متحركة.
اليوم أتحدث معكم عن جلسات مهمة لنا ولأجيالنا عبر مختلف الأزمان مع الأخ العزيز اللواء محمد صالح مكرم سليل عائلة المناضل الوطنى عمر مكرم ، والذى له مسجد باسمه فى ميدان التحرير ، أشهر ميادين مصر قاطبة. اللواء مكرم ،الباحث والمؤرخ ، يتحفنى بذكرياته وذكريات شهداء مصر عبر الحروب المختلفة من عام 1948 مرورا بحروب 1956 و1967 وحتى أكتوبر المجيدة 1973. وأنا لا أمل من الاستماع إلى القصص الواقعية لأبطال طواها النسيان بفعل عوامل الزمن وتقاعس الإعلام عن الاهتمام بها رغم الحاجة إليها كل يوم ، ويجب ألا يتوقف الحديث عنها إلا فى مناسباتها فقط !.
تاريخ مصر كتبه الشهداء بدمائهم ، ويجب ألا يتوقف عندهم وأسرهم. بل يجب أن تسعى إلى توثيقه وزارات الإعلام والثقافة والتعليم والشباب. وهو بلا شك مدون لدى قواتنا المسلحة. ومازال فى عقول القادة والجنود الأبطال الذين يعيشون بيننا ، مثل اللواء العظيم محمد مكرم الذى وثق بعضا منها. لم يهتم بنفسه كما اهتم بزملائه الأبطال. هدفه تخليد ذكراهم لدى شباب الوطن.
الكوماندوز المدنى
يتحدث مكرم عن الفيلق الوطنى المصرى أو « الكوماندوز المدنى « الذى تشكل بعد هزيمة الجيوش العربية فى حرب 1948 وضم أكثر من 500 فدائى ، وكيف كان يقوم بعمليات فدائية داخل الأرض العربية المحتلة. واستمر إلى عام 1957 بعد العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 ومن بينهم أكثر من 50 شهيدا. ومن هؤلاء الأبطال القباطنة بحرى:  حسين مكرم ويحيى علام وصلاح جودت وعادل جودت وإسماعيل شكرى الروبى ووفيق طلعت وعبد القادر الوكيل. وأيضا الطيارون: جلال أدهم وعزيز عزت وجميل عزت وكابتن اليكس. والمهندسان صالح بيومى مكرم وسالم البسيونى والدكاترة محسن لطفى السيد وعبد الحميد عمر والسفراء توفيق التهامى ومقبل فهمى وعلى لملوم وأشقاؤه وغيرهم ممن خاضوا حرب الكرامة منذ 1948. ولحسن الحظ ما زال من بينهم على قيد الحياة صلاح أمين عبد الله «88 سنة» أطال الله فى عمره. هذه المجموعة الفدائية قام بتدريبها مجموعة من الخبراء العسكريين المشهورين فى مصر الذين دربوهم على كافة فنون القتال ، ونجحوا فى مهماتهم للذود عن مصر.
أتمنى ، لو أستطيع ، أن اكتب كافة أسماء أبطال مصر على مر العصور، وقصصهم البطولية. لكن للأسف مساحة المقال لا تكفى. معذرة لكم على ضيق المساحة ، لكننى أتصور أن كتب التاريخ لن تنسى هؤلاء الأبطال والشهداء. وأن منتجى السينما والدراما لن يتقاعسوا عن إنتاج افلام تخلد ذكراهم العطرة وأن قصور الثقافة وهيئة الكتاب ستقوم بدورها فى تخليد ذكرى ابطال مصر ، وأن الإعلام لن يكتفى بذكرهم فى مناسباتهم ، وأن كتب التربية والتعليم ستذكر قصص الشهداء والأبطال. لنقدم النماذج المشرفة لأبنائنا من الأجيال القادمة. شكرا للصديق العزيز اللواء محمد مكرم أطال الله فى عمره. وأقترح عليه الذهاب إلى وزيرة الثقافة لإصدار ذلك فى كتاب بدلا من كتب كثيرة لا لزوم لها تصدر من هيئة الكتاب. وكيف نعلم الأجيال الشابة قصص هؤلاء الأبطال ؟!. أعتقد أن الحملة القومية التى أطلقتها وزارة الشباب والرياضة لنشر الوعى والتثقيف السياسى. وحث الشباب بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية تحت شعار» شارك كن إيجابى « ، تقتضى أيضا نشر قصص شهداء وأبطال مصر فى كافة الحروب. لدينا مايقرب من 6 آلاف مركز شباب على مستوى الجمهورية ، تحتاج إلى ندوات تثقيفية بقصص هؤلاء الأبطال بمشاركة خبراء وأساتذة متخصصين فى التاريخ.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة