الجمعة، 20 نوفمبر 2020 - 12:29 ص

قال أحد ملوك الفراعنة وهو على فراش الموت إنه يستقبل الموت سعيدا مطمئنا لأنه سيتحرر من أعباء الحكم والنساء!

وليس معنى هذا أن بناة الأهرام كانوا جميعا من طبيعة روميو ودون جوان وتوفيق الحكيم.. وأنهم بنوا الأهرامات هربا من حواء!

فقد ثبت أن معظمهم دفنوا مع زوجاتهم.. ولكن واحدا منهم لم يفكر في دفن حماته معه! ولعل السبب هو أنهم كانوا يؤمنون مثلنا بأن هناك حياة ثانية ولذلك دفنوا الحماوات بعيدا عنهم حتى لا يلتقوا بهن في الحياة الآخرة.
وقد قاد العلماء إلى دراسة عهد الفراعنة والبحث عما كان يجول في هذه العقول الجبارة التي استطاعت أن تصل إلى مدينة عجز العالم عن الوصول إليها، بعد خمسة آلاف سنة.

وقد كلفت دائرة المعارف البريطانية المهندس نورمان بل جيديس أن يقوم بدراسة علمية للطريقة التي اتبعها قدماء المصريين في بناة الأهرامات وقد أعد هذا المهندس تقريرا في ألف صفحة مزودا بالصور الفوتوغرافية وبمناظر تخيلها عن طريقة بناء الأهرام.

وجاء في هذا التقرير ما يأتي: يعد هرم الجيزة الأكبر أعظم بناء حجري في العالم فهو يزن 5750 ألف طن من الحجر الأبيض، بينما إن عمارة الإمبراطورية التي تفخر بها الولايات المتحدة لا يزيد وزنها علي 305 ألف طن أي ما يوازي جزء من عشرين من وزن الهرم الأكبر.

ولم يكن لدي قدماء المصريين من الآلات الرافعة والأدوات إلا الحبال، ولكن معرفتهم بالعلوم الرياضية والهندسية فاقت حد العجب والإعجاب.

ولكن كيف استطاعوا أن يرفعوا الأحجار التي كانت تتراوح في الوزن بين طنين وثلاثين طنا كل هذا الارتفاع الشاهق؟

أعتقد أن بناة الأهرام اعتمدوا علي النيل، كما يعتمد عليه المصريون حتي الآن، فقد انتهز الفراعنة فرصة فيضان النيل، وسخروا مائة ألف عامل لنقل الأحجار في مئات القوارب من جبال طرة.
وأقام الفراعنة سطوحا منحدرة كما هو مبين بالصورة، أقاموها من الطين وراحوا يدفعون الأحجار من النيل إلي ذلك المستوي الشاهق.

وقد بني خوفو لزوجته حجرة في مستوي سطح الأرض وبني لنفسه حجرة في الطابق الأربعين، وطبقا الأهرام 137 طبقة.

وقد دفن خوفو في الأهرام سنة 2700 قبل الميلاد ومعه النفائس الثمينة والزخائر الضخمة، ثم سدت النفق المؤدي إلي حجرته بأحجار الجرانيت الضخمة، غير أن هذه الأحجار لم تمنع اللصوص السطو علي تابوت خوفو، ونهب ما به من النفائس هذا ما ورد في تقرير المهندس البريطاني.

وقد قال لنا سليم حسن بك أنه يعتقد أن الأحجار التي استخدمت في بناء الأهرام قطعت من محاجر اكتشفها سليم بك بجوار الأهرام أما الأحجار التي نقلت من جبل الطور فإنها استعملت من جبل الطور لبياضها ونعومة ملمسها، وقد أزالت السنون هذا الغطاء الجميل.

ويقول سليم بك: إن قدماء المصريين توصلوا منذ خمسة آلاف سنة إلي اختراع البكرات التي تستعمل لرفع الأحجار الضخمة وقد عثروا حديثا علي بكرتين من الجرانيت تدار بواسطة ثلاثة حبال وجدت إحداهما في بعض منازل مدينة الهرم الرابع، ووجدت الأخرى في معبد الهرم الثاني.

هذا ما نشرته جريدة أخبار اليوم في عددها الـ 61 الصادر في 5/1/1946 تحت عنوان (كيف بنوا الأهرام؟)

 اقرأ أيضًا| استقالة عضو "الأهلي" قبل مباراة الزمالك بيومين