كوكب الشرق أم كلثوم
كوكب الشرق أم كلثوم


طعام تمنت «أم كلثوم» تناوله.. ولم تستطع

حسام الطباخ

الأربعاء، 25 نوفمبر 2020 - 11:02 ص

 

أكدت كوكب الشرق أم كلثوم أن أول شئ فكر فيه والدها بعد تحسن حالتهم المادية هو طعامها، وقد سمع أن البيض يحسن الصوت فكان يطعمني كل يوم خمس بيضات، حتى منعت من البيض نهائيًا، وأصبحت أماني حياتي أن آكل بيضة واحدة.

كتبت سيدة الغناء العربي لمجلة آخر ساعة مقالة تحت عنوان "قصتي الحقيقة" ونشرتها المجلة علي متن صفحاتها مع مجموعة من الصور النادرة لها في 16 يونيو 1948، والأخبار كلاسيك تعيد نشر القصة الحقيقية لظهور كوكب الشرق أم كلثوم.

حقيقة مع الغناء..
وقالت أم كلثوم لقد بدأت أغني وعمري ثماني سنوات، وكان ذلك عند مأذون قريتنا "مطاي" وغنيت يومها "أقول لذات حسن ودعتني..بنار الوجد طول الدهر آه"، ولم أتقاضي مليمًا فقد كان شرفا لنا أن تغني عند المأذون.

أول أجر..
وسمعني أهل القرية المدعوون عند المأذون وقالوا إن صوتي جميل، وفي اليوم التالي دعيت في فرح خفير نظامي في عزبة "الحوال" بقرب قريتنا، وقد غنيت هناك إلي الصباح، وفي تلك الليلة تقاضيت أول أجر في حياتي، وكان عشرة قروش صاغ، ولم يكن هذا نصيبي وحدي، وإنما كان أجرة الفرقة المكونة من والدي وأخي خالد وأنا.


وبدأت القرية تردد اسمي، وبعد ذلك بخمسة أيام، أقام الحاج يوسف تاجر الغلال بالسنبلاوين ليلة ودعانا لإحيائها، وغنت في تلك الليلة أغنية "حسبي الله من جميع الأعادي وعليه توكلي واعتمادي"، وبقين أغني من الساعة التاسعة مساءً حتي الساعة الثانية صباحًا بغير انقطاع.

كم كان سرورنا عندما دس صاحب الفرح يده في جيبه وأعطانا أجرنا الضخم، وكان في ذلك الوقت خمسة وعشرين قرشًا، واعتبرنا أنفسنا بهذا المبلغ من الأغنياء.

أول حفلة بتذاكر..
وبعد ذلك فكر حسن أفندي حلمي التاجر بمحطة أبو الشقوق في أقامة "ليلة" يكون الدخول فيها بأجر، وكان أجر الدخول خمسة قروش في الدرجة الأولي، وثلاثة قروش في الدرجة الثانية، وببلاش في الدرجة الثالثة، أي يقف المتفرج من وراء الخيمة .

أول جنيه..
ونجحت الليلة نجاحًا لم يخطر لنا علي بال، فقد حضر متفرجون من القرى المجاورة، وكان من بين هؤلاء بعض أهالي المنصورة فأقبلوا يهنئونني.

ولم أعرف أني نجحت إلا عندما أعطانا صاحب الليلة جنيهًا ونصف، ونظرنا إلى الجنيه في دهشة ، فقد كان أول جنيه أراه في حياتي.


ودعانا عبدالمطلب أفندي الموظف بدائرة المرحوم الشناوي باشا في الأسبوع التالي ببندر المنصورة بأجر قدرة جنيه ونصف في الليلة بما في ذلك مصاريف الانتقال.

وبدأت أشعر أني انتقلت من مطربة محلية إلي مطربة عالمية وذلك أني دعيت بعد ذلك إلي الغناء في مركز أجا، ثم وجدت نفسي انتقل من مديرية الدقهلية إلي مديرية الشرقية فغنيت في كفر صفر.

ركوب الحمار..
وفي عام 1915 كنت أركب حمارًا ويسير أبي وأخي علي أقدامهما، وفي عام 1916 زاد إيرادنا فكنا نركب نحن الثلاثة حميرًا.


ومن الطريف أن أهل الفرح كانوا يحضرون لنا الحمير لنذهب إلي الفرح وبعد انتهاء الفرح يتركوننا نعود إلي بيتنا مشيا علي الأقدام.

ارتفاع الأجر..والكمساري
وحتى عام 1919 كنت أركب الدرجة الثالثة في قطار السكة الحديد، ثم ارتفاع أجري بارتفاع القطن فوصل إلي ثمانية جنيهات ثم قفز إلي عشرة جنيهات.


كنا نجلس في الدرجة الثانية وأغني للكمساري وفي مقابل هذا يسمح ببقائنا في الدرجة الثانية بتذاكر الدرجة الثالثة، وكنت أغني لهذا الكمساري طوال الطريق ولا أقف إلا في المحطات.

 

أول تلغراف...
وأول بيت رجل كبير دخلته كان منزل حمزة بالمحلة الكبري وكان الداعي نعمان الأعصر باشا عمدة المحلة وقد أرسل يدعونا بالتلغراف، وكان أول تلغراف تلقيته في حياتي، وكتفنا بأن نرسل له خطابًا بالقبول، وغنت وأعطاني ثلاثة جنيهات فقط، ولم أقل شيئا فقد أعطاني المبلغ في كوفية حرير.

 

الشيخ أبو العلا..
 ولم يكن هذا المبلغ قليلا، ففي تلك الليلة رآني الشيخ أبو العلا محمد لأول مرة، ومنذ ذلك الوقت وأصبح أستاذ، ومنذ تلك الليلة أيضا تغير مجري حياتي، فقد سافرت مع الشيخ أبو العلا إلي مصر وتتلمذت عليه.

أماني الحياة ..
وكان أول شئ فكرة فيه والدي بعد أن تحسنت حالتنا المالية هو طعامي، وقد سمع أن البيض يحسن الصوت فكان يجعلني آكل خمس بيضات كل يوم.


وقد ظهر أن هذا البيض الكثير يتلف المرارة، ونتج عن هذا أن الأطباء قاموا بمنعي من أكل البيض، وفي كثير من الأحيان أشعر أن من أعظم أماني حياتي أن أكل بيضة واحدة .
منطقة المرفقات
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة