الجمعة، 20 نوفمبر 2020 - 03:06 م

بكين - عامر تمام

أعلن السفير المصري في الصين الدكتور محمد البدري أن مصر نجحت في مكافحة الإرهاب عبر تبنيها لاستراتيجية تقوم على أربعة محاور هي: الإصلاح الاقتصادي والتنمية، ونشر المفهوم الصحيح للإسلام، بالإضافة إلى البعد لأمني والعسكري، والحفاظ على حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن جماعة الأخوان المسلمين الإرهابية هي أحد الأسباب الرئيسية لانتشار التطرف وتشويه الإسلام.

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها السفارة المصرية في الصين تحت عنوان "استراتيجية مصر الناجحة في مكافحة الإرهاب"، بمقر السفارة في بكين، بحضور عدد من كبار المسؤولين الصينيين ولفيف من السفراء العرب والأجانب.

قال البدري خلال استعراض الاستراتيجية إن مصر  طبقت برنامجا جريئا للإصلاح الاقتصادي تحت إشراف فريق اقتصادي يتمتع بصلاحيات كبيرة لتنفيذ هذه الإصلاحات ورسم مسار اقتصادي مستدام يجابه التحديات مع مراعاة البعد الاجتماعي.

وأوضح أنه نظرا لأن أغلب الأعمال الإرهابية تركزت في شبه جزيرة سيناء، فإن الحكومة أنفقت نحو 180 مليار جنيه ( 11.5 مليار دولار) على مشاريع تنموية هناك خلال 6 سنوات لربطها بباقي محافظات الدولة.

اقرأ أيضًا: سفير ألمانيا بالقاهرة: مشاريع التعليم العابرة للحدود فرصة عظيمة لمصر وألمانيا

وأضاف البدري، أن نتيجة هذا البرنامج الإصلاحي بدأت تتجلى، حيث تمثلت في تحقيق نمو بنسبة 5.6 في المائة لعام 2018 /2019، فيما كان النمو المستهدف لعام 2019/2020 أكثر من 6 في المائة، إلا أنه تم تسجيل 3.6 في المائة بسبب تداعيات جائحة كورونا؛ لتكون مصر رغم ذلك ضمن عدد قليل جدا من الدول على مستوى العالم التي تحقق نموا إيجابيا في ظل الجائحة.

وحول المحور الخاص بالمفهوم الصحيح للإسلام، قال البدري، إن الدولة عملت من خلال مؤسساتها الدينية الوسطية العريقة كالأزهر الشريف على توضيح الصورة الصحيحة للإسلام داخليا وخارجيا في مواجهة التطرف، حيث تم إنشاء مرصدا لمكافحة التطرف ومركزا للترجمة بـ12 لغة يقدم ردودا واضحة على مختلف التساؤلات والفتاوى.

 وأشار البدري، إلى أن جهود مكافحة الإرهاب يكفلها الدستور والقانون بموجب المادة 237 من الدستور التي تؤكد بوضوح مسؤولية الدولة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، مشددا على أن القانون يضمن محاكمات عادلة وشفافة للمتورطين في أنشطة إرهابية.

وأوضح البدري، أن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية هي أحد الأسباب الرئيسة لانتشار التطرف وتشوية صورة الإسلام، لافتا إلى أن العديد من الحركات الإرهابية انبثقت عنها أو مرتبطة بها، تحت أسماء مختلفة، ولكن الهدف لجميعها واحد، وهو تنفيذ أعمال تخريب وجرائم إرهابية، منبها إلى أن وصول جماعة الإخوان للسلطة في مصر عام 2012 تسبب في تدهور الأوضاع في البلاد على كافة الأصعدة.

وقال البدري، إنه رغم القدرات الكبيرة للجيش المصري الذي يحتل المرتبة التاسعة عالميا وإمكانية القضاء على كافة الأنشطة الإرهابية في سيناء خلال 24 ساعة، إلا أنه حرصا على أرواح وممتلكات المدنيين يتم التعامل مع هذه العناصر الإرهابية بحرص وحرفية شديدين.

وأكد البدري، أن مصر تحظى بدعم دولي واسع لجهودها في مكافحة الإرهاب، وتتعاون بشكل وثيق مع غالبية الدول في هذا الإطار.

وأشار البدري، إلى أنه نظرا للأوضاع غير المستقرة على الجبهة الغربية ليبيا ووجود مخاوف من احتمال عبور متطرفين وإرهابيين إلى داخل الأراضي المصرية من هذه الجبهة ما يشكل تهديدا للأمن القومي المصري، خرج الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا ليعلن أن (سرت-الجفرة) خط أحمر.

كما تم خلال المحاضرة استعراض  جهود القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب ودعم مقومات التنمية في مصر، حيث تعمل القوات المسلحة مع مختلف مؤسسات الدولة والقطاع الخاص لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين في شبه جزيرة سيناء عبر تنفيذ العديد من المشروعات التنموية في شتى القطاعات.