«كرشيف» سيوة.. محاولات للاستغناء عن الخرسانة والأمطار تقف عائقا.. فيديو 
«كرشيف» سيوة.. محاولات للاستغناء عن الخرسانة والأمطار تقف عائقا.. فيديو 


«كرشيف» سيوة.. محاولات للاستغناء عن الخرسانة والأمطار تقف عائقا| فيديو 

إنجي خليفة

الإثنين، 23 نوفمبر 2020 - 11:13 ص

 

سنة 1203ميلادية الموافقة 600 هجريًا، قرر أبناء سيوة صد هجمات البدو عليهم بإقامة قلعة شالي لتكون أول مدينة من الطين بقارة أفريقيا، والتي تتميز بالمباني الطينية الصديقة للبيئة التي تعتمد في البناء على مادة الكرشيف المستخلصة من أرض الواحة.

 

 

والكرشيف هو عبارة عن خليط من الملح والطين ودعامات النخيل وأشجار الزيتون، وهذه الخلطة كانت عندما تجف تصبح شديدة الصلابة وعصية على الهدم والانهيار وكان البناء بهذه المادة يمنح المساكن الدفء في الشتاء والرطوبة في الصيف.

 

لكن عام 1926، غادر سكان قلعة شالي حصنهم بعد هطول الأمطار الغزيرة على سيوة نتيجة لتغير في المناخ مما دفعهم للعودة إلى الأرض وترك الحصن وبناء المنازل من الخرسانة.

 

 

وعلى مدار عامين تم تنفيذ مشروع ترميم وإعادة إحياء قرية «شالي» الأثرية بواحة سيوة بمحافظة مطروح بهدف إحياء القرية من خلال ترميم منازلها وشوارعها القديمة، من خلال مبادرة تم تمويلها من جانب الاتحاد الأوروبي وشركة نوعية البيئة بتكلفة بلغت 600 مليون يورو، لإعادة إحياء الحصن القديم بغرض إعلانه ضمن قائمة التراث العالمي بترشيح من منظمة اليونسكو، وتم تنفيذ أعمال الترميم بأشراف منطقة الآثار الإسلامية في سيوة.

 

قلعة شالي
وقلعة شالي تم بناءها بالكامل من مادة الكرشيف، بيد نحو 300 عامل من أبناء الواحة للقرية الأثرية .

وقال المهندس عماد فريد استشاري المشروع، إن الهدف الرئيسي للمشروع هو تحسين مكانة سيوة الدولية كوجهة للسياحة البيئية الرائدة ويستهدف أيضاً المشروع ترسيخ التنمية المستدامة لمجتمع سيوة المحلي.

 

 

روايات البنائين
ومن جانبه، يقول فتحي عبد النبي، أحد البنائين بمادة الكرشيف البيئة، إنه امتهن هذه المهنة وكان عمره لا يتجاوز 15 عامًا، وتعلمها على يد قدماء البنائين المتمرسين في البناء بالمواد البيئية حتى أصبح واحدًا من المتمرسين. 

 

ويضيف عبد النبي، أنه شارك في ترميم قعة شالي، التي إعادة ترميمها باستخدام مواد بناء طبيعية هو عبارة عن الكرشيف الذي نعمل به منذ الأجداد في البناء، وهو عبارة عن خليط من الملح والطين ودعامات النخيل وأشجار الزيتون.

 

 

ويكمل فتحي عبد النبي إن البناء بالمواد بالخرسانة والطوب بالواحة جاء نتيجة تغير المناخ الذي كان سبب في تتضرر البناء البيئي لأن المطر أفسد البناء البيئي، ولكن أتمنى أن نعود للكرشيف في سيوة خاصة وأن الكرشيف صحي ومريح وفي الصيف يعمل على تطرتيب الجو وفي الشتاء يمنح التدفئة .

 

ويؤكد فتحي عبد النبي أحد البنائين بمادة الكرشيف البيئة: "لمعالجة الأمطار نقوم الآن بوضع طبقة طبيعية تمنع المطر من الدخول إلى المنازل".

 

 

عجز في صنايعي الكرشيف 
من جانبه، أكد بكريين إبراهيم أحمد، الذي يعمل ملاحظ عمال ومشرف على البنائين بمادة الكرشيف في مدينة شالي، أن قلعة شالي لها طبيعة خاصة تم ترميمها في البداية بحوالي 100 عامل وعلى مدار السنتين تم زيادة عدد العمال لنحو 300 عامل من أبناء الواحة.

 

ويوضح أن عدد البنائين بمادة الكرشيف قليلٌ جدا، ولكن تم استغلال مشروع إحياء قلعة شالي لتعليم بنائين جدد من أبناء سيوة هذا البناء البيئي.

 

وقال بكريين إن "الهدف من الترميم، كان إعادة إحياء حرفة البناء بالكرشيف وذلك بمدينة شالي في واحة سيوة وتدريب مجموعة من البنائين ذلك بهدف استمرارية الحرفة".

 

وأشار بكريين إلى أن قلعة شالي أساس المواطن السيوي، وكل أبناء سيوة يفتخرون بشالي التي تعني البلد القديمة، وأن من خلال المشروع إعادة ترميم شالي نحافظ على التراث والطبيعة، قائلًا: "كل بلد لها رمز وشالي رمز للواحة الخضراء واحة سيوة.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة