محمد حفظي
محمد حفظي


حوار.. «محمد حفظي»: نجاح مهرجان القاهرة السينمائي انتصار لصناعة السينما

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020 - 06:06 م

 

ألغينا كل الحفلات وسنطبق إجراءات صارمة للوقاية

لا أجامل أحد وفريق البرمجة مستقل تماما

التواجد القوي لأفلام المرأة غير مقصود لكنه أسعدني

حوار: هويدا حمدي- إسراء مختار

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي .. ٤٢ عاما من الفن والخيال والابداع .. أيام وينطلق في مواجهة ظروف استثنائية فرضت نفسها علي العالم كله، وبإصرار كبير علي النجاح والتحدي من أجل صناعة السينما وعشاق الفن السابع الذين ينتظرون مهرجان "القاهرة "الصامد محافظا علي مكانته وقدره وقيمته رغم الصعوبات والأزمات .

الكاتب والمنتج محمد حفظي رئيس المهرجان، الذي تحمل المسئولية منذ دورتين فنفض عنه الغبار، وأعاد له بريقه وحضوره المميز وجمهوره أيضا، يواجه تحديا كبيرا لاقامة دورة ناجحة وآمنة، يعدها انتصارا للسينما المصرية في وقت آثر خلاله الجميع السلامة والتأجيل أو الإقامة افتراضيا .

في حواره مع الأخبار فرض السؤال نفسه .. لماذا التحدي ؟ ولماذا رفضتم إقامة الدورة افتراضيا مثل مهرجانات عالمية اخري؟

لأن طبيعة المهرجان وهدفه هو التواصل مع الجمهور وصناع السينما، ووجود الضيوف في مصر وخلق ظروف للتفاعل مع صناع السينما من العالم كله، واقامة المهرجان افتراضيا ضد ذلك، غير أن تجربة مشاهدة الفيلم علي شاشة كبيرة نحن نؤمن جدا بأهميتها لصالح الابداع والصناعة أيضا .. لذلك لم نفكر في إقامة الدورة افتراضيا، لكن بعض الفعاليات ستكون افتراضية .

وماهي الاجراءات التي تضمن إقامة دورة آمنة وناجحة لا تقع فيما وقع فيه ضيوف "الجونة"..  الذين عاد بعضهم بفيروس كورونا رغم كل الاحتياطات التي فرضها المهرجان ؟

في الحقيقة لا أري أن مهرجان الجونة وقع في خطأ، بل علي العكس وضع بروتوكولا سليما، وإجراءات تم تطبيقها، لكن بعض الضيوف لم يكن لديه وعي كاف للالتزام بها لذلك كانت الاصابات، وهي عدد قليل في النهاية إذا ما قورنت  بعدد الحضور، وبخلاف الحفلات التي أقامها الرعاة في مهرجان الجونة التى كانت السبب في ذلك فقد قررنا إلغاء الحفلات تماما، وبالنسبة للجان التحكيم أو ريسبشن أي فيلم فلن يتجاوز الحضور ثلاثين فردا، ولن تعامل معاملة الحفلات ..  علينا مسئولية كبيرة ولا نريد لأحد أن يصاب وأتمني أن يساعدنا جمهور المهرجان في تطبيق الاجراءات الاحترازية والالتزام بالتباعد وبنسب الحضور في العروض وعدم التزاحم بأي شكل وفي أي مكان ونحن سنطبق ذلك بكل حزم لمصلحة الجميع المهرجان وضيوفه وجمهوره .

وماهي الفعاليات التي ستقام افتراضيا ؟

بعض الورش والندوات والدروس السينمائية ستكون افتراضيا، وبعض الافلام القصيرة أيضا ستعرض افتراضيا بجانب عروضها في القاعات لتقليل الضغط والتزاحم وفرض الالتزام بنسب الحضور في القاعات، ولذلك عقدنا شراكة مع منصة " watch it" لتعرض من خلالها بعض الافلام القصيرة بتذاكر لمن يريد .

١٣ عرضا عالميا أول و٧ عروض دولية أولي ، وعدد كبير من الافلام العالمية المتميزة ، كيف نجح المهرجان في الفوز بها ؟ ثقل مادي أم ثقل فني ومكانة جذبت صناع السينما للمهرجان ؟

اكثر من عشرين في المائة من عروض المهرجان هذا العام والعام الماضي كانت عروضا عالمية أولى وهذا يرجع لسببين ، مجهود أكبر في التواصل مع الموزعين وفي البرمجة ،ومجهود ضخم في التواصل مع الاعلام الدولي ، لأن صانع الفيلم لن يأت إلا لو حقق استفادة من وجوده في المهرجان ، استفادة بتغطية إعلامية مميزة علي المستوي الدولي ليجد الفيلم فرصة أكبر للترويج والتوزيع ، دخول سوق المشاريع أو ملتقي القاهرة السينمائي أو أيام القاهرة لصناعة السينما التي يدعي إليها عدد كبير جدا من الموزعين الدوليين ، كل هذا يحفز الصناع علي مشاركتهم ، إلي جانب السمعة الدولية للمهرجان أصبحت أفضل بسبب وجود لجان تحكيم علي مستوي عال جدا ومخرجين بالبرنامج علي مستوي عال أيضا ، وهو ما يجعل صاحب الفيلم واثق من استفادته من العرض في المهرجان الوحيد في المنطقة المصنف فئة (أ)من الاتحاد الدولي للمنتجين ضمن خمسة عشر مهرجان سينمائي دولي ، وهو ما يفرض عليه أن يعرض الجديد دوليا وليس فقط ما عرض في مهرجانات أخري ، وكله نتاج مجهود ضخم .

مجهود فقط أم دعم وميزانية تضاعفت ؟

الاثنان ، لكن حتي تضاعف الميزانية يعني مجهود مضاعف أيضا ، ليس لي وحدي ولكن مجهود كل الفريق ، فريق البرمجة ،والاعلام ، فريق الصناعة ، المدير التنفيذي ، والجميع ، كل الادارة بذلت مجهود مضاعف لنصل لما نحن فيه الآن .

حضور قوي للافلام المصرية في هذه الدورة بعد هروبها من قبل ، كيف استطاع المهرجان استعادة الثقة وجذب صناع الافلام المصرية من جديد ؟

الجوائز وسمعة وبريق المهرجان عاملين مهمين في استعادة الافلام المصرية ، لكن يؤخذ في الاعتبار أيضا غياب المهرجانات العربية الأخرى ، فرغم أنني لا أحب إلغاء أي مهرجان خاصة لو كان مفيدا للصناعة ، لكن بدون شك هذا ساعد علي وجود عدد كبير من الافلام المصرية والعربية ، لو عدنا بالذاكرة ثلاث سنوات مع وجود دبي وأبوظبي وقرطاچ ودخول الجونة المنافسة كنا نواجه صعوبة للحصول علي أفلام .

والمرأة أيضا لها حضور قوي ولافت هذه الدورة ، هل كان مقصود أم لتطبيق ميثاق ٥٠/٥٠؟

أبدا ، لم يكن مقصودا ، لم نفضل فيلما علي آخر بسبب مخرجه أو مخرجته ، هناك لجنة للمشاهدة تختار ، نعم طبقنا ميثاق ٥٠ /٥٠ الذي ينص علي تكامل الفرص بين الجنسين في فريق البرمجة واختيار الافلام ، وتلقائيا يلغي أي تعصب أو تحيز لأي طرف ،وبالتأكيد نسبة افلام المرأة تزيد مادام هناك سيدات في مواقع اتخاذ القرار فيما يخص الانتاج والتوزيع والتمويل والعرض سيضمن شفافية في اتخاذ القرار وعدم تحيز وقد يؤدي لنسبة ٥٠/٥٠ في الافلام أيضا .. لكن ماحدث كان صدفة فعلا ، وان كنت اتمني وجود افلام مخرجات لتحقيق التوازن لكني لم أؤثر علي فريق البرمجة لترجيح كفة أي فيلم لأي سبب.

علاقاتك كمنتج ومؤلف وصاحب شركة من اكبر شركات الانتاج للسينما المستقلة في المنطقة ، ألم تؤثر في قراراتك كرئيس للمهرجان ؟

بالتأكيد كان لها أثر إيجابي علي المهرجان ، علاقاتي وعلاقات شركتي بشركات ومنتجين وموزعين عالميين سهلت دعوة الكثير منهم للمهرجان ، والعكس غير صحيح ،لا احتاح استغلال المهرجان لصالح عملي الخاص .

لكن البعض يتهمك بمجاملة أصدقاء أو شركات صديقة ليصبح لها وجود او هيمنة علي بعض اقسام المهرجان ؟

غير صحيح ، المعيار الوحيد للمشاركة معيار فني ، واستقلال فريق البرمجة سواء للافلام أو المشاريع يضمن الحيادية وعدم تدخل المصالح في الاختيارات .. بالنسبة للافلام المصرية مثلا وحتي لا يقال أنني أجامل زملائي أو أصدقائي ، القرار باختيارها يرجع للجنة الاستشارية العليا وكلهم من السينمائيين ونزاهتهم ليست محل شك .

وماذا عن "تسريب" من داخل اللجنة الاستشارية العليا أن اشتراك فيلم " عنها " في المسابقة كان لضغط البعض بعد اعتراض معظم اللجنة ؟!

غير حقيقي .. الخلاف علي فيلم " عنها " كان علي عرضه بالمسابقة الدولية أم العربية ، والذي رجح وجوده بالمسابقة الدولية كان إجماع اللجنة العليا .. أنا مندهش لان البعض يأخذ خبر غير مؤكد من مصدر غير موثوق فيه لينشره !

ظروف عرض الافلام من نقاط الضعف في المهرجانات المصرية فيما عدا الجونة الوحيد الذي لديه شاشات عرض وتقنيات عالية المستوى كصورة وصوت ، فلماذا لا يكون ضمن اهداف المهرجان تحديث شاشات العرض في الاوبرا او يخصص من ميزانيته لاقامة دور اخري ؟

هذا حدث بالفعل ، فقد اشترينا أجهزة وشاشات جديدة خلال الدورات الماضية، فهناك تحسن كبير وإن لم يكن أفضل شيء، لكنه يتوافق مع ميزانية المهرجان، فنحن لا نملك القدرة لعمل قاعات عرض كاملة مجهزة، كما أن هذا الأمر يجب أن يكون من ميزانية وزارة الثقافة وليس المهرجان نفسه، فما يمكننا فعله هو تأجير دور عرض وليس إنشاء دور عرض كاملة، لكن الجمهور يحب دار الأوبرا، ويرتبط بها وبحضور العروض بداخلها أكثر من أي مكان آخر، لأنهم يشعرون أن الأوبرا هي مقر المهرجان الذي يجتمعون فيه.

ماهو العنصر الذي يستحوذ علي اكبر نسبة من ميزانية المهرجان ؟

تذاكر السفر والإقامة للضيوف الأجانب لا تقل عن ٣٥ ٪؜ من ميزانية المهرجان ، قد تقل هذا العام لظروف الجائحة وعدد الضيوف الأقل .

ألن يكن هناك ضيوف ونجوم أجانب ؟

سيكون هناك صناع الأفلام لكن ليس بالعدد الذي كما نأمل فيه ، لكن نجوم فيلم الإفتتاح مثلا حاضرين معنا.

وجهت الدعوة لهوبكنز نجم فيلم الافتتاح " الأب " ؟

لا هوبكنز ليس ضمن النجوم الموجودين ، لاعتبار سنه الكبير الذي تجاوز ٧٥ عاما فهو لن يستطيع السفر في ظروف الجائحة .. هناك نجوم آخرين وليس كل النجوم ممثلين ، منهم مخرجين وكتاب وكثير من صناع الأفلام اعتبرهم كلهم نجوم ، رئيس لجنة التحكيم مثلا نجم نجوم السينما العالمية ، الكاتب الكبير كريستوفر هامبتون حاصل علي اوسكار نجم عظيم ، انا لا اعتبر النجم هو من يقف أمام الكاميرا فقط ، خلف الكاميرا نجوم أيضا .

هل ممكن لمهرجان مصري ألا يتلقي دعم حكومي بل ويحقق موارد وأرباح ؟

أعتقد صعب تحقيق هذا الأمر ، لان كلما زادت الموارد زاد الطموح لدينا ، مثلا هذا العام مع زيادة الموارد زاد الدعم لصناعة السينما فأصبحت الجوائز من ملتقي القاهرة السينمائي ٢٦٠ الف دولار وكلها تذهب لمشاريع ، وهكذا أي زيادة في الموارد لن نحتفظ بها وإنما نطور بها المهرجان أو الصناعة .

كم وصلت مبيعات التذاكر العام الماضي ؟

حوالي ٤٠ الف تذكرة وهو رقم كبير إذا ما قورن بالعشر سنوات السابقه علي ٢٠١٨ لم يكن المهرجان يبيع أكثر من عشرة الاف تذكرة . لكن مبيعات التذاكر لا تحقق تغطي حتي تكلفة نظام بيعها للجمهور !

ماهي طموحاتك لهذه الدورة ؟

أن تفيد الصناع وان تكون الافلام والمشاريع الفائزة هي التي تستحق فعلا وتعرض في الدورات القادمة ، وأن نحظي بإقبال جماهيري رغم ظروف كورونا ، وأن يتحقق حلمي بأن تكون هذه الدورة والإصرار علي إقامتها إنتصار كبير للسينما .

ماذا يحتاج مهرجان القاهرة حتي يصبح مثل برلين وتورونتو؟

منذ بداية رئاستي للمهرجان وعدت بأن يصبح مختلفا شكلا ومضمونا بعد ثلاث سنوات وسوف يتحقق هذا .

هذه الدورة هي العام الثالث ، هل تحسبها ضمن وعد السنوات الثلاثة ؟

لا أدري ، هل سنستطيع الحكم عليها بنفس معيار العامين الماضيين أم لا ، لكن إن شاء الله ستكون دورة ناجحة .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة