الجمعة، 20 نوفمبر 2020 - 04:23 ص

كشفت «بوابة أخبار اليوم» النقاب عن أسرار ومقومات السياحة بمحافظة المنيا وتم إلقاء الضوء على الاكتشافات الأثرية بالمنيا منذ عام 2017 ودور الآثاريين بها وتلقي دراسة أثرية لأحمد مصطفى مفتش آثار منطقة تل العمارنة بظلالها على معالم وأسرار مقابر وقصور ومعابد مدينة تل العمارنة الأثرية المدينة المهجورة التي تقع على بعد 10كم من مدينة ملوى بمحافظة المنيا.

ويشير الباحث الآثاري أحمد مصطفى أن تل العمارنة كانت مهجورة قبل إختيار إخناتون لها كعاصمة للبلاد ولم يستمر عمر المدينة أكثر من سبعة عشر عاما، حيث عاش بها ملكان بعد إخناتون وهما سمنخ كارع وتوت عنخ آتون قبل رجوعه إلى طيبة وهجرته هو وكل من معه في المدينة ثم أصبحت المدينة مهجورة، حيث لم يجرؤ أحد على سكن المدينة فيما بعد في كل العصور التاريخية التي تليها وذلك بسبب إرتباط المدينة بالمعبود آتون والذي قام كهنة آمون بمسح أي لقب مرتبط بذلك المعبود بل واعتبروا المدينة ملعونة.

ومن جانبه يلقي خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على معالم هذه الدراسة، موضحًا أن أهم ما كانت تحويه مدينة إخناتون مجموعة من المقابر وصل عددها 26 مقبرة نحتت في الصخر وأحد تلك المقابر كان مخصص لدفن العائلة الملكية

وأخذت نفس تصميم المقابر في وادى الملوك مكونة من ممر منحدر به ثلاثة ممرات متفرعة منه ولم يدفن فيها سوى الأميرة ماكت آتون إبنة الملك إخناتون والتي توفت أثناء فترة حكمه أما باقي المقابر الخمس والعشرون فخصصت لأفراد الطبقة الحاكمة والنبلاء في عهد الملك إخناتون وإنقسمت إلى ست مقابر في الجانب الشمالي من المدينة وتسعة عشر مقبرة في الجانب الجنوبي وتشابهات بشكل كبير الموضوعات التي صورت علي جدران تلك المقابر، حيث كان أهمها زيارة الملك والملكة للمعبد الآتوني وأيضا منظر الملك والملكة وبناتهم وهم في وضع التعبد للإله آتون داخل معبده وقد تحرر الفنان من القيود في تصوير بعض الموضوعات التي تخص الملك وأسرته، حيث صور إخناتون في أحد المقابر وهو يقبل زوجته نفرتيتي أيضا صورت نفرتيتى في أحد المقابر وهي ترضع أحد بناتها وهي موضوعات كانت نادرة التصوير على جدارن المقابر خاصة الملكية.

ويوضح الدكتور ريحان أن أصحاب مقابر تل العمارنة من طبقة النبلاء منهم (آى) أحد كبار النبلاء فى المدينة وأيضا والد الملكة نفرتيتى ومقبرة (ماحو) رئيس الشرطة في عهد الملك إخناتون ومقبرة (حويا) المشرف على الحريم الملكى وعلى بيت المال ومقبرة (مرى رع) الكاهن الأكبر وكبير الرائيين للمعبود آتون وهو منصب دينى رفيع، كما تحوى المدينة قصرين بقيت أطلالهما وهما القصر الجنوبي ويخص الملك إخناتون ويقع بالقرب من معبد آتون الكبير ويحتفظ المتحف المصري بجزء من أرضية القصر والقصر الشمالي ويعتقد أنه بنى من أجل أحد بنات إخناتون وهي الأميرة (مريت آمون) وكانت المدينة تضم أكثر من حى سكنى إختلطت فيها أحيانا منازل العمال بالنبلاء إلّا أنه كانت هناك مدينة خاصة بالعمال بقياها موجوده حتى الآن ومن أهم النماذج بيت النبيل "بانحسي" وبيت الوزير "نخت".

وعن معابد المدينة يشير الدكتور ريحان إلى أن تل العمارنة تضم معبد لآتون ولكن أهمها ما يعرف بالمعبد الآتونى الكبير والذى شيده الملك إخناتون للإله آتون وهو المعبد الرئيسى بالمدينة وكان أكبرها، حيث وصل طوله إلى 1كم تقريبا من الشرق الى الغرب و 250م من الشمال إلى الجنوب والذي يختلف تصميمه عن معابد الدولة الحديثة فهو أقرب إلى معابد الشمس فى الأسرة الخامسة حيث تميز بعدم وجود سقف وذلك ليسمح بدخول ضوء الشمس ومعظم أجزاء المعبد شيدت بالطوب اللبن عدا الأعمدة والبوابات وكان يحيط بالمعبد سور كبير طوله 800م وعرضه 300م  ويتوسط جداره الغربى مدخل على هيئة صرح بين برجين عاليين من الطوب اللبن.

اقرأ أيضا

حكاية صورة.. صاندل الملك توت عنخ آمون قطعة «فريدة ومذهلة»