ميدان الأربعين
ميدان الأربعين


فيديوجراف| عرين الأبطال بالأربعين.. من هنا مر التاريخ

حسام صالح

الأربعاء، 18 نوفمبر 2020 - 07:47 م

يتلاقى التاريخ والجغرافيا على أرض السويس، فالمدينة الساحلية التي تقع عند مدخل أهم ممر مائي بالشرق الأوسط ويحمل اسمها، قدمت لمصر الكثير ولولا السويس أم المدن لتغير موقف مصر في حرب أكتوبر وضاع النصر.

قال عنها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر:«ما من مدينة ارتبطت بالتاريخ كما ارتبطت السويس به»، وكأنه تنبأ بما ستشهده أرضها من بطولات في فترات الحرب والحصار والمقاومة والثورة.

اقرأ أيضا|صور وفيديو| تبطين الترع مشروع قومي يخدم 220 ألف فدان بقنا

هنا في قلب المدينة، شاء الله أن يكون ميدان الأربعين تلك المساحة الصغيرة جغرافيا، مقارنة بميادين المحافظات الأخري،«عرينا للأبطال» فكانت هذه الأرض مسرحا للأحداث التي كان لها أن تغير في تاريخ مصر الحديث.

قبل 47 عاما كان رجال المقاومة الشعبية وعدد من الجنود ورجال الشرطة، يوم 24 أكتوبر 73 في مواجهة 3 ألوية مدرعة للقوات الإسرائيلية عبرت من ثغرة الدفرسوار، وبعد نجاحها في دخول الإسماعيلية، استهدفت دخول مدينة السويس واحتلالها.

إلا ان الرجال البواسل، وقفوا صامدين كأرض مدينتهم، وتصدوا للقوات المعادية التي كانت تمر بشارع الجيش، ظنوا أن المدينة خالية، وتقدم اللواء الأول الذي ضم 200 دبابة ومركبة وعربة نقل جنود باتجاه الشرق، عبروا ميدان الأربعين وعلى مسافة 500 متر شرقا، انقلب المشهد رأسا على عقب بعد قذيفة آر بي جي أطلقها البطل الشهيد إبراهيم سليمان، والتي دمرت أول دبابة باللواء المدرع.
 اقرأ أيضا|العمل لا يتوقف في دمياط.. ست سنوات من الإنجازات مع السيسي
أحدث ذلك ارتباكا في صفوف العدو، وألقى الله الرعب في قلوبهم، فالمدينة التي كانت في أعينهم خاوية على عروشها، خرج أبناؤها ليعلنوا عن أنفسهم كالأشباح، وعلى أرض الميدان ومحيطه دارت معركة طاحنة كانت الغلبة فيها لأبناء الأرض على المحتل.

حينها صدرت تعليمات لجنود العدو أن يحتموا بأقرب مبنى، ففروا كالفئران إلى قسم الأربعين القديم على حافة الميدان، وهنا كان دور رجال الشرطة الذين اشتبكوا معهم وطهروا القسم من دنسهم، فكانت ملحمة لرجال المقاومة بمشاركة الجيش والشرطة.

على أرض الميدان أيضا نفذ الأحفاد ما تعلموه من ثقافة المقاومة، فخرجت التظاهرات من مسجد الأربعين يوم الجمعة 21 يناير 2011، لإعلان رفضهم نتائج انتخابات مجلس الشعب 2010 «النواب حاليا» ويطالبون بحل المجلس، ورفضا لأسلوب الشرطة القمعي تحت قيادة حبيب العادلي وزير الداخلية آن ذاك.

وعلى أرض الميدان سالت دماء مصطفى رجب أول شهداء الثورة مساء يوم 25 يناير، واستمرت التظاهرات والحراك في الميدان حتى تنحى الرئيس الأسبق حسني مبارك في فبراير 2011، وقضى السوايسة ليلة لا تنسي احتفالا بالتنحي.

فتجددت قيمة الميدان الجغرافية والتاريخية مع كل الأحداث التي تشهدها مصر، فمنه انطلقت المسيرات إلى شوارع وأحياء المدينة في ثورة 30 يونيو، وعلى أرضه احتشد عشرات الآلاف لتفويض الفريق أول عبد الفتاح السيسي في حربه على الإرهاب، وعليه احتفلوا بفوزه في الانتخابات الرئاسية. 

وتعود تسمية ميدان الأربعين بذلك الاسم نسبة إلى مسجد الأربعين أو بشكل أدق مسجد سيدى عبد الله الأربعين، وهو أقدم المساجد بالسويس ومن أبرز المعالم التاريخية بالمدينة، وينتمي ذلك الرجل إلى حقبة حفر قناة السويس، إذ كان من وعاظ الأزهر الشريف وكان محبوبا بين أهل المدينة، رافضا لكل أشكال الظلم والقهر التي تعرض لها المصريين خلال العمل بالسخرة في حفر القناة. 

تقديرا من الدولة لأهمية الميدان، جرى تنفيذ أعمال تطوير حضاري واسعة، وإنشاء نصب يضم تماثيل لأربعة أشخاص لكل منهم رمز، وفي مطلع نوفمبر 2017 افتتح الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية، واللواء أحمد حامد محافظ السويس في ذلك الوقت، أعمال تطوير ورفع كفاءة ميدان الأربعين.

جرى وضع التماثيل لأربعة أشخاص رمزية، يجمعهم مشهد احتفالي، ويجسد أحدها شباب الثورة 25 يناير، إذ بدى متوشحا بـ«كوفيه» يلفها على رقبته، وبجواره مجسم لشخص يرمز لرجل المقاومة الشعبية يرتدي ملابس شتوية وطاقية صوف كان يرتديها رجال المقاومة في أيام المعارك والحصار.

ومن خلفهما مجسمان، الأول لمجند من الجيش المصري تميزه الخوذة، نظرا لارتباط أهالي السويس بالقوات المسلحة، لاسيما رجال وعناصر الجيش الثالث الميداني، ودورهم في دعم المدينة منذ أيام الحرب وحتى ثورتي يناير و30 يونيو، والآخر لرجل شرطة، تقديرا لدورهم في دعم إرادة الشعب في ثورة 30 يونيو، وكفاحهم مع أهالي المدينة خلال معركة المقاومة الشعبية.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة