صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


دراسة: المصرى القديم اعتبر المساواة بين الرجل والمرأة أمرًا فطريًا

شيرين الكردي

الأربعاء، 25 نوفمبر 2020 - 06:47 ص

«العنف ضد المرأة»، أزمة تفاقمت على مر العصور، لكنها اختلفت   في كل فترة عن الأخرى،  وهو ما ركزت عليه دراسة أثرية للدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية وأشارت إلى  أن استخدام العنف ضد المرأة كان أمرًا مرفوضًا .

ويقول  د. حسين دقيل إلى أن القصة الوحيدة التى وردت عن استخدام العنف ضد المرأة في مصر القديمة هى القصة التي ترجع إلى العصر المتأخر من تاريخ مصر، عندما قام رجل بضرب زوجته وقد ذُكرت على قطعة فخار من إناء مكسور وقد أشارت القصة إلى عقاب هذا الزوج على فعلته أمام المحكمة.

ويضيف دقيل أن المصري القديم اعتبر المساواة بين الرجل والمرأة أمرًا فطريًا فلم يكن هناك فرق بينهما خاصة فيما يتعلق بالحقوق والواجبات، حتى الحياة الزوجية بينهما قامت على الاحترام المتبادل بينهما فالمرأة هي المتحكمة في البيت بصفتها ربة البيت، بل وبعد الوفاة كان المصري القديم يحرص على أن تدفن زوجته بجواره باعتبارها شريكته في الحياة الدنيا وفي الآخرة.   

 

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن المرأة في مصر القديمة نالت مكانة رفيعة لم يبلغها الكثير من الرجال، حيث وصلت لدرجة التقديس فظهر منهن معبودات كإيزيس وحتحور ونفتيس، وحصل بعضهن على وظيفة دينية مثل كبيرة الكاهنات والمنشدات.

 ويضيف أن المرأة استطاعت الدخول إلى العديد من ميادين العمل المختلفة؛ فشاركت في الحياة العامة، ووصل بعضهن لعرش مصر؛ وتولّين الحكم في فترات مختلفة؛ مثل الملكة "حتب" أم خوفو؛ والملكة "خنت" ابنة منقرع؛ و"إباح حتب" ملكة طيبة؛ والملكة "حتشبسوت" التي بلغت شهرتها الآفاق، والملكة "تي" زوجة إخناتون.

 

 ويشير  من خلال الدراسة إلى أن المرأة بمصر القديمة عملت بالقضاء مثل السيدة "نبت" حماة الملك تيتي الأول بالأسرة السادسة، وعمل بعضهن بالطب مثل السيدة "بسشيت" التي حملت لقب كبيرة الطبيبات خلال عهد الأسرة الرابعة، ووصلت الكاتبات منهن والمتعلمات لمناصب مديرة، ورئيسة قسم المخازن، ومراقب المخازن الملكية، وسيدة الأعمال.

 

 ولم تتوقف مهمة المرأة في مصر القديمة عند العمل العام؛ بل كانت – فضلا عن ذلك كله – تعتبر الرفيق لزوجها حيث اعتادت أن تساعده في تدبير شؤون البيت فكانت تستيقظ في الصباح الباكر لإعداد الإفطار له ولأبنائه، وبعد أن ينصرف الزوج وأكبر الأبناء إلى العمل، يذهب الأبناء الصغار مع الماشية والأوز، أو تذهب بهم الأم إلى المدرسة للتعلم وكانت المدرسة بجوار المعبد.

 

ويتابع الدكتور ريحان بأنه لما كان الرجل بطبيعته كثير التنقل والترحال بين عدد من الأماكن لممارسة الرعي أو الزراعة، أو أية حرفة أخرى تحقق له الرزق الذي يقتات منه وأسرته؛ فقد كان على الزوجة أن تعمل على تنظيم بيتها، وتهيئة السعادة والرفاهية لزوجها، والعناية بتربية أبنائها، وكانت تخرج إلى الترعة المجاورة لتملأ الجرة وتغسل الملابس، وتعود إلى منزلها مزوّدة بما يكفي من الماء لبقية اليوم.

 

وقد نالت المرأة من أقوال الحكماء القدامى ما يُظهر أهميتها ويبين قيمتها؛  فقد قال الحكيم بتاح حتب كما ذكرت إحدى البرديات منذ حوالي العام 2400 ق.م: "إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك، اعتن بها؛ ترعى بيتك، أطعمها كما ينبغي، اكس ظهرها واستر عليها، عانقها وأوفي لها طلباتها، افتح لها ذراعيك، وادعوها لإظهار حبك لها، اشرح صدرها وادخل السعادة إلى قلبها بطول حياتها؛ فهي حقل طيب لسيدها، وإياك أن تقسو عليها؛ فإن القسوة خراب للبيت الذي أسسته، فهو بيت حياتك لقد اخترتها أمام الإله فأنت مسؤول عنها أمامه، حافظ عليها ما دمت حيًا، فهي هبة الإله، الذي استجاب لدعائك، اشعر بآلامها قبل أن تتألم، إنها أم أولادك؛ إذا أسعدتها أسعدتهم، إنها أمانة في يدك وقلبك؛ فقد أقسمت في محراب الإله أن تكون لها أخًا وأبًا وشريكًا".

 

 أما الحكيم آني؛ فقد حث على إكرام المرأة؛ فوجه حديثه للرجل قائلا: "لا تكن رئيسًا متحكمًا على زوجتك في منزلها، إذا كنت تعرف أنها ممتازة تؤدي واجبها في منزل الزوجية، فهي ستكون سعيدة وأنت تشد أزرها، ويدك مع يدها، فسعادتكما حين تكون يدك بجوارها، وكل زوج ينبغي أن يتحلى بضبط النفس‏ وهو يعامل زوجته".

 

هذا غيض من فيض مما كان عليه حال المرأة في مصر القديمة، وها نحن نرى بأم أعيننا حالها الآن.. فهل آن لمن ناهضها ومنعها حقها اليوم؛ أن يعي ما قال القدماء؟!

اقرأ أيضا

أحداث وتواريخ وراء اختيار اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المراة
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة