فاوتشي وترامب
فاوتشي وترامب


«حارب وبائين.. وهدده ترامب بالإقالة»| من هو أنتوني فاوتشي؟

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 19 نوفمبر 2020 - 01:52 ص

«موعدنا بعد الانتخابات».. تحذير أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كبير خبراء الأمراض المعدية بأمريكا د. أنتوني فاوتشي، والذي كان أحد الوجوه البارزة في خلية إدارة أزمة فيروس كورونا.

وعلى الرغم من حالة الشد والجذب التي طغت على علاقة فاوتشي وترامب، إلا أن الرئيس الأمريكي لم يُنفذ تهديده له بإقالتها، وكذلك لم يتقدم فاوتشي باستقالته عقب خسارة الرئيس الأمريكي للانتخابات أمام جو بايدن.

وقال فاوتشي بأنه لا يرى أي سبب أو منطق يجعله يستقيل من إدارة ترامب في الوقت الحالي، طالما بمقدوره أن يفعل شيء تجاه أزمة جائحة كورونا، نافيا أن تكون هناك أي اتصالات بينه وبين فريق جو بايدن الانتقالي.

وأشارت العديد من التقارير الإخبارية إلى خلاف ترامب وفاوتشي حول فيروس كوورنا كان أحد العوامل الرئيسية التي أدت لخسارة ترامب الانتخابات، وهو الامر الذي وصل بمستشار ترامب السابق ستيف بانون لقطع رأس أنتوني فاوتشي.

من هو أنطوني فاوتشي؟

عندما كان يخرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوميا ليحدث العالم عن الحرب على فيروس كورونا، غالبا ما يتواجد خلفه رجل قصير ظئيل الجسم ويرتدي نظارة طبية، وجهه معروف لدى الأمريكيين ويصفونه دائما بالنقيضين فأنتوني فاوتشي لدى البعض «قاتل»، ولدى الآخرين «بطل».

اقرأ أيضًا: فاوتشي: نتائج لقاح مودرنا المضادّ لكورونا «رائعة بشكل مذهل»

«على مدى 5 عقود قضاها في المجال الطبي شهد د. فاوتشي حرق صوره وإلقاء قنابل الدخان أمام مكتبه.. واعتاد على سمع من يهتفون بكلمة قاتل إلى جوار اسمه.. إلا أنه ظل محتفظا بمنصبه مع اختلاف الرؤساء.. وهو أيضا من يصحح أخطاء الرئيس الأمريكي ترامب عندما يتحدث عن كورونا».. جمل وصفت بها هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي الطبيب والتي قالت عنه أنه الوجه الأبرز في حرب أمريكا على الفيروس التاجي.

اقرأ أيضًا: زوكربيرغ: دعوة مستشار ترامب السابق لـ«قطع رأس» فاوتشي ليست كافية

ولكن كيف استطاع د. فوتشي أن يجمع بين النقيضين؟ أن يكون البطل والقاتل في نفس الوقت.. ربما ستخبرنا سيرته الذاتية جزء من الإجابة على هذا السؤال وسترسم صورة للرجل ذو الـ79 عاما داخل أذهاننا.

البطل والشرير

في عام 1940 تحديدًا عشية عيد الميلاد استقبل أحد الصيادلة الإيطاليين وزوجته المهاجرين لأمريكا ابنهم أنتوني، الطفل الذي يبدوا أنه كان يعرف طريقه منذ البداية، فعندما استطاع ركوب الدراجة كان يعمل في توصيل الأدوية والوصفات الطبية.

وعندما دخلت بلاده في حرب فيتنام فضل أن ينضم للمجهود الحرب الأمريكي كباحث بدلا من الانضمام للجيش من أجل الحرب.

اقرأ أيضًا: «ترامب» يتوعد بإقالة «فاوتشى» وسط ارتفاع إصابات كورونا

وكانت نقطة التحول في حياة د. فاوتشي في 5 يونيو عام 1981 عندما وصل إلى مكتبه تقرير طبي كان يبدوا أنه يحمل أعراض لحالة وفاة بسبب الالتهاب الرئوي الذي يصاب به مرضى السرطان إلا أن الأمر كان مختلفا نوعا ما.

«عندما وصل التقرير إلى مكتبي قرأته بتركيز كبير.. كانت الأعراض تبدوا طبيعية.. ولكن تبعه تقرير آخر حمل وفاة 26 رجل من مثليي الجنس بنفس الأعراض.. عرفت بأنه هناك شيء غريب.. فحتما يوجد ميكروب جديد ينتقل عبر الاتصال الجنسي»، هكذا يصف فيه الطبيب الأمريكي اليوم الذي بدأ فيه أبحاثه عن الإيدز والتي ساهمت بشكل كبير في السمعة التي اكتسبها.

وبصفته رئيس قسم المناعة في المعاهد الوطنية للصحة في الثمانينيات، شهد د. فوتشي، صراعات كثيرة، فكان يرى من نافذة مكتبه المظاهرات الغاضبة ضده وضد إدارة الرئيس الأمريكي وقتها رونالد ريجان من قبل.

وخلال تلك الفترة قاد د. فوتشي التجارب السريرية لزيدوفودين  وهو دواء يستخدم لعلاج نقص المناعة المكتسبة إلا أن وقتها كانت التجارب صارمة ولم تكن توتي نتاجها مما أدى لانتشار الإيدز في أمريكا بشكل كبير.

«كنت أرى اللافتات مكتوب عليها د. فاوتشي أنت تقتلنا.. ومتظاهرون يرمون قنابل الغاز على مكتبي.. كان يمكن للشرطة ببساطة أن تقبض عليهم.. لكني كنت أطلب بإحضارهم لمكتبي من أجل التحدث معهم».. هكذا وصف د. فوسي الأيام الصعبة التي مر بها.

وبحسب بي بي سي فإن الفضل يعود إلى الطبيب الأمريكي النحيف لرفع القيود الشديدة المفروضة على المرضى المصابين بالإيدز خلال التجارب السريرية للوصول إلى علاج للمرض.

«الوجه الأشهر لمحاربة الإيدز».. هكذا وصفت صحيفة نيويورك تايمز د. فوتشي في تلك الفترة، لافته إلى أنه أحد الأطباء الذي يجري تجاربه بنفسه دون الاعتماد بشكل كبير على المتظاهرين.

وباء جديد

بعد مواجهة الإيدز والمساهمة في الأبحاث الخاصة به، كان د. فوشي على موعد مع وباء جديد في 2020 بعدما صار وجه أمريكا في حربها على كورونا، ويصفه البعض بأنه مروض ترامب، ومصحح المعلومات الخاطئة التي ينطق بها.

فالرجل الذي قدم المشورات لـ6 رؤساء أمريكيين، كان واقفا خلف الرئيس الأمريكي يتابع كل ما ينطق به الرئيس بصمت، قد يضحك بعض الأحيان، إلا أنه كان يحاول الحفاظ على الجدية، وهو يستمع إلى المعلومات الخاطئة التي يتحدث بها ترامب.

وأشارت بي بي سي، إلى أن وجود د. فوسي خلف ترامب يمنح الأمريكيين حالة من الاطمئنان، فهو دائما ما يتحدث بالعلم والمنطق لتصحيح أخطاء الرئيس، خاصة ما يتعلق حول استخدام أدوية بعينها لعلاج فيروس كورونا، أو موعد طرح العلاج الذي قال ترامب عنه أنه يأمل بإنتاجه قريبا، بينما أكد الطبيب بأن اللقاح لن يكون جاهز قبل عام ونصف على الأقل.

وتابعت، أن هذا الأمر يمنح الكثير من القوة لشخصية د. فوتشي، فترامب دائما ما يعرف بأنه لا يحب من يعدل عليه، فماذا عن الشخص الذي دائما ما يصحح أخطائه أمام الجميع.

«عندما يتعلق الأمر بالمعلومات الصحيحة فأن أفعل ما بوسعي.. ولكني لن أفعل ما هو مستحيل.. لن أقفز على المنصة خلال حديث الرئيس وأقول له أنتا كاذب.. عندما يخطئ في مرة.. نحاول أن نصحح خطأه في المرة الثانية.. ولحد علمي أنا حتى الآن لم أطرد من منصبي».. كان هذا حديث د. فوتشي لمجلة « Science» الشهيرة عن علاقته بترامب.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة