صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


الصحراء تتجمّل باللون الأخضر 

مصطفى علي

الأربعاء، 18 نوفمبر 2020 - 09:43 م

لعقود طويلة ظلت الأرض الزراعية في كل المحافظات عرضة لكل أشكال التعدي سواء بالبناء أو التجريف، وهو ما أدى إلى ارتفاع حالات التعدي على الأراضي، وتراجع المساحات المزروعة لدرجة أن د. مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أكد أن حجم التعديات على الأرض الزراعية منذ 2011 وحتى الآن بلغ أكثر من 90 ألف فدان.

وأوضح أن التعدى على هذه المساحة الهائلة من الأراضى الزراعية يؤدى إلى فقدان الدولة لأحد مصادر الغذاء. وأشار إلى أن تكلفة استصلاح الفدان الواحد فى الصحراء تتراوح بين 150 و200 ألف جنيه، وفى هذه الحالة تحتاج الدولة لـ 19 مليار جنيه لتعويض المساحات الزراعية التى أهدرتها تعديات البناء، وبالتالى لم يكن ممكنا أن تستمر الدولة فى غض النظر عما يحدث، وأن تقف موقف المتفرج، ومن هنا أعلنت الحرب على تعديات الأراضى الزراعية بكل أشكالها وأعلنت عقوبات صارمة على كل من يخالف تلك القرارات، ليتكامل ذلك مع خطة زيادة الرقعة الزراعية، باستصلاح 1،5 مليون فدان، تحاصر سطوة الرمال وتكسى الصحراء باللون الأخضر.

اقرأ أيضا| فعلها الرئيس.. إحياء غير مسبوق للزراعة والثروة السمكية

وصنّف تقرير تقرير للجنة حماية الأراضى بوزارة الزراعة، حالات التعدى على الأراضى الزراعية بمساحاتها إلى 3 أشكال أولها تعديات بسيطة وبلغت 315 ألفًا و213 حالة على مساحة من الأراضى بلغت 12695 فدانًا، وهى تعديات عبارة عن تشوين مواد البناء وحفر أساسيات وبناء الأسوار على سطح الأرض، والثانية حالات تعديات متوسطة بمساحات 448 ألفًا و158 حالة على مساحة 17701 فدان، وهى تعديات تم تطويرها بإقامة قواعد وأعمدة خرسانية وأسوار عليها، وبلغت حالات التعديات الجسيمة 650 ألفاً و507 حالات على مساحة من الأراضى بلغت 24495 فدانًا، وهى تعديات متوسطة تم تطويرها وأصبحت مبانى مكتملة بها طوابق وادخلت اليها المرافق.

ولم تقف الدولة صامتة إزاء تراجع المساحات المزروعة بمختلف المحاصيل، وكان من الضرورى أن يتم تعويض هذا النقص، وبالتالى شرعت فى تنفيذ أكبر مشروعين زراعيين هما المليون ونصف المليون فدان ومشروع الـ 100 ألف صوبة زراعية بهدف توفير احتياجات السوق المحلية من مختلف المحاصيل، فضلا عن رفع مغدلات التصدير الزراعى وبالفعل نجحت إلى حد كبير فى تحقيق تلك الأهداف.

ويغطى المشروع مساحات واسعة من الجمهورية، خاصة فى الصعيد وجنوب الوادى وسيناء والدلتا، حيث وقع الاختيار على 13 منطقة فى 8 محافظات معظمها فى الصعيد هى قنا، أسوان، المنيا، الوادى الجديد، مطروح، جنوب سيناء، الإسماعيلية، الجيزة، وتم اختيارها بعد دراسات متعمقة، بحيث تكون قريبة من المناطق الحضرية وخطوط الاتصال بين المحافظات وشبكة الطرق القومية والكهربائية.

وأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، تعليماته بمنح أولوية فى المشروع لشباب الخريجين، لتوفير مشاريع لهم ومنح فرص عمل وتقليل حجم البطالة، كما ركز الرئيس فى توجيهاته للمشروع على بناء تجمعات مستدامة مبنية على الأنشطة الزراعية والأنشطة الملحقة بالزراعة والتصنيع الزراعى والإنتاج الحيواني، على اعتبار أن الهدف الأساسى للمشروع بناء مجتمعات مستدامة تنتقل إليها الأسر وتبدأ فى إنشاء مجتمعات مبنية على النشاط الزراعى والصناعات المغذية له، تشمل الإنتاج الحيوانى والداجنى والسمكي.

يهدف المشروع إلى إنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة ومنتجات زراعية ذات جودة عالية بجانب تعظيم الاستفادة من وحدتى الأرض والمياه بمناطق الاستصلاح المستهدفة ويعتمد على ترشيد استخدام المياه تتراوح من 15 إلى 20% ويساهم بشكل كبير فى زيادة الصادرات الزراعية المصرية وتوفير فرص عمل جديدة من خلال تدريب الشباب والعاملين بالمشروع على أساليب التكنولوجيا الحديثة.

كما أن إنتاج الصوبة الواحدة في المشروع يعادل 5 أفدنة من الأراضي القديمة، أي أن المشروع يعادل ما يقرب من نصف مليون فدان زراعي، فضلا عن زيادة معدلات التصدير الزراعي للمنتجات الخاصة بالصوب والتى تلقى قبولا فى كثير من الأسواق الدولية المستوردة للمنتجات المصرية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة