على بعد حوالي 300 كم عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح، وتحديا داخل قلعة شالي بواحة سيوه يوجد أقدم مسجد بمطروح وأقدم مسجد بني بالطين" الكرشيف" في قارة أفريقيا وهو المسجد العتيق والذي يعد من أقدم المساجد في مصر.

 المسجد و القلعة تم بنائهم بمادة الكرشيف وهو طين مشبع بالملح إذا جف يصبح شبيها بالإسمنت في صلابته وهو أسلوب من بناء فريد من نوعه يتميز به الأمازيغ أهل سيوه، ويرجع تاريخ تأسي قلعة شالي وهي كلمة باللغة الأمازيغية التي يتحدث بها سكان سيوه تعنى المدينة، إلى القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي. 

 

ونظرا لاعتداءات البدو من العرب والبربر المتكررة قرر 40 رجل من السويين الأمازيغ بناء قلعة لحمايتهم من الغزاة، والتي تشبه المتاهة فلا يوجد شوارع واضحة، يحيط بالمدينة سور متين البناء ليس له غير مدخل واحد يسمي الباب أنشال بمعني باب المدينة بالغة الأمازيغية وفي الجهة الشمالية من سور المدينة يوجد المسجد العتيق الذي كان يستخدم كأول وسيلة إعلامية لسكان مدينة شالي في ذلك الوقت.

يقول الشيخ عبد الله منصور إمام ومؤذن المسجد العتيق الذي يبلغ من العمر 88 عاما، ويعمل إمام للمسجد منذ 52 عاما، إن المسجد العتيق تم بناؤه عام 600 هجرية- 1203 ميلادية، أي قبل 842 سنة ، فعندما دخل الإسلام كان هناك قطاعين طرق يسرقون أهالي سيوه لذلك قاموا ببناء قلعة شالي لتحصين أرواحهم فاختار أهالي سيوه في ذلك الوقت موقعًا مرتفعًا ومحصنا فوق الجبل وكأن أول مبنى يتم بناءه داخل القلعة هو المسجد العتيق.

 

وأكد الشيخ منصور، أن المسجد العتيق مثله كباقي مباني القلعة مبنى من الكرشيف المغطى بجذوع النخيل، وله مئذنة كبيرة و بابان وساحة.

 على مدار 52 عاما الذي عايشها الشيخ منصور خلال خدمته للمسجد ، كانت تقام الاحتفالات الدينية التي يحرص عليها الأهالي في المناسبات الدينية كليلة القدر والإسراء والمعراج وصلاة العيد.

يتابع الشيخ عبد الله منصور إمام المسجد العتيق أن صلاة الجمعة ملعونة بالمسجد بسبب الكورونا نظرا لأن المسجد لا يتبع لوزارة الأوقاف "مسجد أهلي"، حتى الآن لم يسمح بإقامة صلاة الجمعة، فيقول إن خلال فترة كورونا كنت أذهب للصلاة بمفردي.
 

على الرغم من ذلك تقام صلاة الجماعة هنا للرجال فقط لأن المراة السيوية لا تذهب للصلاة بالمسجد فهي تصلى في منزلها عملا بأن صلاة المراه في بيتها أفضل من المسجد،  ويدلل على ذلك بأن زوجته كأمام مسجد لم تطأ قدمها المسجد العتيق, لكن على الرغم من ذلك يسمح للنساء الأغراب بالصلاة بالساحة الملحقة بالمسجد.

اقرأ أيضًا: أنشئت قديما لصد الغزاة.. تفاصيل مشروع إحياء قلعة شالى بواحة سيوة