صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


جانب آخر من حياة سفاح الإسكندرية.. راقص وكاتب قصص رومانسية

إسلام دياب

الجمعة، 20 نوفمبر 2020 - 03:06 ص

لدى معظم الناس جانب آخر في حياتهم يعيشونه بعيدًا عن صخب الحياة وضغوط العمل والإرهاق اليومي ليجدوا فيه الراحة والهدوء التي تحقق لهم التوازن والاستقرار في حياتهم.

ولكن في حالة وجود مجرم قاتل يكون عنده إراقة الدماء أهون ما تكون وإدخال الرعب في نفوس الآخرين هوايته يكون الجانب الآخر في حياته مختلف والذي يشمل أسرته من تعامله مع زوجته وأولاده.

والسؤال هنا : هل يختلف تعامله اليومي في الحياة عن الذين يشكلون له الجانب الآخر من حياته .. هذا ما حدث مع محمود أمين سليمان سفاح الإسكندرية الذي اختار شريكة حياته فتاة ممتلئة لاهي بالجميلة ولاهي بالدميمة، عيناها قويتان كعيني منوم مغناطيسي، تتمتع بخفة ظل بنات بحري وهي جريئة جدًا بدليل أنها عاشت معه وهو لص يعبث بأرواح الناس وشهدت أحداثا لا تستطيع أن تشهدها إلا امرأة قوية الأعصاب ولها قلب من حديد..

وفي حوار لزوجة السفاح وتدعى «نوال عبد الرؤوف» لمجلة آخر ساعة في عددها رقم 1334 والصادر في 18 مايو 1960 تتحدث عن زوجها بطلاقة وكأنها تقرأ من كتاب.. إنها تعرفه جيدا وتقول عنه أنه لو سخر ذكاؤه في الخير، لكان الآن نجما لامعا في المجتمع، ولكنه سيىء الحظ..

نوال كانت منذ الليلة الأولى لها مع هذا الرجل تعلم أنه لص ومجرم، ومع ذلك لم تنفصل عنه ولم تهرب منه، ولم تخجل من الحياة معه، بل أنها لم تفكر حتى في الطلاق منه..

قال لها السفاح في ليلة الزفاف انه لا يحبها وعلى الرغم من هذا فإنها عاشت معه حتى رأته يحبها لدرجة العبادة!، ثم انقلب عليها وخشيت على حياتها منه، لدرجة أنها لم تصدق أنه قتل أو مات حتى جاءت لترى بعينيها جثته في المشرحة..

حلمت الفنانات وقتها مديحة يسري وتحية كاريوكا وهدى سلطان أن تقوم بتمثيل دورها على الشاشة، إلا أنه عند سؤالها من التي ترشحينها لتلعب دورك في القصة؟، أجابت أقرأ القصة أولا ثم أبدي رأيي .. إنها هذه الفتاة الاسكندرانية التي داب فيها محمود أمين سليمان وجدًا وحبًا وغرامًا وغار عليها لدرجة الجنون .. فمن أجل سواد عينيها سرق وقتل ونهب، بل أنه ضرب شابا في الاسكندرية بالكرباج عندما علم أن الشاب غازل زوجته في الطريق.. وتأتي الأسئلة كالتالي:

هل كان زوجك من هواة الكتابة؟      - نعم.

أي نوع من الكتابة؟                   - القصص.

هل كنت تقرئين له؟                   - قرأت له قصة واحدة.

ما نوعها؟                             - غرامية .. ولكنها لا تخلو من المغامرات..

كيف تبدأ وكيف تنتهي؟             - بدأت في القاهرة وانتهت في جبل لبنان ومن العجيب أنه أنهى قصته بنفس النهاية التي انتهت بها حياته فقد مات بطل القصة في مغارة بجبل لبنان أثناء مطاردة الشرطة له.

هل كان يتشاءم ويتفاءل؟

قالت : كان يتفاءل عندما يرى فراشة بيضاء تحوم حول لمبة النور وكان يتشاءم من الفراشة السوداء، وكان يتشاءم من الكبيبة فلقد أعددها وجبة الكبيبة أربع مرات وفي كل مرة كان رجال الشرطة يجيئون للقبض عليه قبل أن يذوقها ولهذا حرم على نفسه تناول الكبيبة!.

وأن زوجها كان أنيقًا جدًا وأنه كان يلبس القمصان اللينو، وأنه كان يدفع في القميص الواحد أربعة جنيهات، وأنه كان يلبس قميصين في اليوم أثناء الصيف، وقالت أنه كان يعتدي عليها بالضرب إذا قدمت له الملابس الداخلية أو الجوارب دون أن تبعث بها للمكوجي.

لا يتناول الطعام وهو جالس

وقالت أن زوجها كان يتناول طعامه وهو واقف وأنها لم تر في حياتها جالسا إلى المائدة أبدا .. كان دائما في حالة قلق، وكان سريع الحركة في كل شيء وكان أيضا يجيد كل أنواع الرقص.

هل كنت تعرفين مواعيد عمله؟     - من الثانية عشرة إلى الخامسة صباحا.

لقد قلت أنه كان يحبك لدرجة العبادة؟ - وأكثر من العبادة!.

هل كنت تبادلينه حبا بحب؟

كان يضربني كثيرا وكان يقسو على أنه كان يجرحني بالسكين أو بالمقص أو بأي شيء يجده أمامه ورغم ذلك لم أكن أكرهه.

لماذا؟   - لأنه كان زوجي.

هل كان يُقصر في مصروف البيت؟   - لا.

هل كان يحب ولديه؟   - جدًا.

لأية درجة؟  - لدرجة أنه كان يراقص ابنته على أنغام الموسيقى المنبعثة من الراديو.

هل كان يعود إليك بمسروقاته؟  - لم يحدث أبدًا.

ومع ذلك فقد كنت تعلمين أنه لص؟ - طبعا.

منذ متى؟   - منذ الليلة الأولى.

لماذا لم تطلبي الطلاق؟  - رضيت بقسمتي.

ولكنك بمعاشرتك له كنت تعرضين نفسك للسجن؟

كان يفرض على حمايته ولم يحدث أن أقحمني معه في جرائمه.

هل ترجحين أنه قتل أم انتحر؟

أرجح أنه قتل .. محمود لا ينتحرأبدًا.

لماذا؟

لأنه كان جبانا .. وكان يحب نفسه جدًا .. كانت تهون عليه أرواح الناس .. ولكنه لا يجرؤ على أن يجرح نفسه بدبوس.

اقرأ أيضا

«سفاح الجيزة» يرشد عن مكان جثة ضحيته المدفونة بالإسكندرية.. فيديو
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة