محمد أبوذكرى
محمد أبوذكرى


طريق النور

أختى أنجيل

محمد أبوذكري

الأحد، 22 نوفمبر 2020 - 07:16 م

فى المقال السابق الذى جاء تحت عنوان «شهادة وفاة» وناقشنا فى سطوره معاناة المرأة الشرقية المسلمة والتى صدر فى حقها حكم بالطلاق وحكم من المجتمع بأنها أصبحت مقتولة، ومنبوذة، ومقهورة.
فها أنا ذا أقف عاجزا، منكسرا، باكيا لحالها ولحال كل امرأة فى مجتمعنا الشرقى ولكنها ليست مسلمة، أقولها الآن ويدى على قلبى الذى ينفطر حزنا، ووجعا، وحسرة على ما آلت إليه قضية اختى وجارتى وابنتى المسيحية أنجيل، والذى صدر فى حقها أيضا حكم بالإعدام فى نظر الكنيسة، وفى نظر المجتمع وفى نظر الدين والدنيا.
ولذا أستمع إلى ما ترويه الدموع التى تملأ عينيها، والدم النازف من قلبها، والأسى الذى يجيش فى صدرها، فماذا قالت أنجيل ؟ وكيف استمعت اليها وقررت أن اكتب لكم مأساتها، ولا أبتغى من وراء ذلك سوى وجود حل لقضيتها هى وكل أخواتى المسيحيات !.
روت أنجيل حكاياتها منذ بداياتها، وقالت كنت شابة جميلة الملامح، مؤهلة لأكون أما صالحة، قالت عند لقائى به، سعدت بكل الكلمات التى كان يقولها لى، إلى أن جاء يوم الفرح، تألقت عروسا يتباهى بها عريسها، دقت أجراس الكنيسة لتعلن عن اكليل فرح وبداية جديدة لتأسيس بيت تسكنه الألفة والسكينة والهدوء، تمر الايام والشهور سريعا، وقبل أن يكتمل العام فوجئت أن حبيبى يتركنى وحيدة، بعيدة عن بيتي.
دموعها تسبق كلامها لتقول لى فجأة دبت الخلافات بيننا وماتت فى قلبى الذكريات وسكت الكلام وذهبت أيام الغرام والوئام، توقفت حياتى وغابت ابتساماتى، وسكنت فى قلبى دموعى واهاتى وتوسلاتى بأن يتراجع زوجى عن قراره، وأعيش معززة مكرمة فى داره، وأنتظره عن عودته، يحمل فى وجهه الابتسامة وفى قلبه ذكرى جميلة عشناها، ولحظات رائعة ظللت بيتنا الصغير عند لقائنا قبل فراقنا فى تلك اللحظة التى يبكى فيها قلبى اليك فهل تستمع اليّ بقلبك، لا أريد أن أتذكر تلك اللحظة التى حكم علىّ زوجى بالطلاق، عندها طرقت أبواب الكنيسة بحثا عن حل، الا اننى لم اجد جوابا، وعندها ذهبت لاطرق أبواب المحاكم، وصدر الحكم بالطلاق مدنيا، ولكن فى بيتى «بيت الرب» القائم على خلاص الروح من خطاياها، أصبحت مطلقة مع إيقاف التنفيذ، محكوما على عمرى وشبابى وقلبى بالإعدام.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة