شواطيء الدلتا مهددة بالغرق بسبب الاحتباس تا
شواطيء الدلتا مهددة بالغرق بسبب الاحتباس تا


الأمطار الغزيرة وغرق الدلتا.. هل تدفع مصر فاتورة عمالقة الاحتباس الحراري؟

إنجي خليفة

الإثنين، 23 نوفمبر 2020 - 08:27 م

 

مرّت مصر الأيام الماضية، بحالة من الطقس المتقلب مع دخول ذروة فصل الخريف، وشهدت الكثير من المناطق أمطار غزيرة، خاصة الإسكندرية التي غمرت المياه الكورنيش الخاص بها، ما أعاد للسطح مرة أخرى نظرية غرق الدلتا نتيجة الاحتباس الحراري.

 

تعريف الظاهرة
«الاحتباس الحراري» ينجم عن تغير المناخ بسبب الغازات الدفيئة المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل خطر جعل دول العالم تدعو لعقد اجتماع في عام 1994 لأول مرة لمناقشة هذا الخطر الذي يهدد العالم والذي قد يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في البحار وتفشي ظواهر الجفاف والفيضانات وذوبان الجليد والعواصف الشديدة التي تزيل ولايات بأكملها، كما يمثل تهديدا لصحة البشر وحدوث وفيات بالإضافة إلى تأخر النمو الاقتصادي ونقص موارد المياه والغذاء لسكان الأرض، إلى أن جاء مؤتمر باريس في 2015 والذي خرج باتفاقية دولية ملزمة للدول المشاركة للحد من هذه الظاهرة والتصدي لها والذي انسحبت منه إدارة «ترامب» بدعوى أنه لا يصب في صالح الولايات المتحدة.

 

تواصلت بوابة أخبار اليوم مع عدد من الخبراء للرد على تلك النظرية وبيان حقيقة ما أثير من جديد.

 

 

غازات الاحتباس الحراري
الرئيس السابق للهيئة العامة للأرصاد الجوية الدكتور أحمد عبدالعال، يقول إن استخدم العالم مشتقات البترول والفحم بكثرة وبطريقة غير طبيعية أدى إلى خروج ما يسمى بغازات الاحتباس الحراري المكونة من غاز أول وثاني أكسيد الكربون والميثان، موضحا أن أشعة الشمس يمتصها سطح الأرض ثم في فترة الليل تبدأ الأرض في إخراج الحرارة والغازات السيئة السامة للفضاء الخارجي.

 

وتابع عبد العال: «هذه الغازات تعمل على تكوين غطاء من الملوثات ثم تنعكس هذه الغازات مرة أخرى إلى الأرض نتيجة لتكون هذا الغطاء فتتسبب هذه الملوثات في سخونة الأرض وارتفاع درجة الحرارة وهذه العملية تسمى بالاحتباس الحراري».

 

وأضاف الرئيس السابق للهيئة العامة للأرصاد الجوية الدكتور أحمد عبدالعال: «من المفترض أن تخرج هذه الغازات إلى الفضاء ولكنها حينما تصطدم بالغلاف الملوث وترتد إلى الأرض تتسبب في سخونتها هذه السخونة تخلق حالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية في كل مكان في العالم وكل مكان يظهر عليه هذا التأثير بشكل مختلف فمثلا هناك مناطق في العالم ينتج عن الاحتباس الحراري بها فيضانات وبعض الأماكن يحدث بها جفاف والبعض يحدث بها انزلاقات أرضية وبعضها يحدث بها عواصف ترابية وعواصف ثلجية، وهناك بعض الأماكن يحدث لها أعاصير وكل هذه الظواهر سببها الأساسي هو الاحتباس الحراري وهذا الأمر يتخطى حاجز التهديد الصحي إلى التهديد الاقتصادي وتهديد موارد الغذاء والمياه لسكان الأرض».

 

وأكد الدكتور أحمد عبدالعال قائلا: «كان هناك فرص كبيرة لغرق الدلتا، ولكن في الحقيقة السلطات المصرية تقوم بجهد كبير وسريع لإنقاذ الدلتا من هذه الظاهرة، حيث تعمل هيئة حماية الشواطئ على قدم وساق لمجابات التغيرات المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر ونستطيع أن نقول أننا بقدر الإمكان نواجه هذه الظاهرة، عن طريق ردم الشواطئ لحماية الإسكندرية والدلتا من الغرق حال ارتفاع منسوب المياه».

 

 

خرسانات الشواطئ
الدكتور محمود شاهين، مدير مركز التحاليل والتنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، قال إن غرق الدلتا ملف تم معالجته من خلال وضع هيئة حماية الشواطئ خرسانات على امتداد الشواطئ المهددة بالغرق، وكان هذا نتيجة أن البحر الأبيض بدأ يمتد ويأخذ بعض الأجزاء من اليابسة فكانت خطوة استباقية وضع الحواجز.

 

وأكد شاهين أن هذه الظاهرة تعاني منها جميع الدول المتواجدة على حوض البحر الأبيض المتوسط مثل إيطاليا واليونان وقبرص، ومنذ عامين بدأت هيئة حماية الشواطئ في تنفيذ خطتها لحماية الشواطئ من الغرق. 

 

من جانبه قال دكتور أشرف صابر رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية السابق: إن كمية الأمطار التي تسقط أصبحت كبيرة ومثال على ذلك خلال أيام موجه عدم  الاستقرار الماضية سقط على الإسكندرية فقط حوالي 8 مليون متر مكعب مياه، فكميات المياه التي تتساقط أصبحت كبيرة، موضحا أن المحافظين على تواصل مع الأرصاد في عملية كسح المياه.

 

وتابع صابر، مع التغيرات المناخية وإذا استمر العالم باستهلاك نفس المنسوب الخاص بانبعثات الكربون وغازات الاحتباس الحراري مع نهاية القرن سوف تغرق بعض مدن الدلتا والشواطئ وتغمرها المياه.

 

خريطة توضح الأماكن المهددة بالغرق في الدلتا 

وأوضح رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية السابق، أن كمية الانبعثات في مصر لا تمثل 1 من مليون من الإجمالي العالمي، مؤكدا أن هناك دول غير ملتزمة ويجب أن يكون هناك رقابة على هذه الدول ويكون هناك تعويض من قبل هذه الدول للمتضررين من الانبعثات المنخفضة عبر ضخ مساعادات مالية لصندوق المناخ الأخضر لتمويل مشاريع الحماية من أضرار التغيرات المناخية، موكدا أن الدول الكبرى مساهمتها لا تذكر.

 

وأضاف دكتور أشرف صابر رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية السابق ، هناك معالجات حالية سريعة تتخذها الدولة المصرية منها رفع الحواجز الخرسانية للشواطئ لصد الأمواج تحت اشراف هيئة حماية الشواطء التي تقوم بهذا العمل بشكل جيد جدا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة