الأربعاء، 25 نوفمبر 2020 - 07:24 م

كلمة رائعة استخدمها الرئيس عبد الفتاح السيسى ليؤكد مدى حاجتنا إلى الوعى الرشيد فى مواجهة وباء كورونا. صحيح الحكومة اتخذت ما يلزم من إجراءات طبية وإدارية وفنية لمكافحة الفيروس، وصحيح أنها شددت العقوبات على غير الملتزمين، حتى وصلت غرامة عدم ارتداء الكمامة إلى ٤ آلاف جنيه، ومنعت التجمعات، ولكنها فشلت فى إلزام المواطن باتباع الإجراءات اللازمة. وهذا بسبب الاستهتار والتقاعس والإهمال والطناش الذى هو آفة مجتمعية تلازم الأغلبية منذ سنوات عديدة انتشرت فيها الأمية والجهل، وغابت فيها الأدوار الحقيقية للثقافة والإعلام، وللأسف مازالت موجودة، ومازالت بلا خطة أو إستراتيجية على الرغم من اهتمام الرئيس بذلك، وعقده أكثر من اجتماع مع المسئولين عن الثقافة والإعلام، لكن هناك حلقة مفقودة لم نصل إلى حل لغزها حتى الآن.
لقد اجتمع الرئيس مع مجموعة العمل الحكومية المعنية بمواجهة كورونا، وأشاد بما تم من إجراءات وجهود لمواجهة الوباء، وأشاد بالأطقم الطبية التى تبذل أقصى الجهد، بل وتضحى من أجل المواطن. لكنه أيضا شدد على أهمية الوعى للمواطن، وطالب بتحقيقه من خلال الإعلام والثقافة، وقال: نحن نسعى لتوفير لقاح كورونا للمواطنين، كما نسعى لإنتاج لقاح مصرى يعكف عليه فريق بحثى من علماء مصر. وحتى نصل إلى اللقاح العلاجى، نحتاج أولا إلى لقاح الوعى.
وهل توعية المواطن بمخاطر كورونا صعبة المنال؟! بالطبع لأ، والدليل أن الفضائيات والصحافة والسوشيال ميديا، مثلا، لا حديث لها منذ أسبوعين سوى مباراة الأهلى والزمالك فى نهائى أبطال أفريقيا الجمعة، وكأنها تقوم بغسيل مخ للمشاهدين والقراء للمباراة، لو قمنا بحملة كهذه عن وباء كورونا لحققنا ما يطلبه الرئيس (لقاح الوعى). نحن فى احتياج شديد لنشر وسائل الوقاية من الفيروس، وإجراء حوارات مع الأطباء والمتخصصين للحديث عن وسائل الحماية من الفيروس اللعين، والقيام بزيارات لمستشفيات الحجز، وإجراء حوارات مع المتعافين، وإبراز مآسى أسر شهداء كورونا، والتركيز على المعاناة التى يواجهها الأطقم الطبية والتمريض والإدارية بمستشفيات العزل، موضوعات كثيرة وأفكار عديدة على الإعلام والثقافة أن يفكر فيها وينفذها من أجل مصلحة الوطن .
دعاء : اللهم اكفنا شر الوباء والبلاء .