الرئيس في أفريقيا
الرئيس في أفريقيا


بعد سنوات من الجفاء.. السيسي يعيد «المياه لمجاريها» مع أفريقيا

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 19 نوفمبر 2020 - 05:21 م

◄ مصر تعود لرئاسة الاتحاد الأفريقي

◄ منتدى للشباب الأفريقي في أسوان

◄ إطلاق حملة «100 مليون صحة» للضيوف الأفارقة في مصر

 

منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، لرئاسة مصر، وهو يوجه نظره للجنوب في عمق القارة السمراء، باعتبارها الجذور الطبيعية لدولتنا العريقة مصر، فجزء من سمارنا كمصريين نابع من التراب الأفريقي، لذا عمل الرئيس بشكل دؤوب على توطيد العلاقات بشكل كبير بعد فتورها نتيجة لسياسات العهد السابق التي سحبت يد العون المصرية من أشقائها في قلب القارة.

عدة محاور وضعتها الدول المصرية للعود الأفريقية مرة أخرى، دبلوماسية وشعبية وإنسانية، كانت كفيلة بالعودة سريعا للقارة السمراء.

اقرأ أيضا | «سيناء الحلم» | زارها الأنبياء.. و«عمرها» الرئيس السيسي

على المستوى الدبلوماسي

وجهت الدولة المصرية طاقتها الدبلوماسية خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي لمدة عام، لخدمة القارة، إذ حققت عدة إنجازات ملموسة للدول الأعضاء بالاتحاد الافريقي.

والبداية مع الإنجازات الاقتصادية الكبيرة ويمثل إطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية الانجاز الأهم، حيث تستهدف المنطقة 2 مليار نسمة، و3 ترليون دولار .

وشهدت القمة الاستثنائية الإفريقية التي عُقدت بالنيجر في يوليو 2019، إطلاق المرحلة التشغيلية للمنطقة حيث وقعت عليها 54 دولة، ودخلت حيز التنفيذ.

وتجسد منطقة التجارة الحرة الإفريقية واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة منذ تدشين منظمة التجارة العالمية، وتهدف الاتفاقية لإزالة الحواجز الجمركية وإلغاء التعريفة الجمركية تدريجيا بين دول القارة وخلق سوق إفريقية موحدة للسلع والخدمات.

 

صندوق ضمان مخاطر الاستثمار

وقرر الرئيس السيسى، خلال منتدى إفريقيا في ديسمبر 2018 أي قبل تولي مصر رئاسة الاتحاد الافريقي بثلاثة اشهر، إنشاء صندوق ضمان مخاطر الاستثمار في إفريقيا؛ لتشجيع المستثمرين المصرين والأجانب بالتوجه نحو الاستثمار بإفريقيا والمشاركة فى تنمية القارة السمراء.

تتمثل أهداف الصندوق فى زيادة معدلات الاستثمار بالقارة، وتوفير ضمانات للمستثمرين بشأن المخاطر السياسية والاقتصادية والتى تعد أكبر عائق للاستثمار بالدول الإفريقية.

ومن أهدافه أيضا، تخفيض أسعار الاقتراض لدول القارة بضمان الصندوق، وتحقيق المزيد من التمويل، فضلا عن زيادة معدلات التبادل التجاري بين الدول الإفريقية.

ويستهدف صندوق الضمان الإفريقي تحقيق أكبر مكاسب مالية للقارة، فضلا عن إعطاء الدول الإفريقية قوة تفاوضية فى وجود الصندوق، وجذب الاستثمارات الأجنبية للقارة.

وأعلنت عدد من المنظمات الدولية أبرزها البنك الدولى، والبنك الإفريقى للتنمية، والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، عن دعمها للصندوق.

كما استضافت مصر فعاليات منتدى إفريقيا 2019، في نوفمبر 2019 بالعاصمة الإدارية الجديدة، وشارك بالمؤتمر عدد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، فضلا عن 200 شخص من رجال الاعمال والمستثمرين الأفارقة ومن جميع أنحاء العالم.

 

وركز المنتدي على دور القطاع الخاص فى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة و تعزيز الفرص الاستثمارية بمجالات البنية التحتية والتحول الرقمى والطاقة المتجددة بالقارة السمراء، فضلا عن التركيز على سبل تمكين المرأة فى إفريقيا ، وإستمرار تمويل الاستثمار فى رأس المال البشري، صحة، وتعليم، وتنمية للمهارات، وتطوير قدرات الشباب وتوظيف امكانياتهم، وتعميق التصنيع المحلي لبلدان القارة وزيادة الروابط الصناعية وسلاسل القيمة .

حقق المنتدى نجاحات لهذا العام، تمثلت فى توقيع 13 مذكرة تفاهم واتفاقية بقيمة استثمارات تصل لـ 3 مليارات دولار وفقا لتصريحات سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي السابقة .

اقرأ أيضا | السيسي فك «النحس».. كيف اختفت طوابير البنزين في عهد الرئيس؟

الزراعة والصناعة

أكد التقرير السنوي الصادر عن برنامج الحكومة المصرية أن الفترة من يوليو 2018 ليونيو 2019، وتزامنا مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، شهدت مضاعفة أنشطة الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية فى إفريقيا، وبلغت نسبة زيادة المستفيدين من الكوادر الإفريقية 61%، فضلا عن ارتفاع قيمة المنح والمساعدات بنسبة 113% عن النصف الأول من العام، والتى بلغت 27.9 مليون جنية.

أنشأت مصر 8 مزارع نموذجية من اجمالي 22 مزرعة تهدف وزراة الزراعة الانتهاء من انجازها بنهاية عام 2020 .

واستضافت القاهرة نهاية نوفمبر 2019، ورشة عمل "صنع فى إفريقيا"، بمشاركة وزراء الصناعة الأفارقةوورؤساء اتحادات صناعات وممثلين عن 25 دولة إفريقية، فضلا عن خبراء من 8 دول أوروبية والصين وعدد من المنظمات الدولية.

وعملت مصر في إطار توليها لرئاسة الاتحاد الإفريقى، على دعم جهود الدول الإفريقية لتوليد الطاقة النظيفة من المصادر المتجددة، فى ظل المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة، منذ تدشينها عام 2015، والتى ، التى تهدف إلى توليد 10 جيجاوات من مشروعات الطاقة المتجددة بحلول عام 2020، وزيادة هذه القدرات لتصل إلى 300 جيجاوات بحلول عام 2030.

 

جهود شعبية

أدرك الرئيس أن الوصول للمواطن الافريقي هو العنصر الأساسي لتعظيم دور مصر الافريقي، ورأى أن الشباب هم الفئة الأكثر وعيا وحاجةً لمعرفة تحديات القارة، لذا أطلق ملتقى الشباب العربي الافريقي، بمدينة أسوان في الفترة من (16-18 مارس 2019) تحت رعايته، في نسخته الأولى.


 

ويعد الملتقى أحد منصات منتدى شباب العالم الذي شارك فيه أكثر من 5 آلاف من شباب العالم للتعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات ومبادرات، في حضور نُخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة، والذي أعلن فيه عن اختيار مدينة أسوان لتكون عاصمة الشباب الإفريقي لعام 2019.

الملتقى جمع بين عنصرين هامين من الجذور المصرية، قاريا وإقليميا، عبر فئة الشباب التي تعد قاطرة الشعوب لبناء مستقبلها.

انعقاد ملتقى الشباب العربي الإفريقي كان فرصة مميزة تبرهن بشكل عام على متانة العلاقات المصرية الإفريقية والعربية، ويعزز التنافس الإيجابي بين الطلاب والشباب من خلال لقاء نخبة من طلاب الجامعات الإفريقية والعربية على أرض محافظة أسوان العريقة والغنية بتاريخها وأهلها ومواردها الطبيعية ومقوماتها السياحية والأثرية وتراثها الغنى، كما يفتح آفاق وسبل التعاون، وتبادل الثقافات والمعرفة بين الشباب هو ما يهدف إليه الرئيس دائما لتعميق مفهوم التواصل والمحبة من أجل الوصول إلى أجيال من شباب المستقبل وخلق عالم يسوده السلام، و يتزين شعار الملتقى بألوان متعددة مستمدة من ثقافة وروح مدينة أسوان المنطقة الحضارية التي طالما ظلت بوابة مصر على إفريقيا.

 

توصيات هامة

وأوصى الرئيس السيسي، في الجلسة الختامية لملتقى الشباب العربي الإفريقي في نسخته الأولى و التي انعقدت فعالياته في مدينة اسوان بعدة توصيات، ومنها طلبه من وزارة التعليم العالي بالتنسيق مع الأكاديمية الوطنية بدعوة الشباب؛ لتأسيس مجلس التعاون بين الجامعات العربية والإفريقية، ليكون منصة فاعلة لتعزيز التعاون العلمي والثقافي .

وطلب من وزارة الصحة بالتنسيق مع جميع الأجهزة المعنية بالدولة، بإطلاق مبادرة مصرية من أجل القضاء على فيرس سى لمليون إفريقي، وإطلاق مرحلة جديدة من حملة «100 مليون صحة» للضيوف المقيمين فى مصر .

وجه إدارة منتدى شباب العالم بتشكيل فريق عمل من الشباب العربي والإفريقي؛ لتولي إعداد تصور خاص لتحقيق فرص التكامل العربىالإفريقىفى كل المجالات، وتقديمه إلى الجهات المعنية .

قيام إدارة منتدى شباب العالم بتشكيل فريق عمل من الشباب العربى والإفريقي؛ لوضع رؤية شبابية لآليات التعامل مع قضايا الاستقطاب الفكري للقضاء على الإرهاب والتطرف .

وجه إدارة منتدى شباب العالم بالإعداد والتجهيز لملتقى «مصر والسودان» لتعزيز التكامل بين البلدين على مبدأ أخوية وادى النيل .

إعداد مصر ورقة بالتنسيق مع مفوضية الاتحاد الإفريقى وأمانة الجامعة العربية، انطلاقا من مسؤولية رئاسة مصر للاتحاد؛ لتطرح على القمة العربية الإفريقية المقبلة تضمن مقترحات فى المجالات الثلاث التالية، أولاً إنشاء سوق عربية مشتركة، ثانيًا إنشاء صندوق لتمويل بنية التواصل الإفريقىفى مجالات الطرق والكهرباء،السكة الحديد لتعزيز الاندماج القاري، ثالثًا إنشاء آلية «عربية إفريقية»؛ لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار .

وجه بالاهتمام بتوظيف المنصات الإعلامية، والتواصل الاجتماعى، لإزالة الصورة الذهنية الخاطئة للعلاقات الإفريقية العربية .

وجه بالعمل على تمكين الشباب والمرأة بتحويل الإرادة السياسية إلى إجراءات عملية لإعدادهم وتأهليهم عن طريق الارتقاء بالتعليم والتدريب .

 

 

جهود إنسانية

لم تغفل الدولة المصرية الأزمات المتلاحقة التي تمر بهد دول القارة الأفريقية، بسبب سوء المرافق والخدمات، ومدت يد العون لأي دولة افريقية تبحث عن النجدة، لذا وجه الرئيس الدولة المصرية بتقديم المساعدات أكثر من مرة سواء طبية وإغاثية لعدة دول أفريقية، ومنها جنوب السودان والسودان وجيبوتي والكونغو.

         

وأصدر الفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة للمعاونة في دعم الأشقاء بدولة جيبوتي، أوامره بإقلاع طائرة نقل عسكرية وعلى متنها مساعدات طبية عاجلة للأشقاء في دولة جيبوتي، في إطار توجيهات.


 

أما دولة جنوب السودان فقد أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة، أوامرها بإعداد وتجهيز طائرة نقل عسكرية وعلى متنها كميات كبيرة من المساعدات الطبية والدوائية مقدمة من جمهورية مصر العربية لجمهورية جنوب السودان، لمساعدتها في التغلب على فيروس كورونا في ظل الأزمات المتتالية التي تتعرض لها جمهورية جنوب السودان .


 

وفتحت مصر جسر جويا متواصلا بتوجيه من الرئيس، عبر عدة طائرات نقل عسكرية، محملة بكميات كبيرة من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والأدوية مقدمة من جمهورية مصر العربية إلى دولتي السودان وجنوب السودان الشقيقتين لمواجهة السيول.

وأعرب الجانب السوداني عن عميق الشكر والامتنان للجهود المبذولة من جمهورية مصر العربية والوقوف بجانبها في أوقات المحن والأزمات، كما قدم المسئولون بدولة جنوب السودان الشكر للقيادة المصرية الحكيمة التي تمد يد العون لكافة الدول التي تمر بأزمات .

وجاء الأوامر الرئاسية باستمرار الجسر حتى نهاية الأزمة، ومد يد العون حتى يتم نجدة الأشقاء.

 

وفي مهمة أفريقية أخرى بتوجيهات رئاسية، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة في يونيو الماضي، أوامرها بإقلاع طائرة نقل عسكرية من طراز "إليوشن " من قاعدة شرق القاهرة الجوية، محملة بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية والمطهرات والبدل الواقية مقدمة من جمهورية مصر العربية لجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية زامبيا لمساعدتهما فى التغلب على فيروس كورونا .

 

كما افتتح حمدي شعبان، سفير مصر لدى الكونغو الديمقراطية، ووزير الصحة الكونغولي ألبرت بيومبون أكتوبر الماضي، قسم حضانات الأطفال بمستشفى كيتامبو العام في العاصمة كينشاسا الذي تكفلت مصر بتوفير التجهيزات والمعدات الطبية اللازمة له من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

 

 


 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة