كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

صناعة النجوم !

كرم جبر

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020 - 07:18 م

وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم تخطط فى الأيام القادمة لإطلاق مشروع فنى ضخم، على غرار «ستار أكاديمى» بمستوى عالمى، للتنقيب عن المواهب المصرية فى الغناء والموسيقى والشعر.
أهمية المشروع أنه خطوة مهمة لإحياء القوة الناعمة المصرية فى ذراعها القوية «الغناء»، فنحن نحلم بظهور عمالقة جدد مثل أم كلثوم وعبد الحليم ونجاة وعبد الوهاب وغيرهم، من النجوم التى تلألأت فى سماء الفن من المحيط للخليج، وسطرت أمجاداً مازالت الأجيال الجديدة تتغنى بها.
الوزيرة متحمسة للمشروع ولا ترغب فى الإعلان عنه إلا بعد اكتمال رتوشه الأخيرة، وينبع حماسها فى أن مصر مليئة بالكنوز الفنية والثقافية، وتحتاج فقط من يفتش عنها ويقدمها للأضواء.
من عاش زمن الفن الجميل والغناء الأصيل، ومن تسلطن على ألحان الموجى والسنباطى وكمال الطويل، واستمع لأم كلثوم وعبد الحليم وغيرهم من المبدعين، سيعيش حلم أن يعود زمن الفن الجميل فى صورة عصرية شابة.
الجمهور تواق ويبحث عن الغناء الجميل، والدليل حفلات الأوبرا التى لا يوجد فيها كرسى واحد، وأقيمت هذا العام فى مكان مفتوح تمشياً مع الإجراءات الاحترازية، وأحدثت انتعاشة فنية كبيرة.
تحدثت مع وزيرة الثقافة عن حلم يقظة الثقافة المصرية تحت شعار «مصر أولاً.. اعتز بثقافتك»، فمصر تمتلك إبداعات بشرية لا تتوافر إلا فيها، ولا يمكن لأى بلد آخر أن ينازعها قوة الزحف الثقافى الهائل.
مصر العقاد ونجيب محفوظ وطه حسين وعمالقة الأدب والشعر الذين زينوا المنطقة العربية كلها، ووصلت شهرتهم إلى العالمية، ولم تجف التربة المصرية وتستطيع أن تنبت العشرات والعشرات بعد سنوات الجفاف.
لماذا حدث الجفاف الثقافى؟
لأن السنوات السابقة استنزفت رصيد الأمة الثقافى دون إضافات جديدة، ويحفظ للرئيس جمال عبد الناصر أنه عندما تولى الحكم حافظ على رصيد مصر الناعم من الكتاب والأدباء والشعراء والفنانين، رغم أنهم جميعاً كانوا ينتمون إلى ما يسمى العهد البائد، ولكن الإبداع لا يمكن أن يصبح بائداً.
انطلاقة مصر الكبرى فى مجالات الوعى والإبداع، يجب أن تكون فى مستوى المشروعات الاقتصادية العملاقة التى تنشق عنها الأرض كل يوم.
فى ثورة يوليو 1952، ظهر عبد الحليم والموجى وكمال الطويل وصلاح جاهين، وشكلوا معاً أوركسترا ثوريا عظيما، رفع درجات الحماس إلى ذروتها، وكان جاهين يكتب كلمات صعبة مثل: «وبقرش الادخار نتحدى الاستعمار ونقيم جدار جبار يحمى حياة العاملين».. واستخدم فى أشعاره كلمات جافة مثل «التصنيع الثقيل»، فأصبحت أنغاماً ثورية حماسية تغنى بها الناس.
الثقافة هى السياج الناعم الذى يحمى القوى الخشنة، وهى نسمات الهواء المنعشة التى تجدد الخلايا وتفيد الجسد، ومجتمع بلا ثقافة مثل الماكينات ذات الأصوات المزعجة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة