محمد عبدالوهاب موسيقار الأجيال
محمد عبدالوهاب موسيقار الأجيال


مارك أنطوني يحمي «عبدالوهاب» من بلطجية وسط البلد

إسلام دياب

الجمعة، 20 نوفمبر 2020 - 12:22 م

في حياة النجوم الكثير من المواقف الصعبة التي تعرضوا لها خاصة في بداية مشوارهم الفني، وعلى رأس هؤلاء كان محمد عبدالوهاب موسيقار الأجيال الذي عاش حياة صعبة للوصول إلى قمة المجد والنجاح، ومن بين تلك المواقف التي عاشها هذه الواقعة التي توضح مدى حب الجمهور له وغيرة الفنانين من إعجاب الجمهور به على حساب تاريخهم ومشوارهم الفني الكبير.

ظهر محمد عبدالوهاب على المسرح أمام الجمهور لأول مرة في أواخر عام 1927 في «أوبريت» كليوباترا ومارك أنطوني، وكان عبدالوهاب متهيبًا جدًا من الظهور أمام منيرة المهدية وحنجرتها الذهبية القوية الجبارة، ولكن زملاءه شجعوه وكادوا أن يدفعوه بأيديهم إلى المسرح، ونجحت «الأوبريت» نجاحًا كبيرًا، واستمر تمثيلها نحو شهرين.

وكان ممكنا أن يدوم عرضها لمدة أطول لولا الخلاف الذي نشب بين منيرة المهدية وعبدالوهاب، ذلك أن سلطانة الطرب ولأول مرة في تاريخها الفني المملوء بالأمجاد وبالهتاف والتصفيق الحاد لأول مرة يقاطع الجمهور غناءها ويوقفه لكي يستعيد غناء هذا المطرب الناشئ الصغير الذي اسمه محمد عبدالوهاب، وتكررت مقاطعة الجمهور لها، واستعادته للألحان التي كان يغنيها محمد عبدالوهاب.

وهكذا بدأ الخلاف، وبدأت سلطانة الطرب تضيق ذرعًا بالاتفاق المعقود بينها وبين المطرب الناشئ الصغير، وخرجت أخبار هذا الخلاف إلى شارع عماد الدين، وكان في الشارع المذكور يومئذ «دولة» للبلطجية، وكان هؤلاء البلطجية يفرضون حمايتهم على المسارح والملاهي والكباريهات في مقابل إتاوة أو ضريبة معلومة .. ماذا وإلا حطموا الملهى أو الكباريه وطفشوا الزبائن.

وكانت السيدة منيرة المهدية سخية اليد لا ترد سائلًا عن بابها، وكان هؤلاء البلطجية يحبونها ويحترمونها ويسعون دائمًا لمرضاتها، ثم اتصل بهم أمر الخلاف بينها وبين هذا المطرب الناشئ الصغير، وقرروا – مرضاة للست وبدون علمها وإذنها – أن يعطوه علقة ساخنة عند باب المسرح لكي يتأدب في حق سلطانة الطرب.

واتصل خبر هذه المؤامرة ببعض أصدقاء عبد الوهاب ونصحوه بالانقطاع عن الذهاب إلى المسرح، وعمل عبدالوهاب بالنصيحة وانقطع فعلا، وهكذا نجا من أول محاولة اعتداء، وسرت السيدة منيرة المهدية بانقطاعه عن العمل، وأسندت دور كليوباترا إلى مطربة أخرى، وقامت هي بدور مارك أنطوني بدلا من محمد عبد الوهاب.

ويروي هذه الواقعة الكاتب الصحفي الكبير محمد التابعي في عدد مجلة آخر ساعة رقم 1334 الصادر في 18 مايو 1960 والتي رأس تحريرها لفترة طويلة متذكرًا تلك الواقعة كما يقول: «وقفت بجانب فراش محمد عبدالوهاب في مستشفى الكاتب ونظرت إلى وجهه المحتقن من أثر «البنج» وصدمة الجروح .. ومرق في ذاكرتي بسرعة البرق شريط طويل من الذكريات .. ذكريات 25 عامًا فقد عرفت عبد الوهاب في عام 1925 وكان فتى قمحي اللون نحيل الجسم نحيفًا مرهف الحس خجولًا منطويًا على نفسه .. وكتبت يومئذ عنه في جريدة الأهرام وكان ما كتبته أول كلمة تنشر في صحيفة ما عن المطرب الذي قدر له أن يصبح آية عصره في التلحين والأداء .. وقال لي يومئذ أمير الشعراء المرحوم أحمد شوقي بك أن عبد الوهاب بكى تأثرًا بعد أن قرأ ما كتبته عنه»، ليسرد تفاصيل الواقعة السالفة البيان.

اقرأ أيضًا| 

جانب آخر من حياة سفاح الإسكندرية.. راقص وكاتب قصص رومانسية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة