جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

العلم ينتصر.. ماذا عن الإنسانية؟!

جلال عارف

الإثنين، 23 نوفمبر 2020 - 07:17 م

 

معركة لقاح «كورونا» مستمرة، والعلم يتقدم باستمرار لتحقيق الهدف. بالأمس أعلنت مختبرات شركة «استرازينيكا» البريطانية أن اللقاح الذى تطوره مع جامعة «أكسفورد» قد أثبت فاعلية بنسبة وصلت فى بعض التجارب الى ٩٠٪، ومع التأكيد على أن النتائج «مؤقتة» وفى انتظار الحصول على موافقة أولية من الجهات المختصة لاستكمال التجهيزات والدخول فى مرحلة الانتاج والتوزيع قبل نهاية العام.
خبر هام يضيف إلى لقاحى «فايزر» و«مودرنا» الأمريكيين اللذين يمران بالمراحل النهائية مع إعلان عن ثبوت فعاليتهما بنسبة تصل الى ٩٥٪. ومع وجود اللقاحات الصينية والروسية التى تؤكد «بكين» و»موسكو» ثبوت فعاليتهما وأن كانت البيانات العلمية لهما لم تنشر بعد.
والأهم فى اللقاح البريطانى -وفقا لبيانات الخبراء - أنه يتلافى بعض العقبات المرتبطة باللقاحين الأمريكيين.. فهو - من ناحية - يستخدم تقنيات تقليدية تجعله أقل كلفة بكثير. وهو - من ناحية ثانية - لا يحتاج للاجراءات المطلوبة للتخزين فى درجات حرارة تصل فى لقاح «فايزر» إلى ٧٠ تحت الصفر، وبالتالى فهو لا يحتاج لتجهيزات غير موجودة فى معظم أنحاء العالم إنما يحتاج فقط لسلسلة توريدات بسيطة ليكون متاحاً للجميع. ولهذا تقول الشركة أنها ستنتج - قبل نهاية العام - ٢٠٠ مليون جرعة ترتفع الى ٧٠٠ مليون فى الربيع القادم.
بالنسبة للدول الغنية لا تمثل التكلفة عائقا أمام توفير اللقاح لمواطنيها وإنما توفير التجهيزات اللازمة، والتغلب على شكوك فئات عديدة من المواطنين فى اللقاحات بينما تبدو مشكلة الدول الفقيرة هى أن يتوافر نظام عالمى عادل يكفل توزيع حصص متساوية على الجميع وتوفير التمويل الكافى لحصول الدول الفقيرة على حصتها من اللقاح مجاناً. وهو ما وعدت به قمة الدول العشرين فى ختام اجتماعاتها بالأمس بصورة عامة تنقصها التفاصيل.. ربما فى إنتظار الادارة الأمريكية الجديدة لتنهى مقاطعة أمريكا لمنظمة الصحة العالمية، وللجهود الدولية المشتركة فى هذا المجال كما فى غيره من المجالات!!
 حتماً سينتصر العلم، وسينتصر العالم لإنسانيته ويتخذ كل الاجراءات ليصل اللقاح للفقراء من الأغنياء. لكن أمامنا وقت وجهد وترتيبات لتوفير التمويل والتجهيزات التى تضمن الأمن والسلامة. وأمامنا حقيقة أن توفير اللقاح للوقاية من الفيروس تتحقق مع تطعيم ما بين ٥٩ الى ٧٠٪ من السكان. وهو ما يعنى أن نتشدد فى إجراءات الوقاية الذاتية التقليدية (وأهمها الكمامة) فى شتاء سيكون صعباً رغم أن كل البوادر تقول إنه سيشهد الموعد مع اللقاح المنتظر.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة