غسان محمد عسيلان
غسان محمد عسيلان


نقطة ارتكاز

الملك سلمان .. وخدمة القضايا العربية

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 23 نوفمبر 2020 - 07:37 م

 

غسان محمد عسيلان

من أبرز الحقائق الثابتة التى لا تقبل الجدل، ولا يختلف عليها اثنان، أن المملكة العربية السعودية تعتز بعمقها العربى والإسلامي، ولم تتخلَّ يومًا عن التزامها بدعم الأشقاء العرب والمسلمين، ونصرة قضاياهم فى المحافل الدولية، وخلال العهد المبارك الميمون لمولاى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيَّده الله - تعاظم دور المملكة فى دعم أشقائها وعلاج الأزمات العربية من المحيط إلى الخليج، وقامت بالكثير من الجهود البنَّاءة من أجل توحيد الصف العربي، وإيجاد حلول لمشاكل أمتنا!!
ومنذ توليه مقاليد الحكم فى 3 ربيع الآخر عام 1436هـ الموافق 23 يناير عام 2015م والملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - يحرص على تعميق أواصر التعاون المشترك مع الشقيقة مصر لخدمة المصالح العربية فالدولتينكجناحى الطائر للأمة العربية، فكما لا يحلِّق الطائر إلا بجناحيه كذلك لا تستقيم أمور الأمة العربية إلا بتعاون المملكة ومصر، ومن هنا أكَّد الملك سلمان خلال مشاركته فى مؤتمر القمة العربية فى شرم الشيخ فى شهر مارس عام 2015م على أهمية تحقيق التعاون العربى لعلاج الواقع المؤلم الذى تعيشه عدد من دولنا العربية، كما أكَّد بكلِّ وضوحٍ وشفافية على أن ذلك نتيجة حالة التشظى والانقسام العربي، وإزكاء الخلافات الطائفية والمذهبية، وتدخُّل بعض القوى الإقليمية بشكلٍ سافر فى قضايانا بهدف زعزعة الأمن والاستقرار فى منطقتنا العربية.
وفى الحقيقة فقد تميزت السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية فى عهد الملك سلمان- حفظه الله-بالصراحة والوضوح والحرص على المكاشفة لحل المشاكل الخطيرة المتفاقمة فى أمتنا منذ سنوات، كما تميزت هذه السياسة فى نفس الوقت بالحرص على تأكيد وترسيخ وتعميق الثوابت الاستراتيجية، والمحافظة على مصالح الأمة؛ وهو ما يظهر جليًّا فى دور المملكة القيادى فى مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وفى جامعة الدول العربية، وفى منظمة التعاون الإسلامي.
وقد أكَّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - على دعم المملكة الدائم وغير المشروط للقضية الفلسطينية، وأنها تولى هذه القضية عناية خاصة؛ لأنها قضية العرب الأولى، التى لا تقبل المساومة بأى حال من الأحوال، ومن هنا أُطلق اسم «قمة القدس»على القمة العربية التاسعة والعشرين التى أقيمت فى مدينة الظهران السعودية، في29 رجب عام 1439هـ الموافق 16أبريل عام 2018م، وفى كلمته قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -: «إن القضية الفلسطينية هى قضيتنا الأولى وستظل كذلك، حتى حصول الشعب الفلسطينى على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية»، وأضاف: «إننا إذ نجدد التعبير عن استنكارنا ورفضنا لقرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس، فإننا ننوِّه ونشيد بالإجماع الدولى الرافض له، ونؤكِّد أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية».
ويسعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بكل وسعه وطاقته فى سبيل دعم إخوانه وأشقائه العرب ونصرة قضاياهم فى كل مكان، ومن ذلك وقوف المملكة العربية السعودية بجانب العراق لحل أزماته، وتقديم يدالعون والمساعدة له كى يستعيد عافيته وقوته، ويسترجع وضعه الطبيعي، فخلال مشاركتها فى المؤتمر الدولى لإعادة إعمار العراق الذى عقد فى الكويت فى 28 فبراير عام 2018م أعلنت المملكة عن تخصيص مبلغ مليار دولار لمشاريع إعادة إعمار العراق، إضافة إلى مبلغ نصف مليار دولار لتمويل الصادرات السعودية للعراق، وأعلنت دعمها الكامل لجهود الحكومة العراقية الرامية إلى توحيد جبهته الداخلية، ودعت إلى وقف جميع أشكال التدخل الأجنبى فى شأنه الداخلي، كما أعلنت دعمها لحكومته فى محاربتها للإرهاب،وأكَّدت حرصها على وحدته وسلامة أراضيه.
وعلى امتداد الوطن العربى نجد الدعم السعودى متواصلًا للأشقاء العرب فى كافة القضايا، ففى الشأن الليبى أكَّد خادم الحرمين الشريفين دعم المملكة الكامل للشعب الليبى والحفاظ على مقدَّراته وحماية مؤسسات الدولة، وشدَّد على ضرورة حل الأزمة الليبية عبر الحوار الليبي، حفاظًا على وحدة ليبيا،وحمايتها من أى تدخل أجنبي،وتحصينها من الانجرار إلى أتون الصراعات والحروب الأهلية، والعمل على اجتثاث الإرهاب من كافة أراضيها، من أجل الحفاظ على أمنها واستقرارها.
وفيما يتعلق بالمشكلة السورية، فقد أكَّد الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -على ضرورة إنهاء الصراع فى سوريا،وأهمية الوصول إلى حل سياسى فيها وفقًا لإعلان جنيف، وقرار مجلس الأمن رقم (2254) لإنهاء معاناة الشعب السورى، والحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها من التمزق والضياع، وشدَّد على أهمية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للأشقاء السوريين المتضررين من الأوضاع الحالية سواء كان ذلك داخل سوريا أوخارجها.
وفى الشأن اللبناني، أكد الملك سلمان بن عبدالعزيز - رعاه الله - على أهمية دعم الدولة اللبنانية، ونزع سلاح التنظيمات الإرهابية، وحثَّ الفرقاء اللبنانيين على تقديم مصالح لبنان العليا على المصالح الشخصية والطائفية، فلبنان الدولة والشعب أغلى على كل عربى حر من الانقسام الطائفى والصراع المذهبى الذى يعرقل أى رغبة فى الإصلاح، ويُبقى لبنان أسيرًا للخلافات الطائفية التى لا تنتهي.
وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجى فقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - على وجود جيش قوى يدافع عنها أمام التهديدات والتحديات التى تواجه المنطقة؛ومن هنا فقد تمَّ تشكيل قوات «درع الخليج» وتمرينها وتدريبها على أرض المملكة العربية السعودية لتكون ركيزة للأمن والاستقرار فى المنطقة.
لقد لعبت المملكة العربية السعوديةخلال عهد الملك سلمان- أيَّده الله -أدوارًا مهمة وكبيرة فى سبيل توحيد الصف العربى وعلاج أزمات الدول العربية،والسعى من أجل القضاء على الأسباب التى أضعفت كيانها، وأنهكت قواها، والعمل على تأكيد سياسة التوازنات بين مختلف مكوِّنات المشهد العربي، ولم تكن التحركات السياسية والاقتصادية التى قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله - مجرد مصادفة أو برتوكولات شكلية، وإنما جاءت وفق رؤية مستقبلية، سعت إليها المملكة، وخطَّطت لنجاحِها لتقوية الصف العربى والحفاظ على مصالح العرب، وإرساء قيم السلام والتسامح والتعايش، وترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة