حكايات| سجادة العمر.. الماء عدوها واختبار جودتها بـ«الحرق»
حكايات| سجادة العمر.. الماء عدوها واختبار جودتها بـ«الحرق»


حكايات| سجادة العمر.. الماء عدوها واختبار جودتها بـ«الحرق».. فيديو وصور

إسراء كارم

الخميس، 19 نوفمبر 2020 - 11:18 م

يهوى الكثيرون كل ما هو «صناعة يدوية»، باعتبار أنه فكرة وله روح مختلفة، في كل شيء يتم تصميمه حتى عند اختيار السجاد.

في أحد محال السجاد القديمة بمنطقة الحسين، يقف صانع السجاد محمد الفتال، عارضًا أنواع السجاد متنوعة، فبعضها من الصوف وبعضها من الصوف المطعم بالحرير يبنى على «الفرنشة» التي توجد في الأطراف وكلها خيوط حرير، وهذا النوع يبدأ المتر فيه من 10 آلاف جنيه، على حسب مقاس السجادة.

بعض من هذا السجد يكون من الحرير الخالص وتكون 64 عقدة وهي أعلى أنواع السجاد الحرير وسعر المتر منها 25 ألف جنيه، فيما يوجد نوع آخر يسمى «بامبو سيلك» من أنواع الكليم والمتر منه في حدود 1900 جنيه.

أما السجاد الصوف فيبدأ من حوالي 49 عقدة، حسب المقاس، لأن البيع يكون بالمتر وليس بالقطعة، فعلى سبيل المثال إذا كان متر السجاد 6000 جنيه، فيتم حساب السعر حسب مربع السجادة، أما الكليم، فيكون سعر المتر منه حوالي 1000 جنيه على حسب مقاس السجادة أو الكليم.

يمكن تغيير ألوان الرسومات في سجاد أو كليم، فيستغرق الكليم مدة حوالي شهر إلى شهر ونصف، أما السجاد فيستغرق وقت من 3 إلى 5 أشهر لأنها تنفذ بالعقدة، حسب «الصنايعي» لأنه لا يتم تغييره فإذا مرض أو حدث معه أي ظرف لا يستكمل تنفيذ السجادة صنايعي آخر.

لكن يبقى أحد أسرار المهنة أن لكل سجادة «صنايعي» فإذا تغيب لأي ظرف يحاول «صنايعي» آخر استكمالها والعمل بنفس النمط، لأنها تتم بما يسمى بـ«الدق»، وهو ما يجعل الناس أحيانًا تنجذب لها ويرجع ذلك لأنها تمت بأيادي مختلفة فلم يحدث الدق بنفس الشكل.

أما زبائن هذا النوع من السجاد فهم مصريين وعرب وأجانب، حتى الجيل الجديد أدرك من خبرات الأهل أن هذه الأنواع من السجاد هو الأفضل ويعيش طول العمر، على خلاف السجاد بالماكينات فشكله قد يكون مبهرًا لكن مع الاستخدام والغسيل تتلف سريعًا، فيضطر الشخص لرميها وشراء جديد بسعر أغلى.

 

أما الجديد في السجاد اليدوي، فهو إخضاعها للصيانة سنويًا بإحضار السجادة للبائع، فأصعب ما في السجاد البرواز الذي يكون في الجوانب، و«الفرانشات» الموجودة على الأطراف، ويجب الاعتناء بهم جيدًا، وفي حالة الاحتياج لتنظيف السجاد من أي بقعة أو حرق سحائر أو أي شيء يحدث فيها لابد من إرجاعها للبائع لأن لديه طرق للتنظيف دون التأثير على جودتها، لأنه في حالة ترك أي بقعة على سبيل المثال سواء مياه أو عصير أو قهوة أو غير ذلك فيحدث ما يسمى بـ«حمو» للسجاد، وهم ما يجعل السجاد «شايط» ويتقطع بسهولة.

 

وفي حالة وقوع مياه على السجاد مثلا، لابد من وضع إسفنج أو فوطة لامتصاص الماء، ثم يتم تعريضا للهواء في البلكونة، أو تسليط مروحة عليها، وفي حالة الرغبة في تنظيفها سريعا بالصابون نقوم بذلك ولكن يتم امتصاص الماء سريعًا أيضًا وتنشيفه كما ذكرنا مع عدم تبييتها وعليها أي مياه، لأن الماء عدو السجاد.

 

أمام ذلك، يستطيع الصنايعي المحترف اختبار الحرير المميز للسجاد فالجيد يتم إحضاره من الصين وهو أعلى الأنواع، إذا تم حرق فتلة من «الفرنش» الموجود في هذا السجاد تتحول إلى رماد، أما النوع الرديء الصناعي عند إشعاله يكون أشبه بالبلاستيك فينزل منه نقط إثر الاشتعال وهذا يكون حرير صناعي.

 

وأيضًا نوع الصباغة المستخدمة تفرق من سجادة لأخرى، فالأفضل والتي نستخدمها هي النوع السويسري، فلا تخرج ألوانها مهما حدث، ومن يشتري السجاد عليه أن يستخدم منديلًا والمسح به على السجاد للتأكد من نوع الصبغة ومعرفة إن كانت من النوع الجيد أم من النوع الرديء الذي يطبع ألوانه في المنديل، ويظهر هذا من رد فعل البائع فعندما يبيع النوع الرديء يرفض تجربة المنديل لعدم إتلاف السجادة.

 

أصعب رسمة كانت تُنفذ لأحد أمراء السعودية، وطلب سجادة عليها قصيدة شعرية، وهي صعبة لأنها تتم عن طريق الكتابة، وتم تصميمها بخيوط حرير وأجزاء منها خيوط فضة مطلي ذهب، وهذا النوع يكون بتوقيع عقد فيه شرط جزائي في حالة إن لم يتم تنفيذ الألوان والجودة وفقا للاتفاق.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة