صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«معبد العالم».. قوة الديانة المصرية تخطى حدود مصر القديمة

شيرين الكردي

الأحد، 22 نوفمبر 2020 - 06:41 ص

تسلط «بوابة أخبار اليوم» الضوء عن صناعة الآلهة اختراعات مصرية صميمة في مصر القديمة، من خلال السطور التالية ـ وفقا للكتاب أسرار الآثار «توت عنخ آمون والأهرامات والمومياوات» للدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية.

قال الدكتور «عبد البصير» أن الدين يعد بمعنى أصح التدين العميق المفتاح الحقيقى لفهم طبيعة المصريين وتحليل أبعاد الشخصية المصرية، وفى هذا الصدد، وصف الكتَّاب الكلاسيكيون مصر بأنها «معبد العالم» و«أن الآلهة لا تزال تسكن هناك»، ومن مصر خرج الدين بامتياز للعالم القديم كله، واستثمرت مصر بشكل ناجح العقل الغيبى ووظفت الخرافة للسيطرة على الخوف وقهر المجهول.

وكان من قوة الديانة المصرية أن اشتهرت الآلهة والإلاهات المصرية خارج حدود مصر، وغزت الإمبراطورية الرومانية فى عقر دارها وفى أرجاء عديدة منها، حتى صارت عقائد المصريين خطراً حقيقياً يهدد مجد الإمبراطورية والديانة الرسمية للدولة، فبدأت فى محاربتها.

ولعب الدين الدور الأساسى فى كل ما أنجزته مصر عبر تاريخها الحضارى الطويل، وعن المصريين، يقول المؤرخ الإغريقى الأشهر هيرودوت («أبو التاريخ» أى «سيد المؤرخين الأوائل»، أو «أبو الأباطيل»، نظرا لاحتواء كتاباته على العديد من الأكاذيب) - فى كتابه الثانى عن مصر من كتبه التسعة - موضحاً: «وهم يزيدون كثيرا عن سائر الناس فى التقوى».

 

فبرعت مصر فى اختراع الدين، سابقة بذلك حضارات العالم القديم جمعاء فى هذا المضمار، وتفنن المصريون فى صناعة آلهتهم وتقديس معبوداتهم. وتعددت وتنوعت وتداخلت تلك الآلهة والمعبودات بشكل مذهل فاق كل التصورات، وكان من بين ما استرعى انتباه هيرودوت - وكذلك أثار آخرين غيره من الكتاب والباحثين إلى وقتنا الحالى - تقديس المصريين للحيوانات، فنراه يقول متعجبا فى هذا الأمر: «لكن المصريين يقدسون كل الحيوانات التى توجد فى بلادهم - مستأنسة كانت أم غير مستأنسة».

كما أن المصريون حدودا قصوى فى إصباغهم هالات من القداسة وأطوار من الحماية وآيات من الخوف على رموزهم المقدسة (من آلهة وإلاهات وحكام وبشريين مؤلهين وحيوانات) التى أبدعوها بمخيلتهم التى جُبلت على عشق الخوف، والاستماتة لدرء الخطر بتقديس مظاهره واتخاذ معبودات تمثله حتى يتجنبوا شره، وحب جلب المنفعة بتقديس مظاهر الطبيعة المفيدة وتخصيص آلهة لها، بارة بهم وبأرضهم.

وكان التوفيق بين المعبودات القديمة ذات الأصول التاريخية العريقة والمعبودات الجديدة الوافدة سمة بارزة من سمات الشخصية المصرية التى تقدس وتبقى القديم والجديد معاً دون نفى للقديم أو انتصار للجديد، وفى تناغم لم يجد المصريون فيه أى غضاضة أو غرابة.

ويقول هيرودوت أيضا: «لقد جاءت أسماء الآلهة كلها تقريبا من مصر إلى بلاد اليونان»، وحتى يُشعر المصريون آلهتهم وحكامهم والبشر المؤلهين وحيواناتهم المقدسة بمكانتهم العالية لديهم، اخترع المصريون الأعياد والاحتفالات والليالى الملاح، ويقول هيرودوت فى هذا الشأن: «لقد سبق المصريون الشعوب إلى إقامة الأعياد العامة والمواكب العظيمة، وعنهم تعلمها اليونانيون».

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة