د. إيناس عبدالدايم
د. إيناس عبدالدايم


حوار | «عبدالدايم»: توليت المنصب بفضل قيادة تمتلك الجرأة لتجاوز التحديات

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 18 نوفمبر 2020 - 10:08 م

 

 عمرو صابر

- المقارنة مع غيري لا تروق لي وجميعنا يعمل لخدمة الوطن

حصدت المرأة المصرية فى عهد الرئيس السيسي، الكثير من الحقوق والمكتسبات، وأثبتت الأيام أنه يمكن الاعتماد على النساء فى كثير من الملفات الصعبة، فخلال الفترة الماضية ارتفعت نسبة الوزيرات فى مجلس الوزراء من 6٪ فى عام 2015 إلى 20٪ فى عام 2017، ثم إلى 25٪ فى عام 2018، وهو أعلى تمثيل على الإطلاق للمرأة فى مجلس الوزراء بمصر.

اقرأ أيضا| الفن والأدب يدحران الإرهاب.. جهود الدولة للدمج الثقافي بالمناطق الحدودية

د. إيناس عبدالدايم احتلت مكانة متميزة تماما، فهى أول إمراة تصل إلى منصب وزير الثقافة، ذلك المنصب الرفيع الذى يؤكد أن للمرأة مكانة كبيرة، فالفن والثقافة هما قوة مصر الناعمة التى يمكنها من غزو كل مكان.


للمرة الأولى في تاريخ مصر تتولى امرأة منصب وزير الثقافة.. ما سبب تأخير ذلك من وجهة نظرك؟

- ربما تكون الإجابة عن هذا التساؤل أمراً ليس باليسيرة، لاسيما فى وجود العديد من الأبعاد متباينة التأثيرات على عملية صنع القرار، وما يحيطه من ظروف اجتماعية واقتصادية وثقافية، فضلاً عما تقتضيه طبيعة ونوعية التحديات المتزامنة له، وقدر ما يرتبط بها من وجود رؤية كائنة تتحكم فى مسارات هذا الصدد، وعلى الرغم من ذلك لا يمكن إغفال دور العديد من العوامل الأساسية التى يتمثل أهميتها فى قيمة إدراك صانع القرار لمقتضيات هذا التغيير ومقدار إيمانه بدور المرأة كشريك فاعل ومرتكز حيوى لتحقيق التنمية المجتمعية، والتأسى بما وصلت إليه المجتمعات المعاصرة المتحضرة التى تمرست أطر هذا الإيمان بقيمة المرأة.


هل كان اتخاذ قرار بتولى امرأة لوزارة الثقافة يحتاج لجرأة أم لقائد صاحب رؤية أكثر حكمة؟
- متطلبات اتخاذ قرار بتولى امرأة لوزارة الثقافة خاصة فى ظل ما تواجهه مصر من موجات إرهابية متطرفة متعاقبة، إنما تستلزم بالطبع وجود قيادة سياسية تمتلك الجرأة الطاغية لاتخاذ هذا القرار لتجاوز التحديات المجتمعية المحيطة به، كما تستلزم امتلاك الرؤية الشمولية المتكاملة المرتبطة بمدى الإدراك لانعكاسات ذلك القرار وقيمته فى تحقيق الإعلاء من شأن المرأة ودورها التنموي، وليس أدل على امتلاك الرئيس عبدالفتاح السيسى لمقتضيات الإيمان الحقيقى بدور المرأة واتساع رؤيته الثاقبة بل وجرأته المتفردة فى اتخاذ كل ما من شأنه الارتقاء بمكانة المرأة ودورها المجتمعى-، من تبنى الرئيس تكليف الحكومة وكافة أجهزة الدولة المعنية ومنها المجلس القومى للمرأة، باعتبار «استراتيجية تمكين المرأة 2030» هى وثيقة العمل للأعوام القادمة لتفعيل الخطط والبرامج والمشروعات.


منصب وزير الثقافة بالغ الأهمية فى هذه المرحلة.. فهل يستدعى ذلك أداءً مختلفاً عن المراحل السابقة؟
- بالطبع نعم، فقد تبدو الإجابة على هذا التساؤل جديرة بالتطرق لأهمية استهداف نشر الوعى الثقافى لدى كافة أطياف المجتمع لتكسبه الإدراك الملائم لقدر التحديات التى تجابهها الدولة على كافة المسارات الإصلاحية التى تنشد تفعيلها، وبما ينعكس مرحلياً ومستقبلياً بتحقيق الرخاء والتنمية لبلادنا، وهو الأمر ذاته الذى يتطلب جهداً مضنياً بل وأكثر ملاءمة لتشكيل هذا الوجدان المجتمعى القادر على تحمل مسئوليات هذا البناء، وبالقطع فإن تحقيق هذه المستهدفات يحتاج إلى أدوات وأساليب جديدة ومتطورة تباعاً وتعتمد فى نوعها على طبيعة تحديات كل مرحلة على حدة.


وعلى سبيل المثال قمنا بتغيير الكثير من أنماط الأداء السائدة والمعتادة سابقاً فى تقديم الأنشطة والفعاليات الثقافية للمتلقي، وذلك تماشياً مع طبيعة مرحلة مرورنا جميعاً بجائحة كورونا، وأحدثنا طفرة هائلة بتقديم الفعاليات من خلال الواقع الافتراضى على شبكة الإنترنت.


الثقافة فى مواجهة الإرهاب.. كيف يتم تفعيل هذا الأمر؟
- اعتمدنا مبادرة مشروع «ابدأ حلمك» بمحافظة أسيوط كفرقة مسرحية نوعية وتعميم الفكرة فى مختلف محافظات مصر، وتمثل هذه الفرقة تخريج الدفعة الأولى من المشروع ويبلغ عددها 53 متدربا بواقع 24 فتاة و29 شابا من كافة قرى ومراكز أسيوط، تم تدريبهم على مختلف فنون المسرح (التمثيل – الارتجال – الكتابة الدرامية – عناصر العرض المسرحي)، وذلك تفعيلاً لدور الثقافة فى مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف الذى ينال من المجتمع.


كما أطلقنا مبادرة «صنايعية مصر» للتدريب المهنى تفعيلًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى وانطلاقا من الدور الوطنى الهادف إلى صون الهوية والحفاظ على ملامحها المتفردة وضمن الإستراتيجية الهادفة إلى تحقيق محاور التنمية المستدامة، والتى استهدفت إعادة الحرف التقليدية والتراثية المصرية وتأهيل جيل جديد من المبدعين فى هذا المجال، حيث تم تخريج 43 فنانا وحرفيا منهم تراوحت اعمارهم بين 18 و40 سنة وتم تدريبهم على مجالات الخزف- النحاس-التطعيم بالصدف-الخيامية-قشرة الخشب وفنون الحلى، وافتتاح معرض فنى ضم أعمالهم خلال التدريب.


وكذلك قمنا بتفعيل مبادرة «ذاكرة المدينة» الهادفة إلى توثيق الهوية المعمارية للمناطق التراثية فى مصر وترصد الأحوال الإجتماعية لأبنائها فى الماضى وبدأت أولى فعالياتها بمنطقة جزيرة الزمالك التى تحمل قيمة تاريخية مميزة، كما يتم تنفيذ مبادرة «المؤلف مصري» وتهدف إلى إنتاج عروض مسرحية مصرية خالصة لم يسبق تقديمها لدعم وإثراء المسرح المصرى ويتم من خلالها اكتشاف الموهوبين والنابغين فى مجالات إبداعية مسرحية، وبما يساهم فى ترسيخ الهوية الوطنية بالإضافة إلى النصوص التى تحمل الكثير من المبادئ السامية والقيم النبيلة فى شكل جذاب وممتع وبتقنيات مسرحية متكاملة.


ما البصمة المختلفة التى يمكن أن تتركها وزيرة فنانة مقارنة بأى وزير آخر تولى هذه الوزارة؟
- المقارنة فى إطار المعنى الذى يمكن أن يحمله هذا التفضيل ربما هى أمر لايروق لي، فجميعنا يعمل لخدمة وطنه فى المقام الأول، فالبصمة الحقيقية التى يمكن أن تتركها هى أن تبذل قصارى جهدك وفقاً لتحقيق غاية جماعية وليس لإحداث مجد شخصى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة