جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

حضور.. كالغياب!

جلال عارف

الأحد، 22 نوفمبر 2020 - 06:57 م

عندما أعلنت أمريكا أن الرئيس «ترامب» سيشارك فى قمة العشرين التى تحولت الى قمة افتراضية بسبب «كورونا» والتى تمت برعاية السعودية التى ترأس الدورة الحالية للمجموعة.. تصور الكثيرون أن الرئيس الأمريكى لديه ما يريد نقله للعالم من هذا  المنبر الهام الذى  قد يكون آخر مناسبة  دولية يشارك يها «ترامب» قبل انتهاء ولايته.
كان الكثيرون يتوقعون أن ينتهز «ترامب» الفرصة لتصحيح  الموقف من العمل الدولى والمنظمات العالمية وأن يقدم رؤية لما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة من دعم للجهود الدولية من أجل خروج العالم من أزمته بعد «كورونا» والتعاون الذى يفرض نفسه على الجميع فى قضية القضايا التى تسيطر على المؤتمر وتفرض نفسها على العالم.
كان الكثيرون يرون أن مشاركة «ترامب» وسط المعارك الداخلية التى يخوضها تعنى أكثر من مجرد اثبات أنه مازال «الرئيس» لكن يبدو أن هذا هو ما كان مسيطراً على «ترامب» وهو يشارك فى الجلسة الافتتاحية بينما يواصل - فى نفس الوقت - إرسال تغريداته على تويتر بأنه «الفائز فى الانتخابات»! ثم يتحدث لبعض دقائق عن»إنجازه» العظيم فى مواجهة «كورونا»! مبدياً تطلعه لمواصلة العمل مع زعماء العالم لسنوات طويلة  قادمة!!
وبدون أن يتطرق للتعاون الدولى المطلوب لكى يتجاوز العالم الأزمة ويعبر الاقتصاد العالمى المخاطر التى تحاصره، ولا مساهمة أمريكا فى الدعم المطلوب للدول الفقيرة فى هذه الظروف.. ترك ترامب مكانه لوزير خزانته وذهب - وفقاً للتقارير المنشورة عن الاجتماع - لكى يلعب «الجولف» فى  الملعب الخاص بولاية مجاورة للعاصمة «واشنطون»!!
يدخل ما حدث فى قلب الصراع الدائر فى الولايات المتحدة حول الانتخابات والأزمة التى يثيرها رفض ترامب - حتى الان- الاعتراف بخسارته. لكنه يتعدى ذلك  للسؤال عن مخاطر هذا الغياب المؤثر للدور الأمريكى فى لحظة تاريخية لا تحتمل هذا الغياب!! ربما تكون هذه السياسة قد حققت لأمريكا بعض المكاسب فى صفقات صغيرة، لكنها - فى المقابل - فقدت الكثير من موقعها فى قيادة العالم، وستفقد الأكثر إذا طالت أزمة الانتخابات ولم تتحرك مؤسسات الدولة لتفرض سيادة القانون وتنقذ الدولة الأقوى من السيناريوهات الأسوأ!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة