د.منال عوض محافظ دمياط
د.منال عوض محافظ دمياط


حوار | محافظ دمياط: تمكين المرأة تجاوز شعارات الماضي

محمد قورة

الأربعاء، 18 نوفمبر 2020 - 10:06 م

كان وصول المرأة إلى منصب المحافظ خطوة استثنائية، يرى البعض أنها تأخرت كثيرا، إلى أن اتخذ الرئيس قراره بتمكينها من المنصب الذى ظل حكرا على الرجال. وأثبتت حواء أنها قادرة على تحمل المسئولية.

وحاليا تشغل د.منال عوض منصب محافظ دمياط، ويشهد الجميع لها بالعمل الدءوب، فهى لا تكتفى بالجلوس فى مكتبها، لكنها تنزل إلى الشارع وتدرس المشاكل عن قرب وتسرع بوضع الحلول المناسبة لها.

في حوارها مع «الأخبار»، أكدت أن المرأة تعيش عصرًا ذهبيًا في ظل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي آمن بقدرتها على إحداث الفارق.

اقرأ أيضا| الفن والأدب يدحران الإرهاب.. جهود الدولة للدمج الثقافي بالمناطق الحدودية

تشهد مصر حالياً تعظيماً لدور المرأة.. كيف ترين ذلك؟

- بالفعل.. هذا هو العصر الذهبي للمرأة، فالرئيس السيسي عظّم دورها، وينبع ذلك من إيمانه الكامل بدورها في المجتمع، لذلك كانت محل اهتمامه سياسيا واجتماعيا وثقافيا وصحيا، وقام بتمكينها من المناصب القيادية، فشاهدنا المرأة تتولى العديد من الحقائب الوزارية المهمة وتتقلد منصب المحافظ، كما تولت العديد من السيدات والفتيات منصب نائبات للوزراء والمحافظين خلال التشكيل الأخير للحكومة.

كما شاهدنا المرأة تتقلد مناصب قضائية وإدارية، بالإضافة إلى تخصيص نسبة من مقاعد البرلمان للمرأة لتضمن تمثيلها نيابيا وكان لذلك أثر ايجابي، حيث خرجت السيدات للمشاركة فى الانتخابات بكثافة، كما واصل الرئيس اهتمامه بالمرأة صحيا لأنها أساس الأسرة والمجتمع وذلك من خلال إطلاق حملة 100 مليون صحة للكشف المبكر على المرأة.

هل كنت تتوقعين أن تتولي منصب محافظ يوماً ما؟

- لم أتوقع ذلك نهائيا، أنا أو غيرى من النساء، لأن تمثيل المرأة كان محدودا جدا فى تقلد المناصب القيادية، لكن فى عهد الرئيس السيسى اختلف الأمر، وبدأ تمكين السيدات فى العديد من المناصب، وكنت من أولى السيدات اللاتى تم تعيينهن بمنصب نائب المحافظ، وحينها أيضا لم أتوقع أن أتولى منصب محافظ، لكن ثقة الرئيس بالمرأة وتقديره لدورها ونجاحها منحها مزيدا من التكليفات وتقلد المناصب، وأصبحت محافظاً وهذه رسالة لكل سيدة أن تجتهد فى عملها، لأن القيادة السياسية لا تُفرق بين رجل وسيدة ولكن معيار الاختيار هو الكفاءة فقط.

ذكرت أنك لم تتوقعي تولي منصب محافظ.. فهل ترين أن تمكين المرأة تأخر، ولم يكن لها نصيب كبير خلال العصور السابقة؟

- بالفعل تمكين المرأة تأخر. وكان طوال العهود السابقة مجرد شعارات ظلت تتردد لسنوات فى الندوات واللقاءات، وكان دورها يقتصر على النشاط الحزبى والخيرى فقط، لكن لم يسمح لها بتقلد منصب قيادي، وأرى أن ذلك يرجع لعدم قدرة القيادة السياسية حينها على اتخاذ أى قرارات جريئة، وهو ما كان يصيب المراة بالإحباط، لأنه مهما بلغت درجة خبرتها العلمية والعملية لن تتقلد أى منصب قيادي، أما الآن فقد أصبحت المرأة أعظم فرصا لجرأة الرئيس السيسي في اتخاذ القرارات، وصار معيار الاختيار هو الكفاءة فقط وليس الجنس، وإذا امتلكت سيدة الكفاءة فسوف تنال الثقة.

ما العقبات التي واجهتك عقب تولي المنصب؟

- واجهتُ حالة استغراب فى بداية تولى المهام، خاصة من المواطنين فور سماعهم خبر تولى سيدة منصب المحافظ، وكان البعض يتصور أن يكون عملى مكتبيا فقط، وأننى لن أتواجد فى الشارع، لكن حدث العكس تماما، حيث شاهدونى متواجدة ميدانيا فى جولات مستمرة بكافة أنحاء المحافظة بالقرى والمدن، وأتحرك بسيارة ميكروباص فى جولات مفاجئة لتفقد المشروعات ومتابعة تنفيذها، ومتواجدة فى كل كبيرة وصغيرة وأبحث المشكلات وأتابع حلولها، ومع مرور الوقت أصبح الأمر عاديا جدا.

أما من ناحية العمل فلم أواجه أى عقبات لأن العمل ليس حكرا على الرجل، فأنا أقوم بكل ما يقوم به الرجل من جولات ميدانية وتفقد مشاريع ولقاء المواطنين وخير دليل على ذلك تنفيذ العديد من المشروعات فى كافة المجالات الصحية والتعليمية والسياحية والصناعية والرصف والطرق والصرف الصحى وتطوير العشوائيات وتطوير مدينة رأس البر وافتتاح فندق اللسان أول فندق 5 نجوم بالدلتا، وتنفيذ أول مدينة ملونة بعزبة البرج، بالإضافة إلى ملفات تقنين الأراضى والمصالحات وأيضا إزالة التعديات وكل هذه الملفات تم التعامل معها بنجاح مثل أى محافظ رجل بل هناك تفوق لنا فى بعض الملفات خاصة تقنين الأراضى التى تصدرت المحافظة فيه المركز الأول على مستوى الجمهورية.

هل تتوقعين أن تتواجد المرأة في مناصب أكبر خلال الفترة المقبلة؟

- نعم أتوقع ذلك، لأن الرئيس السيسى يؤمن بدور المرأة ويثق فيها ويمنحها الفرصة، وأعتقد أن جميع تجارب تولى المرأة القيادة حققت نجاحاً ملحوظاً، ومع كل تشكيل حكومى جديد تتزايد فرص المرأة نتيجة لثقة الرئيس ونجاح المرأة، لذلك أتوقع أن نرى توسعا ملحوظا فى توليها المناصب طالما هى أهل لذلك.

هل تم نقل تلك الثقة والتجربة لتمكين المرأة فى العمل داخل ديوان المحافظة؟

- الكثير من العاملين فى ديوان المحافظة بمختلف الإدارات سيدات، ويقدمن عملا متميزا ونموذجا مشرفا، بخلاف تمكين عدد من السيدات بتولى منصب نائب رئيس مركز ومدينة، حيث لا تخلو أى مدينة من وجود نائب سيدة، واختيارهن ليس مجاملة أو تمييزا، لكنه يتم بناء على الكفاءة، حيث أنهن يؤدين عملهن على أكمل وجه.

ما أبرز المشروعات التى تم تقديمها للمرأة الدمياطية؟

- يجرى الآن الانتهاء من إنشاء منطقة آمنة لمواجهة العنف ضد المرأة بمنحة من الولايات المتحدة، وتم اختيار مدينة عزبة البرج لتفعيل ذلك، نظرا لطبيعتها القائمة على خروج الرجال للعمل فى البحر لعدة أسابيع، فتكون المرأة هى المسئولة، وذلك لدمج الفئات الأكثر تهميشا وكذلك التوعية بحقوقها، ويكون بمثابة مكان ترفيهى وتثقيفى وتعليمى لحرفة أو مهنة للمرأة.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة