هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

أصدقاؤنا فى البيت الأبيض

هالة العيسوي

الخميس، 26 نوفمبر 2020 - 06:46 م

 

هل لدينا أصدقاء فى البيت الأبيض يحيطون بساكنه الجديد الرئيس جو بايدن؟..ليس بعد، أو ربما ليس بالقدر الكافى الذى يمنحنا شفرة الدخول إلى المكتب البيضاوي، والقدرة على التأثير فى توجهات وقناعات صاحبه. وإذا كانت التقديرات تشير إلى أن طعون الرئيس المنتخب فى السن سيمنح المحيطين به نفوذا أكبر فى توجيه السياسات، يصبح من الضرورى الاعتناء بالتعرف على توجهات وأدمغة أعضاء الإدارة الجديدة فى أمريكا، وعلى رأسهم نائبة الرئيس كامالا هاريس ذات النفوذ والدور المؤثر على صناعة القرار بحكم طبيعة منصبها، وأيضًا بحكم توجهاتها السابقة التى تمنحنا فرصة لمعرفة كيفية التعامل معها.
بالإضافة للرئيس ونائبته، من المهم الانتباه لترشيحات بايدن لشاغلى المناصب العليا فى إدارته التى بدأت بعض ملامحها تتضح، وهى ترشيحات تطرح ضرورة الاهتمام بها فكلها تدور فى فلك السياسة الخارجية سواء منصب وزير الخارجية المرشح له أنتونى بلينكن الذى عمل فى خطة العمل المشترك الشامل أو المعروف تيسيرًا بالصفقة النووية مع إيران إبان إدارة أوباما، أو منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة المرشحة له ليندا توماس جرينفيلد السفيرة السابقة لدى ليبيريا، أو منصب مستشار الرئيس للأمن القومى المرشح له جيك سوليفان وقد شغل ذات المنصب مع بايدن حين كان نائبًا للرئيس، وشارك فى المفاوضات السرية مع إيران عام 2013 التى أفضت خروج الاتفاق النووى مع إيران. كذلك من المهم أيضًا التعرف على دوائر أخرى كأعضاء مجلس الأمن القومي.
وأجنحة الديمقراطيين مع النظر بعين الاعتبار إلى نتائج انتخابات مجلسى الكونجرس (النواب والشيوخ) بتشكيلات لجانهما المتعلقة بأمور الخارجية والدفاع والأمن بما لهم من دور مهم أيضًا فى التأثير على صناعة القرار وتحركات الإدارة فى الولايات المتحدة، مع القدرة على الفرز الصائب لعلاقات تلك الدوائر باللوبى اليهودى إيباك الذى بدأ نشاطه بالفعل فى همة مبكرة لاستعادة ثقة الديمقراطيين وإعادة العلاقة مع إسرائيل إلى المسار المطلوب بعد أن توترت فى أيام إدارة الرئيس أوباما.
لا يقتصر دور جماعات الضغط والنفوذ على المجال السياسى فربما تأخرنا فى خلق لوبيات أخرى تساهم فى توصيل صوتنا بشكل صحيح، لذا يصبح علينا إيجاد السبل للتواصل مع القوى المؤثرة فى توجيه سياسة الإدارة الأمريكية المستقبلية على الأقل فى عاميها الأولين كفرق صياغة أوراق المواقف ومخططات السياسات.الكبرى. لقد آن الأوان لسفارتنا فى واشنطن كى توثق التواصل مع أدوات التأثير الأخرى وصياغة لغة خطاب جديدة تقوم على الإقناع بالمصلحة المشتركة فى العلاقة معنا، وتدق على زر المصلحة الأمريكية فى هذا الشأن، وعلينا أن نخلق صورة جديدة من الجدل الفكرى مع خلايا التفكير أو الـ Think tanks ومراكز البحوث فتلك اللوبيات يحضرها العديد من صناع القرار السياسي وتكون أداة مؤثرة على صنع القرار. من الضرورى أيضًا عدم تجاهل تأثير الصحافة الأمريكية ووسائل النشر الأخرى فى خلق بيئة معرفية بالقضايا ذات الاهتمام، وماتزال تجارب أداء اللوبى اليهودى فى التأثير على صناعة القرار بقيام أعضائه بكتابة المقالات فى كبريات الصحف الأمريكية مما فتح بابًا واسعًا للنقاش والاقتناع فى النهاية بوجهة نظرهم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة