فاتن حمامة تهرب من أبيها لتتزوج وتطلب الشرطة لحمايتها 
فاتن حمامة تهرب من أبيها لتتزوج وتطلب الشرطة لحمايتها 


فاتن حمامة تهرب من أبيها لتتزوج وتطلب الشرطة لحمايتها 

علاء عبدالعظيم

الأحد، 22 نوفمبر 2020 - 09:00 م

أعد المأذون أوراقه.. وازدادت فاتن حمامة اضطرابا.. ثم انتابتها نوبة من الذعر، رفضت بعدها عقد القران، وكانت مفاجأة مدوية على رؤوس الحاضرين جميعا من الوسط الفني.

 

فما كان من الفنان فؤاد الجزايرلي إلا أن دعاها إلى غرفة أخرى حتى لا يشك المأذون في شيئ.. وأخذ يسألها عن سبب رفضها عقد القران.. فقالت: إنها تخشى أن يحضر أبيها، والذي لا يتردد في قتلها ثم طلبت بعد ذلك الاستعانة باثنين من ضباط الشرطة لحمايتها من أبيها، إذا صدقت ظنونها وجاء فجأة.

 

ترجع قصة زواج الفنانة فاتن حمامة من المخرج عز الدين ذو الفقار، عندما كانت تلعب بطولة فيلم "أبو زيد الهلالي"، أمام الفنان سراج منير، حيث كان عز الدين ينحي مساعده جاوبت ليقوم هو بمساعدتها في حفظ دورها، ومن حين إلى آخر يهمس في أذنيها بعبارات الحب والغرام، واستطاع أن ينفذ إلى قلبها، فقد كان أول أجرأ رجل تسمع منه عبارات الغزل.

 

وبعد انتهاء تصوير الفيلم، انقطعت العلاقة بينهما تماما، وكان يعتقد بأنه يحبها حبا عميقا، وأنها سوف لا ترفض إذا عرض عليها الزواج، فاتخذ القرار، واصطحب معه أحد المنتجين، وذهب إلى منزل والدها بحي المنيرة، يطلب يدها من أبيها الذي اعتذر لأن ابنته لا تفكر في الزواج هذه الأيام، لم ييأس عز الدين، وقام باصطحاب الفنان يوسف وهبي، يطلب يدها مرة أخرى، لكن أصر أبيها على أن ابنته لا تفكر في الزواج إطلاقا، ووعد بأنه سيكون زوجها عندما يحين الأوان.

 

وبعد مرور شهرين، عاد "عز الدين" مرة أخرى، ولكن في هذه المرة ليس ليطلب يدها، وإنما كان يحمل عقدا بنسبة ٢٥%، تكون نصيب والدها من فيلم جديد ستقوم ببطولته، ويكون "عز الدين" شريكا له، ورفع أجر فاتن إلى ١٥٠٠ جنيه، نظير قيامها ببطولة فيلم "خلود".

 

وبدأ يتردد على المنزل يوميا، ومعه كاتب السيناريو، والحوار، وفي تلك الجلسات استطاع أن تعرفه فاتن جيدا، ودرس كل منهما عادات الآخر، وطباعه، وتقاليده، ورسمت الخطة كي تتزوج من عز الدين ذو الفقار، وفي صباح أول يوم تصوير، اصحطبها أبيها وتوجها إلى استوديو ناصيبان، وطلبت من السيناريست أن يذهب معها إلى محطة مصر لشراء بعض ما يلزمها أثناء التصوير، وخرجت بهدوء شديد ثابتة، فوجدت سيارة تنتظر في حارة بجوار الاستوديو، وانطلقت السيارة، وطلبت من السائق أن يتنظر.

 

في هذه اللحظة جاءت سيارة عز الدين ذو الفقار، وتوجها إلى شارع الهرم، كما كان متفقا عليه فيما بينهما، حيث سيتم عقد القران بمنزل الفنان فؤاد الجزايرلي، وما إن اتخذت مقعدها، تملكتها حالة من القلق، والاضطراب، تنظر خلفها بين الحين والآخر، وهي في حالة من الرعب الشديد، وقالت إنها تتوقع أن يحضر أبيها بين لحظة وأخرى، وبعدما أعد المأذون أوراقه، ازدادت قلقا، وحيرة، واضطرابا، ورفضت عقد القران، مما كانت مفاجأة مدوية لم يتوقعها أحد، حاول فؤاد الجزايرلي طمأنتها، وأخذ يسألها عن سبب رفضها الزواج، وردت قائلة: إنها تخشى أن يحضر والدها، وأنه لن يتردد في قتلها، ثم طلبت الاستعانة برجال من الشرطة لحمايتها من أبيها.

 

وبالفعل قام على الفور عز الدين ذوالفقار، بالاتصال باثنين من أصدقائه ضباط الشرطة، وتم عقد القران، وكان من المفترض أن يعودا إلى الاستوديو للعمل، وما إن استقلت السيارة، طلب عز الدين من السائق الانطلاق إلى الاسكندرية، حيث فضلا الابتعاد عن القاهرة لمدة يومين، بينما كان والدها الذي استبد به اليأس، والقلق لغياب ابنته، وقف أمام "سويتش"، التليفون يدير أرقام جميع الفنانين، والفنانات يسألهم عن ابنته، يساوره شك في أن عز الدين ذو الفقار له يد في اختفاء ابنته.

 

اقرأ أيضًا| مارك أنطوني يحمي «عبدالوهاب» من بلطجية وسط البلد

 

وفي صباح اليوم التالي، انتفض الأب على صوت جرس التليفون، وإذا بالسيناريست يخبره بزواج ابنته فاتن من المخرج عز الدين ذوالفقار، تنفست فاتن الصعداء، وانفرجت أساريرها، عندما فوجئت ببرقية تهنئة من أبيها يبارك الزواج، ويطالبها بالعودة إلى القاهرة.

 

وعاشت فاتن حمامة ٥ سنوات مع زوجها، ترفرف السعادة على بيتهما، وأنجبت طفلة صغيرة، والتي كانت تكاد أن تعبدها، ولا تتحمل الابتعاد عنها.

 

تزايد إقبال المنتجين على فاتن حمامة، وأرهقت بسبب العمل المتواصل، وبدأ الأصدقاء من الفنانين، والفنانات يفسدون حياة الزوجية بالأنباء الكاذبة ومغامرات عز الدين في ملاهي الليل.

 

وأرادت أن تضع حدا لهذه الخلافات التي نشبت بينهما، والتي كانت دائما ما تنتهي بأن تستعمل فاتن حمامة يدها، ومخدات السرير، وأطباق المطبخ، وقت النزاع بينهما، واقترح كل منهما على الآخر الطلاق، ليعود المأذون الذي عقد القران لتطليقهما.

 

ومن المفارقات أن جميع أفلام فاتن حمامة كانت تنتهي دائما بزواجها من البطل، أما قصة حياتها فقد بدأت بزواجها، وانتهت هكذا، ويقول عز الدين ذو الفقار، بأنها السبب وتقول هي هو السبب، وهو ما نشر في "الجيل" يوم 7 أبريل 1954.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة