آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

متى يصل لقاح كورونا الجديد للدول الفقيرة؟

آمال المغربي

السبت، 21 نوفمبر 2020 - 06:56 م

 

فى الوقت الذى تقترب فيه الشركتان الأمريكية والألمانية من الحصول على ترخيص طارئ للقاحهما المضاد لفيروس كورونا لدى وكالة الأدوية الأميركية، لتكونا أولى الشركات المصنعة للقاح فى الولايات المتحدة.. يتردد تساؤل فى معظم دول العالم النامى هو: متى ستحصل هذه الدول على اللقاح فى ظل تهافت الدول الغنية على حجز مليارات اللقاحات التى ستنتج اولا لمواطنيها؟ وهل تستأثر الدول الغنية بلقاح كورونا المستجد على حساب الفقراء؟
سؤال يحمل بين طياته مشكلات مالية وأخرى أخلاقية.
ومع طرح معظم الدول الغنية خططا لبرامج تلقيح مواطنيها ستستمر حتى نهاية العام القادم، يحذر الخبراء من العقبات التى ستواجه الدول الفقيرة فى الحصول على اللقاح الاخير. حيث يبدو ان هذه الدول ستنتظر لقاحات اخرى فى طور التجارب حيث يوجد حالياً أكثر من ثلاثين لقاحاً محتملاً آخر لكوفيد-19 قيد التطوير، 11 منها كانت فى المرحلة الثالثة من التجارب، أى قبل الأخيرة التى تمنح خلالها الموافقة.
اما اللقاح الجديد فتتوقع مجموعة «فايزر» الأمريكية وشركة «بيونتيك» الألمانية توفير ما يصل إلى 1.3 مليار جرعة العام القادم.. سارعت الدول الغنية بشرائها مسبقا قبل أن يعرف ما إذا كان هذا اللقاح سينجح ام لا.. الولايات المتحدة مثلا طلبت 600 مليون جرعة، وحسب مسئولين لم يتبق الكثير من الجرعات للدول الأخرى. وهو ما يؤكد عدم وجود ضوابط تضمن التوزيع العادل للقاح.. ولهذا فمن غير الموقع أن يتوافر جزء كبير من الدفعة الأولى من اللقاح الجديد الذى تصل تكلفته 40 دولارا (يعطى على جرعتين) للدول الفقيرة.. وكانت منظمة الصحة العالمية توقعت الطلب المفرط على أى لقاح معتمد، ولذلك أنشأت مبادرة «كوفاكس» فى ابريل الماضى لضمان التوزيع العادل للقاحات، وهى تجمع للحكومات والعلماء والمجتمع المدنى والقطاع الخاص يضمن أن تصل بعض الجرعات على الأقل للدول الأقل تقدماً من خلال اتفاقات الشراء الخاصة بها وهو ما سيُتأكد من مصداقيته فى الايام القادمة.
ويحذر الخبراء من عقبات اخرى ستواجه الدول الفقيرة حتى لو تحقق التمويل للحصول على اللقاح منها مشكلة نقل الجرعات. فيجب تخزين اللقاح فى مكان تبلغ حرارته -70 درجة مئوية بينما «معظم الثلاجات فى غالبية المستشفيات حول العالم تصل حرارتها إلى -20 درجة مئوية». وحتى لو توافرت اللقاحات فى الأشهر المقبلة، تبقى عقبة أخيرة وهى عدم الثقة فى حملات التلقيح، التى تقوم بها الهيئات الصحية فى تلك الدول.
هذه المعضلة ألاخلاقية ناقشها باحثون فى جامعة «نورث إيسترن» فى الولايات المتحدة من خلال دراسة تبحث فى الصلة بين الوصول إلى اللقاح والوفيات الناجمة عن كوفيد-19.
ووضعوا سيناريوهين، الأول يبحث فى ما قد يحدث إذا احتكرت 50 دولة غنية أول مليارى جرعة من اللقاح. والثاني، يوزع اللقاح على أساس عدد سكان الدولة بدلاً من قدرتهم على دفع ثمن اللقاحات.
وتبين فى السيناريو الأول، انخفاض الوفيات الناجمة من كوفيد-19 بمقدار 33 % فى أنحاء العالم. أما فى الثاني، فنسبة انخفاض الوفيات تصل إلى 61%.
حتى ذلك الحين، وحتى يبقى اللقاح فى متناول ايدينا من الضرورى جدّا مواصلة الالتزام بالقواعد الصحية المعروفة ومنها غسل اليدين والحفاظ على مسافة الأمان والكمامة وأقل عدد ممكن من التواصل الاجتماعي. فى وجود إجماع يرى أن هذا الشتاء سيكون صعباً ومرهقاً رغم الأخبار السارة حول اللقاح الجديد!!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة