حفيدة " أبو القاسم الشابي "
حفيدة " أبو القاسم الشابي "


حوار| حفيدة «أبو القاسم الشابي»: التونسيون يصفون «السيسي» بقاهر الإخوان

محمد زيان

الأحد، 22 نوفمبر 2020 - 12:08 ص

 

   نأمل أن يسير « قيس السعيد» على خطى « السيسي»

   الجيش أنقذ مصر بلد الثقافة والمثقفين

  الغنوشي عميلاً صهيونياً تخالف مع تركيا لتحويل تونس لولاية عثمانية

   زيارة زعيم مصر  لتونس بادرة للتخلص من خطر الإخوان

  الإسلام السياسي لعبة رخيصة وحقيرة لتدمير الدول العربية

 التونسيون يلقبون الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ قاهر الإخوان، هكذا تحدثت الأديبة والشاعرة  التونسية رجاء الشابي، حفيدة الشاعر التونسي المعروف « أبو القاسم الشابي» لبوابة أخبار اليوم، عن  جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة الإرهاب بالتنمية،  ومواجهة مصر لجماعة الإخوان وخطرهم، والغنوشي وجماعته ودورهم الذي يلعبوه في تونس، وإلى أين يجرونها في ظل علاقتهم مع تركيا وقطر والدول الداعمة للإرهاب ، والدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في إنقاذ تونس من خطر هؤلاء أجمعين.

طرحنا عليها أسئلة كثيرة في أول حديث لها للصحافة المصرية ، فإلى الحوار:

" توحيد"

 في البداية سألناها : كيف ترين زيارة الرئيس السيسي لتونس  ومشاركته في القمة العربية السابقة ؟ وكيف يراها المثقفون

أنا لا أقسم الشعب التونسي حسب المثقف وغير المثقف، بل حسب الوطني والخائن لأن الكثير من المثقفين انخرطوا في سياسة المصالح الخاصة والطمع في المناصب والخضوع لشيخ الإخوان في تونس الذي وضع البلاد في المزاد العلني ويسعى جاهدا لجعلها إيالة عثمانية حسب تكتيك الاخوان في تدمير الأوطان وطمس حدودها وتأسيس خلافة تركية مبنية على الغدر والعمالة الأجنبية، وزيارة الرئيس «السيسي» كانت لتونس  ومشاركته في القمة العربية السابقة حدث مفرح وجميل لكل الوطنيين الذين يسعون لحماية تونس من خطر الإخوان والإسلام السياسي ورغم أن " الغنوشي"  أكد أنه لن يستقبل " السيسي "، فالشعب التونسي الحر يستقبله بحفاوة ونحن لا نعتبر الغنوشي تونسيا بل عميلا صهيونيا لتركيا ولقطر ولا يشرفنا ولا يشرف رئيس مصر أن يكون الغنوشي من ضمن مستقبليه فالرئيس السسي هو قاهر الإخوان كما يسميه التونسيون.

 

 وهل كان وجود الرئيس السيسي  أهمية  في حل أزمة تونس من وجهة نظرك ؟

هذه الزيارة مهمة لأنها هدفت إلى توحيد القوى لأجل مواجهة خطر الاخوان والإسلام السياسي وتوطيد العلاقات بين البلدين .

ماذا  عن التعاون المشترك في مواجهة الإرهاب؟

 هناك تعاون مشترك بين البلدين في مواجهة الإرهاب، وكلنا أمل وثقة في جدية نوايا الرئيس السيسي في هذا الاتجاه ونتمنى أن يسير الرئيس التونسي على خطاه.

 وكيف ينظر الشعب التونسي  لقيادة الرئيس السيسي لمصر ومواجهة للإخوان؟

الشعب التونسي متفائل جدا بوجود زعيم مصر في الحكم، ويرى فيه بوادر الخلاص من خطر الإسلام السياسي وبداية النهاية  للإخوان، لهذا التنظيم الغادر والمدمر للشعوب الحرة.

وما رأيك كشرطية في الشرطة التي قمعت البو عزيزي ودفعته للانتحار مما فجر الثورة التونسية ؟

الشرطيّة لم تقمعه وكانت تقوم بعملها ولم تدفعه للانتحار الآن كشفت الحقيقة، هي منعته من العمل بدون رخصة وقد رد عليها بكلام بذيء وبلفظ أسوأ فصفعته هذا كل ما في الأمر، لما ذهب لاسترجاع أدوات العمل من البلديّة لم يحظ بذالك فحرق نفسه لأنه لا سبيل له للعمل بدون عربته وخصوصا أنه كان يعيل والدته

أانتِ حفيدة الشابي الذي قال إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، وفي نفس الوقت كنتي شرطية ومتهمة بقمع الثورة مما فعلت مع البوعزيزي، أليس تناقضاً؟

أنا أؤمن أن الشرطة لا تمثل أداة قمع بل أداة أمن وحماية للمواطنين  وكأمنيّة كنت دائمة القيام بواجبي على أحسن وجه كنت أدرس المحور العدلي والقانوني للتلاميذ الأمنيين، وكنت اشدد على أمن الدولة وعلى حقوق الانسان وعدم استغلال النفوذ، وأن الحس الأمني يدفعنا لحب الوطن وللذود عنه إلى آخر قطرة دم في عروقنا ودذا دائما إيماني.

هل كان مكون الإسلام السياسي في ثورات الربيع العربي هو الذي أفسد ثمارها المرجوة ؟

الإسلام السياسي لعبة رخيصة وحقيرة وصهيونية جاءت لتعيد رسم الخارطة العربية لصالح قوى اجنبيّة وبإعانة خونة وحكام عرب دمّرو أوطانا عربيّة، الإسلام السياسي مفهوم جديد لأن الإسلام واحد وهو عقيدة لا شأن لها بالأمور السياسيّة وبعيدة كل البعد عن الدراسات الاستراتيجية والعلمية والاقتصاديّة لأنها لو نجحت لكان ذالك في الماضي وفي حياة الرسول أو بعد وفاته غير أن التاريخ يعلمنا أن الخلافات كانت دموية واحتلاليّة ولم يكن هناك مجال لحقوق الإنسان لا لحقوق الطفل ولا المرأة ولا الأقليات، مفهوم الوطن لا يوجد في أي دين فالإسلام مثلا لا يؤمن بالمواطنة ولا بالمساواة أمام الحقوق والواجبات هو يعرف الرعايا حسب جنسهم ولونهم (الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى) هل يمكن لهذا التفريق أن يقع تطبيقه اليوم؟

كيف تقيم المنظومة التعليمية والإعلامية والمؤسسة الديني في القيام بدور واضح ومؤثر في هذا السياق ؟

ليس للموسسة الدينيّة أي دور في الدولة الدين يجب احترامه كتراث وكحرية شخصيّة لا تتدخل في الشؤون السياسية للدولة الخطاب الديني المستند للقرآن لا يمكن تجديده لأه الأحكام التي فيه سقط أغلبها بحكم الزمن مثل العبودية وقطع يد السارق وملك اليمين، تبقى العبادات وهي مجال شخصي تماما.

المثل لبلدي في مصر يقول " ابن الوز عوام "، هل تكملين مشوار "أبو القاسم الشابي "؟

أجابت : هو شاعر أحبّه كثيرا وربما ورثت عنه موهبة الشعر ولي دواوين كثيرة وانا بدأت كتابة الشعر باللغة الفرنسية ولي ديواني شعر بالفرنسية أحدهما صدر حديثاً وانا اعمل لواء شرطة بالمحافظة في تونس وأحب أن اكمل مسيرة العطاء التي بدأها الراحل أبي القاسم الشابي، ووالدي هو الذي غرس فيّ حب الشعر وزرع هذا بداخلي فكان يحضر لي قصائد كبيرة لحفظها، وكان يعطيني على كل بيت أحفظه خمس مليمات مكافأة رمزية، وذات مرة قلت له أين القصائد قال معنديش فلوس، أجبته أن الفلوس لم تعد تهمني لأنني صرت أعشق الشعر.

ورغم أنني لم أكن اكتب بالعربية لأنني كنت ارى فيها صعوبة كبرى في ذالك السنّ وكنت أكتب بالفرنسية لانّ كتابة الشعر باللغة الفرنسية  أسهل بكثير مع وجود الميزان والقوافي التي ليست في صعوبة البحور الشعريّة العربيّة وأنا متأثرة الي حد كبير بالأديب الفرنسي " شارل بودلير " .

وأقول لك إن "أبو القاسم الشابي " ليس هو ملهمي الوحيد في كتابة الشعر، لكن هناك شعراء كثيرون مثل "إيليا أبو ماضي "، " أبي العلاء المعري "، " أحمد شوقي "، و"نزار قباني "احمد مطر".

هل هذا معناه أنك لا تأخذينه مثالاً لكي في تجربتك الشعرية ؟

في تونس مثل يقول " اللّي يعفس على خطوات غيره مايتركش آثار "، ولذك لا أريد ان أقلد " أبو القاسم الشابي " في أشعاره ولا غيره  لكنه مثال يحتذي بالنسبة لي، فأنا أحب "ايليا أبو ماضي " وشوقي ونزار . وأقول لك يشرفني أنني أنتمي لعائلة بها عبقري في الشعر أحمل دمه ولكنه ليس ملهمي الوحيد ولا أقلّده ".

و لكن كيف تعملين "جنرالاً " في الشرطة التونسية وتكتبين الشعر ؟

ليست هنالك غرابة أو مفارقة ، فأنا اكتب الشّعر منذ طفولتي الباكرة ولا يعوقني العمل بالشرطة عن كتابة الشعر ، فكما قلت لك أكتب الشعر والرواية باللغة الفرنسية والعربيّة وباللّهجة التونسيّة

أبو القاسم الشابي كان يقول إنه "حرّ تحت الانتداب الفرنسي " كيف ؟

كان لفرنسا في فترة الانتداب علي تونس دوراً ثقافياً وتنويرياً مهمّاً لا يمكن لأحد أن ينكره وكان الشابي حزينا لعدم اتقانه اللغة الفرنسيّة.

ولكن كيف تنظرين إلى المشهد الثقافي في تونس الان في ظل النظام الحالي ؟

ليس هناك نظام في تونس ،هناك شعب فقط هو الذي يتحرّك ، والثورة لم تأت بشيء إيجابي سوى حرية التعبير ،وأستطيع أن أقول لك إنني آسفة على نتائج الثورة في تونس لانه لا توجد ثقافة تنويريّة جيّدة في وجود الإسلاميين الممثلين في حزب النهضة والذين سيطروا على مقاليد الأمور ويتحكمون في توجيه دفة القرار وصناعته ،بل ويسيطرون علي العقلية الموجودة في كل المناصب الان في تونس ،وانظر الى ما يجري في بلادنا كيف يتمّ تم تخريب كل شيء ، اليوم تونس تسير إلى المجهول لأن النهضة -كما أشرت - تتحكم في مقاليد الأمور وتذهب ببلادنا الى الجحيم .

وكيف تنظرين الى الحالة المصرية من المنظور الثقافي ؟

مصر دائماً بلد الثقاقة والمثقفين ،ووجود الجيش المصري أنقذ مصر من المتأسلمين المجرمين الذين كانوا يريدون تطبيق أفكار بالية لا تصلح في العصر الحالي ولا تتناسب معه ،ونحن كنّا نتمنى ولا زلنا أن يصل للحكم في بلادنا من ينقذها وأقول أنها تحتاج  إلى شبيه بـ"السيسي "لينقذها مثلما أنقذ مصر من قبضة الاٍرهاب ،والذي لا يزال يواجهه ، هؤلاء يريدون تطبيق الخلافة التي لم تعد أنفع للتطبيق في هذا العصر ،وانظر الى الدماء التي سالت في الخلافة والقتلى منذ بدايتها ،٥٠ خليفة أني يزيد قليلاً قتل منهم ٣٣ فيها الخليفة يقتل بالدسائس والسموم والمؤامرات العائليّة والسياسيّة ،هذه هي الخلافة الدمويّة التي يريدون تطبيقها في هذا العصر ؟! هؤلاء الاسلاميون لا يؤمنون بالدولة ولا بحرّية التّعبير ولا بالثقافة ولا بالانسانيّة ،وإنما هم تجار دين يملؤهم الجشع والحقد وهمّهم السلطة وإن أريقت لأجلها الدماء وإعادة الخلافة التي لم تعد تتماشي مع العصر الحديث .

 

كونك السيدة الوحيدة التي وصلت لمنصب قيادي في الشرطة التونسية برتبة "جنرال "، كيف تنظرين الي التجربة المصرية في هذا المجال في ظل وجود عدد كبير من قيادات الشرطة النسائية؟

 لست الوحيدة في تونس بل أعتقد أنني الأولى فقط،  والمرأة التونسيّة عرفت بالتميّز طوال تاريخها، كما أن مصر دولة تمضي في طريق تمكين المرأة من التميّز في مجالات كثيرة ومناصب عدة مثل القطاع الثقافي وهذا يعود لدور مصر الريادي والتنويري في الثقافة والفنون بين الدول العربية.

في بداية العام الدراسي بمصر ذهب أبناء الشهداء إلى المدرسة مع ضباط الشرطة لأنهم فقدوا آبائهم في المعركة مع الاٍرهاب ،كيف ترين هذا بعين المثقف والجنرال؟

 

هذا يبيّن الارادة السياسيّة المصريّة في تكريم الشهداء والعلوّ بهم والقيام بأخذ أبنائهم على عاتق الدولة والوطن الذي استشهدوا لأجله، الشهيد المصري لم يذهب دمه سدى وهذا يثلج الصدر،ومصر تلعب دوراً مهما في مواجهة الاٍرهاب في المنطقة والجيش يقوم بدور كبير في مواجهة الجماعات المتطرفة وقلت لك في بداية الحوار ان الجيش أنقذ مصر من مصير كان محتوما ومظلما ، نجت مصر الان وعادت بلداً في وقت انهارت ودمرت فيه بلاد كثيرة وبلدان عمت فيها الفوضى والفساد مثل تونس التي أٍجو أن تنجو مثل مصر من براثن الجهل والرجعيّة.

 وكيف تنظرين الى العلاقات الثقافية بين مصر وتونس ؟

مصر دولة رائدة في الثقافة طوال تاريخها ،ويمكن ان تحدث نقلة في العلاقات الثقافية بين مصر وتونس عن طريق تبادل الزيارات وعقد اللقاء، أنا أنتمي للجماهير الغفيرة العاشقة للعديد من الكتاب والشعراء والفنانين المصريّين، وكم أتمنى زيارة الأهرام الشاهدة على عظمة التاريخ المصري والحضارة المصريّة القديمة المدهشة.

نلمس في كلامك بعض التشاؤم من المظهر  السياسي الحالي السائد، ما هو التبرير لهذا التشاؤم؟

التبرير المنطقي والصريح هو غياب الارادة السياسية في الاصلاح الجذري للمشهد السياسي ولفساد القضاء وتدهور التعليم العمومي وتفشي الإرهاب وتحطيم المنظومة الصحية بسبب امتلاك حزب النهضة لمقاليد الحكم واختراقه لجميع أجهزة الدولة وتحطيمه الممنهج لكل ما أرساه الزعيم الفذ الحبيب بورقيبة .

 وهل ترين بوارق أمل في الخروج من كل هذه المظاهر  المؤسفة ومن من السياسيين حسب رأيك كفيل بتصليح المسار؟

جلهم فاسدون للاسف وساعون كلهم للمصالح الشخصية والمحاصصات الحزبية باستثناء النائبة عبير موسي وهي التي تمثل مع كتلتها البرلمانية معارضة صادقة وفاعلة في المشهد السياسي ويزداد كل يوم عدد منخريطي حزبها ومسانديها وانا شخصيا لم  اكن من متابعيها ولكنني منذ سنين اراها تستميت في  الدفاع عن مدنية الدولة من خطر الاخوان مع اقتراحها لبرامج عميقة وجدية واستعجالية للاصلاح في جميع القطاعات. أتنبأ بالخير لتونس على يد هذه المتاظلة الفريدة من نوعها والتي حبانا الله بها وسط ظلام الاخوان ودمارهم الشامل.

 

 

** هل هذا معناه أنك لا تأخذينه مثالاً لكي في تجربتك الشعرية ؟

في تونس مثل يقول " اللّي يعفس علي خطوات غيره مايتركش آثار "، ولذك لا اريد ان اقلد " أبو القاسم الشابي " في أشعاره ولا غيره  لكنه مثال يحتذي بالنسبة لي ، فأنا أحب "ايليا أبو ماضي " وشوقي ونزار . وأقول لك يشرفني أنني أنتمي لعائلة بها عبقري في الشعر أحمل دمه ولكنه ليس ملهمي الوحيد ولا أقلّده ".

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة